«عاصفة الحزم» .. نموذج النجاح المرتقب

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم عدم وجود رابط مباشر بين التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الذي يخوض حرباً لإعادة الاستقرار في اليمن وردع المتمردين على الشرعية فيها، واتجاه القادة العرب لتشكيل قوة مشتركة للتدخل السريع غير انه بنظرة فاحصة نجد هناك ثمة مشتركات في الأهداف العامة وآليات التنفيذ مع الاحتفاظ باختلاف غير ان نجاح المرحلة الأولى من الحرب على الحوثيين وحلفائهم في اليمن المعروفة باسم «عاصفة الحزم» تبرز أهمية التحالفات العربية في إحداث إجماع شعبي كامل على المهام التي تقوم بها في المنطقة، ويتضح ذلك من خلال الإجماع الذي حصدته العملية الأخيرة وهو الأمر الذي لم تحظ به حروب عادلة عديدة في المنطقة شاركت فيها الجيوش العربية.

ورأى خبراء مصريون أن نجاح عاصفة الحزم يعد حافزاً قوياً للسير في تشكيل القوة العربية المشتركة، مثمنين في الوقت ذاته النجاحات التي حققتها «عاصفة الحزم» منذ أن بدأت، مشيرين في حديثهم لـ «البيان» إلى أن نجاح العاصفة، يعد مؤشراً قوياً لنجاح مستقبلي لـ «القوة المشتركة» التي يجري العمل لتأسيسها، عقب قرار القادة العرب في قمة شرم الشيخ الأخيرة يومي 28 و29 مارس.

إزالة التهديد

وأعلنت وزارة الدفاع السعودية أن الطلعات الجوية لعملية عاصفة الحزم نجحت في إزالة التهديد على أمن المملكة والدول المجاورة، من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني.

ورأى رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمصر اللواء علاء بازيد ان الهدف الأساسي لعملية «عاصفة الحزم» كان الوصول للحل السلمي والسياسي الذي يُرضي جميع الأطراف، وعودة الاستقرار السياسي لليمن وليس تقويض اليمن أو احتلال أراضيه، وهو ذات الغرض الذي دفع القادة العرب للتفكير جدياً في انشاء القوة العربية المشتركة ومضى إلى القول ان نجاح التحالف العربي في اليمن يعطي نموذجا لنوع العمليات التي يمكن ان تخوضها القوة المشتركة.

وأضاف بازيد لـ «البيان»، أن نجاح العملية في أهدافها يمكن اعتباره مؤشراً قوياً لنجاح القوة العربية المشتركة التي سيتم تأسيسها في توقيت هو غاية في الحساسية والدقة لما يحيط بالمنطقة كلها من ظروف وصراعات دموية عصفت بعدة دول. وبحسب مراقبين، فإن النجاح العربي في «عاصفة الحزم» وتمكن القوات العربية من إعادة الأمور إلى نصابها وإلى طريق الحل السياسي السلمي، يعد رسالة قوية بمدى قدرة العرب على حسم مشكلاتهم الداخلية بأنفسهم، وأن اللحمة العربية هي بوابة حل تلك المشكلات، بما يقتضي ضرورة تقنين تلك الآلية من خلال دعم جهود تشكيل القوة العربية المشتركة.

في وقتها

وفي الاتجاه ذاته قال الخبير الاستراتيجي اللواء فريد حجاج إن الحرب على اليمن كان لابد لها أن تتوقف، فلم يكن من الممكن استمرار الغارات الجوية فترة أطول، خاصة بعد رضوخ الحوثيين لشروط إيقاف الحرب، حيث الجلوس على طاولة الحوار وتسليم الأسلحة، موضحاً أن العملية جاءت في وقتها وانتهت في وقتها، حيث إنه لم يكن من الممكن السكوت على تخريب الحوثيين في اليمن ودعم إيران لهم، لذلك فكانت «عاصفة الحزم» ضربة موجهة لإعادتهم لرشدهم وإجبارهم على التراجع عن التدمير الذي أشاعوه في اليمن، وإن أرادوا الوصول للحكم فلينخرطوا في الحياة السياسية لكسب الجماهيرية التي تؤهلهم لذلك، وتوقف الحرب بمجرد طلب الأطراف ذلك يؤكد على ان التحالفات العربية يكون هدفها الأول والأخير هو مصالح البلد المعني واستقراره دونما اية اجندة أخرى يمكن ان تنسرب للتحالفات ذات الطبيعة الدولية.

وأكد حجاج، لـ«البيان»، أن «عاصفة الحزم» نجحت في تحقيق كامل أهدافها، وشدّد على أنّ هذا النجاح يعد نواة سليمة وحافزاً لتكوين القوة العربية المشتركة التي ستكون معنية بحفظ الأمن القومي للدول العربية المشاركة. مضيفاً أنه يكفي على المنطقة العربية ما نالها من تدمير وتخريب خلال الأربع سنوات الماضية، يكفيها ما حدث من مخططات استهدفت تفكيكها وخلق صراعات دموية لتكون سوقاً مفتوحة للسلاح.

Email