إجرام ميليشيات الحوثي يطال المستشفيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط مخاوف حقيقية من انهيار كامل للمؤسسات الصحية في اليمن بسبب الانتهاكات الوحشية التي ترتكبها ميليشيات الحوثيين وجيش علي صالح المتمرد على الشرعية، سجلت انتهاكات للميليشيات المتمردة بحق المرضى والمحتاجين للرعاية الطبية، وجرائم بحق المؤسسات الطبية في عددٍ من المحافظات.

وبعدما نشرت منظمات صحية وأممية سلسلة تقارير عن جرائم الحوثيين المتجاوزة لكل قوانين الحروب وأخلاقيات المتحاربين، كشفت حرب الانقلابيين على الشعب اليمني عن وجه قبيح تزينه تجاعيد طائفية ومناطقية وتجهم مزرٍ ولغة استعلاء وغطرسة لم يسلم منها أحد.

ففي محافظة الحديدة، التي تعد ثالث محافظة يمنية من حيث عدد السكان، وتشهد فقرا حادا في الخدمات الصحية، منع الحوثيون الوقود عن مركز غسيل الكلى الذي يعد المركز الوحيد ليس في الحديدة فقط، بل في ثلاث محافظات تستفيد منه، ومات ستة من مرضى الفشل الكلوي لعدم توفر الوقود لتشغيل أجهزة الغسيل وانقطاع الكهرباء، بينما يستخدم المجرمون الحوثيون الوقود لمعداتهم العسكرية التي يقتلون بها أبناء تهامة وكل مناطق اليمن.

الخميس الماضي، وبعد أكثر من شهر على وفاة هؤلاء المرضى، يعود مركز الغسيل الكلوي ليطلق نداء استغاثة كونه على وشك الانهيار بسبب عدم توفر الوقود، وفي حال توقف هذا المركز عن الغسيل للمرضى كما أعلنت قيادته؛ فإن المئات من مرضى الفشل الكلوي معرضون للموت في تهامة.

إيقاف موازنات وأدوية

كما تعطلت في الحديدة أيضا مشافي المحافظة، ومنها أكبر مستشفى بسبب إيقاف الميليشيات موازنة المستشفى التشغيلية وانعدام الوقود.

وأوقفت شركات الأدوية المتعهدة بإمداد المستشفيات بعلاجات مرضى السكر توريد اﻻدوية بسبب عدم دفع سلطة الحوثيين قيمة هذه الأدوية وتحويلها للمجهود الحربي.. إضافة إلى ذلك، قطعت الأدوية التي تصرف للمرضى من الفقراء ومحدودي الدخل، وتم تحويلها إلى المستشفيات الميدانية في جبهات القتال التي تفتحها الميليشيات الحوثية في عددٍ من مناطق اليمن.

وحسب تقارير حقوقية، فإن الميليشيات الحوثية حرمت قرابة نصف مليون من أبناء الحديدة من حقوق الرعاية الصحية بشكل كامل، وفي حال نشبت معارك في الحديدة فإن الرقم مرشح للارتفاع إلى مليون شخص.

10 مشافٍ

ومن الحديدة التي لا تشهد معارك حامية الى محافظة تعز الاكثر اشتعالاً وتعتبر الأكبر من حيث عدد السكان في اليمن، ويقطنها قرابة خمسة ملايين يمني، وفيها المشافي الحكومية تصل إلى 10 مشافٍ، أي مستشفى لكل نصف مليون شخص.

ومنذ ان بدأت المواجهات بين المقاومة الشعبية والميليشيات الحوثية وجيش علي صالح المتمرد قبل نحو 20 يوما، كان القطاع الصحي والمراكز الطبية هدفًا لقصف الميليشيات، بل كان هدفا رئيسيا تجاوزت فيه كل الخطوط الحمراء، وتم استهداف قسم العناية المركزة في أكبر مستشفيات المحافظة «مستشفى الثورة» بقذائف دبابات وقتل ثلاثة أطباء بينهم أحد مسعفي المصابين من المدنيين.. كما تم استهداف أهم الشوارع التي تضم العيادات التخصصية مثل الحوض وشارع جمال ليتم إغلاق هذه العيادات في وجه المرضى والمحتاجين للرعاية الطبية.

