ترياق رادع للإرهاب ولمواجهة خطط هدم الدول

ت + ت - الحجم الطبيعي

حلم «تشكيل القوة العربية» الذي طال انتظاره بدأ يتحول إلى واقع، فقرار تشكيل فريق رفيع المستوى للعمل تحت إشراف، رؤساء الاركان العرب لتحديد آلياتها ووضع خارطة متكاملة لخطوات تنفيذها يعد بمثابة إطلاق صافرة البداية، لرؤية جيش عربي واحد، تدريباً وتسليحاً وتشويناً، يكون رادعاً للطامعين في تهديد أمن المنطقة وحامية مجتمعية قبل ان تكون عسكرية لمكتسباتها.

و اجتمع رؤساء أركان القوات المسلحة في الدول العربية للنظر في تنفيذ قرار قمة شرم الشيخ الخاص بتشكيل قوة عربية مشتركة ومناقشة المهام المنوطة بهذه القوة وتنفيذها وكيفية تمويلها، عقب ساعات من إعلان قيادة التحالف العربي انتهاء عملية «عاصفة الحزم»، عقب تحقيقها لكافة أهدافها، والبدء في عملية جديدة تحت اسم «إعادة الأمل» في اليمن.

وحمل الاجتماع تأكيداً من قادة أركان الجيوش العربية على ضرورة العمل الجماعي للقضاء على الإرهاب، واجتثاث جذوره، بما يضمن الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة العربية وبما يتوافق مع ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة، مشيرين إلى أن الهدف من تشكيل هذه القوة هو القيام بعمليات تدخل سريع تهدف إلى منع نشوب النزاعات، وإدارتها، وإيجاد التسويات اللازمة لها بجانب استخدامها بما يحفظ استقرار الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها، وهو الأمر الذي وُصف من قِبل بعض الخبراء العسكريين بأنه تأكيدٌ من قبل الدول المشاركة بأن هذه القوة لن تكون قوة اعتداء وإنما قوة دفاع وحفاظ على سلامة الأمن القومي للدول الأعضاء في ظل تلك الأزمات التي تنشب في المنطقة.

ووفقاً لمحللين عسكريين، فإن اجتماع رؤساء الأركان العرب يعد بداية للوحدة العربية بخطوات مشتركة، حيث أشاد بمجمل ما تم التوصل إليه من قرارات، والتي تم تحديدها في 10 نقاط، من أهمها تشكيل القوات وأماكن التدريب والتمويل والمهام، وهي النقاط التي سيبحث آلية تنفيذها الفريق الذي سيجتمع في غضون الأيام المقبلة.

حصن أمان

ويرى المحللون أن نجاح تشكيل هذه القوة العربية المشتركة سيكون حصن أمان لكافة الدول العربية أمام تلك الأزمات التي تفتك بالمنطقة، حيث ستحمل هذه القوة على عاتقها القضاء على الإرهاب والتصدي للتهديدات الخارجية، وهو ما يكسب المنطقة العربية بُعداً جديداً وقوة تنطلق من وحدتها.

أمر لازم

ويرى مراقبون أن السير قدماً وبجدية بالغة من قبل الدول العربية صوب التشكيل إنما يأتي انطلاقاً من إدراك الدول العربية بكون الحلول السياسية والدبلوماسية لأزمات الدول العربية أمراً فات أوانه، وأن المنطقة بأكملها تواجه أخطاراً أكبر من مجرد الصراع على السلطة، وإنما وصل الأمر لمحاولات هدم الدول ومؤسساتها، وهو الأمر الذي يجعل من القوة العربية أمراً لِزاماً في هذه المرحلة.

Email