الأزمة الغذائية تشتد والانقلابيون يمنعون إنقاذ الجرحى

تحذيرات أممية من انهيار اليمن في أيام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان در كلاو، من نفاد سريع لمخزون المحروقات والغذاء ما قد يؤدي إلى انهيار في البنى التحتية الأساسية »في غضون أيام«، في وقت اشتدت الأزمة الغذائية بينما يمنع الانقلابيون إنقاذ الجرحى.

وقال كلاو إن الخدمات التي لا تزال تعمل في مجال الصحة والمياه والغذاء باتت قيد التوقف بسبب عدم وصول الوقود. وتوقع المنسق أوضاعاً إنسانية أسوأ بكثير من تلك الحالية إذا لم يحدث أي شيء على هذا الصعيد.

وأضاف: »من دون وقود، فإن المستشفيات لا يمكن أن تعمل وسيارات الإسعاف لن تستطيع التحرك كما لن يتم ضخ المياه في شبكة التوزيع وتتعرض الاتصالات لخطر الانقطاع. وهذا يشكل مدعاة قلق كبير. وإذا لم يتم التزود بالوقود والغذاء خلال الأيام المقبلة فإن كل شيء سيتوقف في اليمن«. وأعرب كلاو عن الأمل في التوصل إلى »هدنة إنسانية«، مضيفاً: »يحب إيجاد وسيلة لتحقيق ذلك ولو لعدة أيام على الأقل«.

أزمة إنسانية

ويأتي ذلك في الوقت الذي يعيش فيه اليمن أوضاعاً إنسانية صعبة، حيث أشارت مصادر محلية إلى أن المواد الغذائية أوشكت على النفاد عند معظم الأسر المحاصرة من قبل القوات الموالية لجماعة الحوثي في خور مكسر والمعلا والتواهي ودار سعد وعدد من المناطق الأخرى، بالإضافة إلى انقطاع الاتصالات عن بعض المناطق الجنوبية.

من جهته، قال الطبيب عادل اليافعي الذي يعمل في مستشفى محلي بعدن، إن المؤسسة باتت غير قادرة على علاج الحالات العادية جراء العدد الكبير من الجرحى. ويفرض الحوثيون حصاراً على الاحياء القريبة من ميناء المدينة ويمنعون نقل المساعدات وإجلاء الجرحى.

بدوره، أشار مصدر إلى أن شبح المجاعة يخيم على حي المعلا في منطقة الميناء، قائلاً: »هناك مخبز واحد يعمل. وننتظر في الطابور لساعات أملاً في الحصول على بضعة أرغفة«. وأضاف: »نحن من دون مياه وكهرباء منذ خمسة عشر يوماً«. واتهم أحد سكان حي المعلا الحوثيين بـ»السعي إلى إخضاع عدن بكل الوسائل«.

وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن الخميس الماضي توقفه تدريجياً عن توزيع الأغذية بسبب النقص في المحروقات. وفي تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء، تحدث مدير المستشفى الكويتي في العاصمة اليمنية عن »صعوبات لوجستية هائلة (يواجهها) لتشغيل مؤسسته«. وفي التقرير نفسه، أوردت اللجنة الدولية أن طاقمها أجبر على إخلاء مستشفى الجمهورية في عدن كونه بات على خط الجبهة.

ائتلاف

أفادت مصادر يمنية أمس بإنشاء »ائتلاف عدن للإغاثة« من قبل رجال أعمال جنوبيين بهدف تخفيف الأزمة الإنسانية التي تمر بها محافظة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى. وقالت المصادر إن رجال أعمال جنوبيين شكلوا الائتلاف الذي يشمل عدداً من الجمعيات والمؤسسات التجارية والخيرية اليمنية والخليجية بهدف تخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المحافظات الجنوبية. وأشارت المصادر إلى أن الائتلاف سيستهدف محافظة عدن كمرحلة أولى، من حيث إيواء النازحين وتوزيع الغذاء، وفي مراحله القادمة سيشمل المحافظات الجنوبية الأخرى.

أوامر ملكية بتعديل أوضاع اليمنيين المخالفين في السعودية

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود باتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاع المقيمين في السعودية بطريقة غير نظامية من أبناء اليمن بمنحهم تأشيرات زيارة لمدة ستة شهور قابلة للتمديد، بعد حصولهم على وثائق سفر من حكومة بلادهم الشرعية، والسماح لهم بالعمل وفق ما لدى الجهات المختصة من ضوابط، وأن يكون العمل بهذا الإجراء لمدة شهرين من تاريخ بدء التصحيح.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان للديوان الملكي السعودي قوله إن ذلك جاء نظراً للأوضاع الحالية التي يشهدها اليمن، واستجابة لطلب الحكومة الشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي بالوقوف إلى جانب الحكومة والشعب اليمني ومؤازرته في هذه الظروف وامتداداً لمواقف المملكة الأخوية مع اليمن حكومة وشعباً وتقديرا لأبناء اليمن ولتخفيف الأعباء عليهم.

وبالتوازي، استقبل مطار القاهرة الليلة قبل الماضية أول طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية اليمنية منذ توقف رحلاتها عقب »عاصفة الحزم« قادمة من جيبوتي استعداداً لبدء رحلات إعادة اليمنيين العالقين في عدة دول إلى اليمن.

وصرحت مصادر ملاحية في مطار القاهرة أن الطائرة برحلة رقم 600 وصلت من دون ركاب، وتم وضعها على موقع 11 بأرض المهبط استعداداً للحصول على الموافقات اللازمة لتنظيم رحلات لإعادة المئات من اليمنيين العالقين في مصر والأردن وبعض الدول إلى اليمن، سواء مباشرة إلى المطارات اليمنية مثل صنعاء أو عدن أو الحديدة، أو إلى جنوب السعودية مثل مطار جازان. الرياض،

Email