حوار المستقبل و حزب الله اليوم

لبنان يحاول محاصرة رقعة الفراغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خضمّ مرحلة جديدة من التأزّم السياسي، مع انضمام التشريع النيابي إلى روزنامة الخلافات بين المسؤولين، فإن لبنان الذي لا يزال من دون رئيس للجمهورية لليوم الـ345 على التوالي، على موعد مع جملة استحقاقات، بدءاً من جلسة الحوار الرقم 11 بين تيار المستقبل وحزب الله اليوم، ووصولاً إلى جلسة انتخاب رئيس جمهورية جديد الرقم 23 في 13 الجاري.

وفيمـا المـسار السياسـي ينتظـر تحركـات فـي الأيـام المقبلـة، لا يـزال ملـفـّ الأمـن أولويـة، لكونـه يعـبّر عـن تقاطـع مصالـح دولـية وإقليمـية ولبنانية، بتثبيت معادلة الاستقرار، ولو كانت فوائد كل طرف منها مختلفة عن حسابات الطرف الآخر.

 وغداة ساعات شهدت غياب السياسة، في هدوء لافت قد يسبق عواصف عدّة مرتقبة، منها حكومية على خلفية التعيينات الأمنية، ومنها نيابية في ظلّ السجال على الجلسة التشريعية، ومنها سياسية في انتظار شهادة النائب وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اليوم، ينعقد الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله وعلى جدول أعماله تقييم مجريات الخطّة الأمنيّة في الضاحية الجنوبية لبيروت التي لا تزال متواصلة.

وكيفية تثبيت ما أنجز سابقاً في الشمال والبقاع وسجن رومية (شرق بيروت)، فضلاً عن إمكان تمدّد بقعة الأمن إلى مناطق جديدة، لا سيما في شرق العاصمة، حيث هناك مناطق عصية على الدولة والأحزاب معاً.

وفي السياق، تجدر الإشارة إلى أن استحضار سلاح حزب الله، من زاوية الخطّة الأمنية في الضاحية الجنوبية، مرّ بأقلّ ضجيج ممكن، بفضل وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اعتبره سلاحاً مقاوماً، بحسب ما تتوافق عليه الحكومات المتعاقبة في بياناتها، ولأنه «أمر واقع، أكبر من أي حكومة».

ووسط أزمة سياسية لا أفق لحلّها في المدى المنظور، تبدو جلسة التشريع معلّقة بانتظار تأمين ميثاقيتها التي أضحت صعبة، بل شبه مستحيلة، بعد توافق القوى المسيحية الكبيرة على عدم المشاركة في جلسة تتخطّى مبدأ تشريع الضرورة.

وكرّر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه برّي قوله، في شأن الجلسة التشريعية، إنه متمسّك بالميثاقية، وإنّ أحداً لا يستطيع أن يزايد عليه في هذا الموضوع، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة عقد هذه الجلسة في إطار ممارسة المجلس النيابي دوره في هذه المرحلة بالذات.

وأشـارت المعلـومات التـي توافـرت لـ«البيـان» إلـى أن الاتصــالات مستمــرة لعـــقد الجلسـة التشريعــية قـبل انتـهاء العقـد العـادي فـي نهايـة الشهـر، ذلـك أن نصاب الجلسة مؤمّن، لكن رئيس المجلس يتمسّك بالميثاقية أولاً، ويراعي حساسية التوازنات الداخلية، ما يعني أنه لن يعقد أيّ جلسة يتغيّب عنها مكوّن أساسي.

التوافق

في غضون ذلك، وعلى غير عادته، قارب مجلس الوزراء، في جلسته الأخيرة الأسبوع الفائت، ملفّات خلافية، في جلسة وصِفت بـ«التوفيقيّة»، نسبةً إلى ما عداها، حيث ظهر التوافق من بدايتها عندما أعلن رئيس الحكومة تمام سلام تعيين جلسة خاصة، غداً، لاستكمال مناقشة الموازنة العامة، على أن تكون الجلسات مفتوحة، وعلى جدول أعمالها أيضاً التعيينات الأمنيّة.

هدنة مؤسساتية

وفي السياق، تردّدت معلومات مفادها أن وقائع الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء أشارت إلى أن ثمّة هدنة مؤسّساتية، وفي إطارها تستمر الحكومة وينعقد مجلس النواب الشهر الجاري، ويتحقّق التمديد في المؤسّسات الأمنية إذا اقتضت الظروف في الوقت المناسب.

30

قرّر مجلس الوزراء اللبناني تخصيص 30 مليون دولار لبناء سجن إقليمي مركزي، ضمن خطّة بناء السجون.

وهذه المرّة الأولى منذ عام 1966، تخصّص فيها الدولة اللبنانية ميزانية لبناء سجون.

Email