خادم الحرمين يعلن تأسيس مركز تنسيق أنشطة الإغاثة في اليمن

محمد بن راشد:أمن »دول التعاون« أولوية قادتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام لقائهم التشاوري الـ15 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كضيف شرف، عزمهم مواصلة الجهود لدعم التنمية في اليمن واستكمال خطوات تعزيز التكامل والشراكة بين منظومة مجلس التعاون واليمن، مؤكدين دعم جميع الجهود لاستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، تزأمناً مع الإعلان عن تأسيس مركز لتنسيق أنشطة الإغاثة، داعين إلى ضرورة الحل السياسي كذلك في سوريا، ودعم المصالحة الوطنية في العراق، كذلك أكدوا الحرص على بناء علاقات متوازنة مع إيران قوامها احترام أسس ومبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشددين على دعم حق دولة الإمارات وسيادتها المطلقة على جزرها الثلاث المحتلة: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى.. في حين أكد هولاند ان بلاده ستظل حليفاً قوياً لدول الخليج، وأنها لن تتردد في مساعدة الخليج حتى لو تطلب ذلك عملاً عسكرياً.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أن دول مجلس التعاون الخليجي منظومة واحدة، تحدياتها مشتركة، ومصيرها لا يقبل القسمة، ومكتسباتها حق للجميع، وحماية أمنها الشامل أولوية عند جميع قادتها.

منظومة واحدة

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في تغريدة على حسابه على تويتر «حضرت القمة التشاورية مع إخواني قادة دول مجلس التعاون بضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله». وتابع سموه ان «العاصمة السعودية الرياض لها عبق تاريخي خاص. لها مجد عريق تحكيه معالمها، ووفاء ونخوة تحكيهما قبائلها، وطيبة ومحبة وكرم تراها في عيون أهلها».

وضم وفد الدولة المشارك في القمة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي ومحمد سعيد محمد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية.

استجابة للشرعية

في الأثناء وخلال كلمته في افتتاح اللقاء التشاوري، جدد خادم الحرمين التأكيد على ان «عاصفة الحزم» في اليمن جاءت استجابة للشرعية والدفاع عن النفس وتجنيب الشعب اليمني المزيد من الانزلاق نحو الفوضى والاقتتال. وقال ان قرار التدخل في اليمن جاء لوقف التدهور مؤكداً ان الانقلابيين في اليمن رفضوا المبادرة الخليجية جراء ما تتعرض المنطقة من اطماع خارجية. وأضاف ان عملية «عاصفة الحزم» حققت اهدافها وبدأت عملية «إعادة الأمل» التي تهدف إلى دفع جميع الأطراف اليمنية للحوار مشدداً على ضرورة الإسراع في تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2216 الخاص باليمن.

مركز إغاثة

وأعرب الملك سلمان عن ترحيب دول مجلس التعاون بمشاركة جميع الأطياف اليمنية في مؤتمر الرياض الذي سيعقد تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي. وأعلن في هذا الصدد عن تأسيس مركز الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني مركزه الرياض، مشيراً إلى استمرار الجهود التي تبذل لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني ومنها تصحيح اوضاع اليمنيين غير النظاميين والسماح لهم بالعمل في المملكة.

ودعا خادم الحرمين الشريفين إلى مضاعفة الجهود للمحافظة على مكتسبات شعوب المنطقة، مؤكداً ان القمة تعقد لمواجهة الاطماع الخارجية في المنطقة.

نووي إيران

وتطرق الملك سلمان في كلمته إلى الملف النووي الإيراني والاتفاق الاخير الذي توصلت إليه طهران مع مجموعة «5 1» في هذا الشأن، مؤكداً ضرورة ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني وخلو المنطقة من اسلحة الدمار الشامل. وقال إن «السعي نحو تطوير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي يمثل تهديدا بالغ الخطورة ليس على السلم والأمن في المنطقة فحسب بل على السلم والأمن الدوليين».

حليف قوي

من جهته أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان بلاده ستظل حليفاً قوياً لدول مجلس التعاون الخليجي استنادا إلى ما يجمع الطرفين من علاقات تاريخية قوية ومصالح مشتركة. وقال في كلمة ألقاها امام القمة ان التهديدات التي تواجه الخليج تواجه فرنسا أيضاً. وأضاف ان مجلس التعاون انشئ في عام 1981 لمواجهة المخاطر الاقليمية التي تهدد أمنه واستقراره، موضحاً ان هناك تحديات جديدة في المنطقة تتمثل في تهديدات تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة». وأكد ان بلاده لن «نتردد في مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي حتى لو تطلب ذلك عملاً عسكرياً». وأشاد بالدور الذي تؤديه دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لافتا إلى اطلاقها عددا من المبادرات في هذا الشأن، ولاسيما ما يتعلق منها بدعم الشعب السوري وكذلك وقوفها إلى جانب المعارضة السورية.

دعم فرنسي

وجدد هولاند التأكيد على دعم فرنسا لعملية «عاصفة الحزم» التي نفذتها دول التحالف لإعادة الشرعية في اليمن والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره. وقال: «يمكنكم الاتكال على فرنسا لإرساء الأمن والاستقرار في اليمن»، مطالبا في هذا الصدد بضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 الخاص باليمن والعمل على عودة الرئيس عبدربه منصور هادي لمواصله مهامه.

تعاون دفاعي

وأعرب عن فخره بالمشاركة في القمة التشاورية، موضحاً انه اتفق مع العاهل السعودي على رفع مستوى التعاون الدفاعي في اطار الجهود المبذولة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع دول المجلس.