ووصلت بشاعة تصرفات الميليشيات إلى حد تحويل مستشفى خاص بالأطفال، وهو الوحيد بالمحافظة، لعلاج أمراض الطفولة إلى ثكنة عسكرية والاحتماء داخل فنائه، هربا من قصف الطيران والمقاومة، والمستشفى لا يزال يقدم خدماته الطبية.

احتماء بالمؤسسات

وفي تعز أيضا، يتمركز أفراد الميليشيات الحوثية وعناصر جيش صالح جوار المركز الوحيد لعلاج السرطان، ومعهم مدرعات وآليات عسكرية مختلفة، وذلك لتفادي القصف أيضا، بينما تقصف هذه الميليشيات المنازل من مستشفى الأطفال ومركز السرطان.

ولم يسلم القطاع الطبي الخاص من همجية الميليشيات، حيث هاجمت قبل أيام مستشفى البريهي التخصصي، واقتحمت أقسامه بحثا عن مصابين من أفراد المقاومة، واعتدت بأعقاب البنادق على الأطباء في المستشفى.

وحسب إحصائية رسمية فقد تسببت الحرب التي تشنها الميليشيات الحوثية وجيش المخلوع علي صالح ضد أبناء تعز، في توقف 355 منشأة طبية بين عيادة ومركز ومستشفى ومجمع طبي، وحرم أكثر من نصف سكان تعز من حق الحصول إلى الخدمات الطبية والعلاج في القطاع الخاص أو الحكومي.

وقدرت تقارير منظمات حقوقية عدد وفيات الأطفال وحديثي الولادة من جراء حرب الميليشيات الحوثية على تعز بـ80 طفلاً من جراء عدم القدرة على الوصول للمستشفيات والمراكز الطبية وشيوع أمراض معوية بين الأطفال وهذا العدد خلال مدة لم تصل إلى 20 يوما فقط.

ثكنات عسكرية

محافظة الضالع مثل غيرها من محافظات الجنوب، تعرضت لحرب همجية بربرية وما زالت من قِبل ميليشيات الحوثي وجنود اللواء 33 مدرع وبعض الوحدات القادمة من صنعاء وتتبع الحرس الجمهوري.

 ونال القطاع الصحي النصيب الأوفر من البربرية الحوثية، حيث حولت الميليشيات كل مستشفيات المدينة إلى ثكنات عسكرية في حين أغلقت بقية المراكز والمشافي التابعة للقطاع الخاص من جراء عمليات القصف العشوائي على المدينة.

وكشف تقرير حقوقي صادر عن جمعية أبناء الضالع عن وفاة 30 طفلاً بسبب حصار الحوثيين للمحافظة وتحويل مستشفياتها إلى ثكنات عسكرية. وأوضح التقرير الذي أعده فريق رصد متخصص أن أربعاً من مديريات الضالع شهدت وفاة نحو 70 شخصا بينهم 30 طفلاً خلال مدة 32 يوما بسبب الحرب التي تشنها الميليشيات الحوثية على المحافظة.

تخزين إمدادات عسكرية

أما محافظة عدن ليس حالها أفضل من الضالع وتعز، بل هي أكثر قتامةً وانتهاكا من قِبل ميليشيات إجرامية لا تعرف شيئا عن حقوق الإنسان ومتطلبات المرضى، فبمجرد دخول الميليشيات إلى عدن استوطن القناصة منهم مستشفى الجمهوري التعليمي الواقع بخور مكسر والذي يعد المستشفى اﻻول في عدن وجنوب اليمن، وحولوه بكل مرافقه إلى متارس لقناصة يطلقون رصاص الموت على الأبرياء.

Email