وحول الملف النووي الإيراني أكد هولاند ضرورة التوصل إلى اتفاق نهائي وملزم في هذا الشأن بين طهران ومجموعة «5 1» يضمن عدم امتلاك إيران السلاح النووي، مشدداً على ضرورة ان يضمن أي اتفاق مع إيران عدم زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

علاقات أميركية

إلى ذلك عبر قادة دول المجلس في بيانهم الختامي عن تطلعهم للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما في 13ـ14 من الشهر الجاري في الولايات المتحدة الأميركية وأن تسهم المباحثات في تعزيز العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحـدة الأميركية في ظل التطورات والأحداث الجارية وبما يعزز أمن واستقرار المنطقة.

واستعرض القادة مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية وتطوراتها وأشادوا بمقاصد وأهداف عملية عاصفة الحزم وما تحقق من نتائج مهمة وببدء عملية إعادة الأمل استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بهدف تعزيز الشرعية واستئناف العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وثـمنوا قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة ودعوا إلى تنفيذه بشكل كامل ودقيق وبما يسهم في عودة الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة.

مساعدات لليمنيين

وبهدف سرعة إيصال المساعدات للشعب اليمني الشقيق، رحب القادة بقرار المملكة العربية السعودية إنشاء مركز موحد على أراضيها مهمته تنسيق كافة جهود تقديم المساعدات بين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المعنية والدول الراغبة في تقديم المساعدات للشعب اليمني، مجددين عزمهم على مواصلة الجهود لدعم التنمية في الجمهورية اليمنية واستكمال ما تم اتخاذه من خطوات وإجراءات نحو تعزيز التكامل والشراكة بين منظومة مجلس التعاون واليمن، مؤكدين دعم دول المجلس لجميع الجهود لاستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة تعزيزا لأمن اليمن واستقراره. وفي القضية الفلسطينية، أكد قادة دول مجلس التعاون أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967م وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القـدس الشرقية طبقا لقـرارات الشــرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

علاقات متوازنة

وأكد قادة المجلس في البيان حرص دول مجلس التعاون على بناء علاقات متوازنة مع جمهورية إيران الإسلامية تسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها وعبروا عن تطلعهم إلى تأسيس علاقات طبيعية معها قوامها احترام أسس ومبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول واتخاذ خطوات جادة من شأنها إعادة بناء الثقة والتمسك بمبادئ القانون الدولي والأمم المتحدة التي تقوم على حسن الجوار وتمنع التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.

وعبروا عن أملهم في أن يؤدي الاتفاق الاطاري المبدئي الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة 5 1 إلى اتفاق نهائي شامل يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني وطالبوا بأن يضمن الاتفاق انسجام هذا البرنامج مع جميع المعايير الدولية بما في ذلك المعايير المتعلقة بأمن وسلامة المنشآت النووية والإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية عليها ومعالجة جميع المشاغل والتداعيات البيئية للبرنامج النووي الإيراني.

جزر مُحتلة

كما عبر قادة المجلس عن تطلعهم إلى أن يسهم الاتفاق في حل القضايا العالقة مع إيران، مؤكدين على مواقفهم الثابتة بدعم حق الإمارات العربية المتحدة وسيادتها المطلقة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى ومياهها الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة ورفض استمرار احتلال جمهورية إيران الإسلامية لهذه الجزر وكافة القرارات والممارسات والأعمال التي تقوم بها إيران على الجزر الثلاث واعتبارها باطلة وملغاة ولا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث. ودعوا جمهورية إيران الإسلامية إلى الاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل هذه القضية عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

الأزمة السورية

وفي الشأن السوري، أعرب القادة عن بالغ قلقهم من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية للشعب السوري نتيجة لاستمرار نظام الأسد في عمليات القتل والتدمير واستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران والغاز السام مما نتج عنه قتل مئات الآلاف من السوريين وجرح وتشريد الملايين منهم.

وأكدوا على الحل السياسي للأزمة السورية وفقا لبيان جنيف1 وبما يضمن أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها ويلبي تطلعات شعبها وضرورة تضافر الجهود الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين ودعمهم لكل الجهود الهادفة لمساعدة وحماية اللاجئين. و أعلن البيان عن مؤتمر للمعارضة السورية يقام في الرياض لرسم ملامح مرحلة ما بعد الأسد، والتأكيد على حل سياسي يحقق رغبات الشعب. كما عبر القادة عن مساندتهم جهود العراق من أجل المصالحة الوطنية وتخليصه من تهديد داعش وتحقيق المشاركة الكاملة لجميع مكونات الشعب.

قرقاش: الخليج يرفع راية العرب في الزمن الصعب

أكد معالي د. أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن القمة التشاورية في الرياض تعزز مواقف السياسة الخارجية لدول الخليج العربي، وأن العزم والهمة شعار المرحلة، مؤكداً أن الخليج يرفع راية العرب في الزمن الصعب، وقال معالي قرقاش في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: إن «القمة التشاورية في الرياض تعزز مواقف السياسة الخارجية لدول الخليج العربي، العزم والهمة شعار المرحلة، والخليج يرفع راية العرب في الزمن الصعب». وأضاف: «تحية تقدير للموقف الإيجابي والمستقل في الرياض للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، كلمة تعزز الدور الفرنسي، الحليف التقليدي في السراء والضراء». البيان

Email