فلسطين.. حماسٌ فوري وفائدة مزدوجة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقرت القمة العربية 26 مجموعة من القرارات المتعلقة بفلسطين تتحدث جلها عن دعم سياسي للرئيس محمود عباس في المحافل الدولية للتخلص من الاحتلال، غير أن قرارها الخاص بإنشاء قوة عربية مشتركة حاز على الاهتمام الفلسطيني بشكل أكبر رغم أن القوة المتوقعة لا تدخل في صلاحيتها البائنة قضية الحرب مع العدو الصهيوني لأنها قوة تدخل سريع لفض النزاعات لا لخوض الحروب إنابة عن الدول الأعضاء، غير انها بلاشك ستفيد القضية الفلسطينية في عدة جوانب.

وبدا الرئيس محمود عباس في خطابه خلال القمة متحمساً جداً لفكرة تشكيل القوة العربية المشتركة، وما سبق ذلك من إطلاق عاصفة الحزم لوقف التمرد في اليمن، وقال عباس في كلمته أمام القمة إنه يؤيد تفعيل الاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالدفاع العربي المشترك وغيرها من الاتفاقات، ويدعم إنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي، مقترحا أن تقوم لجنة ترويكا عربية، لمن يرغب في الانضمام إليها من القادة، بوضع رؤية عربية لمعالجة الحروب والفتن والانقسامات القائمة أو المحتملة في عدد من الدول العربية، وأن تكون قراراتها ملزمة للجميع.

ويرى المراقبون أن الرئيس محمود عباس بحديثه حسم الموقف الفلسطيني بالموافقة على قرار تشكيل القوة المشتركة والمشاركة فيها والالتزام بما سيصدر عنها من قرارات وتدخلات، غير أن أطرافاً فلسطينية عديدة أخرجت حديث الرئيس عن سياقه ما أثار عاصفة من الجدل في الساحة الفلسطينية، حيث شنت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس المعروفتان بعلاقاتهما الوثيقة مع إيران هجوماً لاذعاً على خطاب الرئيس، ونظمتا مسيرة للتنديد بحديثه في القمة، بذريعة أنه طلب تدخلاً عسكرياً لإعادة غزة إلى الشرعية الفلسطينية على غرار التدخل العربي العسكري في اليمن.

إمكانيات متواضعة

وفي ما تبدو المشاركة الفلسطينية في عضوية القوة المشتركة أكيدة أوضحت مصادر أمنية لـ«البيان» على أن وقوع فلسطين تحت الاحتلال فضلاً عن الإمكانيات العسكرية الفلسطينية الضعيفة جراء إعاقة إسرائيل لقوى الأمن الفلسطيني يفرض على عليها مشاركة ضعيفة بما تملكه من إمكانيات متواضعة في خدمة القوة المشتركة، وأضافت المصادر على الصعيد الأمني والمعلوماتي يمكن للأمن الفلسطيني أن يقدم للقوة المشتركة دعماً كبيراً يخدم أهدافها في حماية الأمن القومي العربي، ولكن فلسطين ستستفيد من القوة المشتركة أكثر مما ستفيدها في ظل الوضع الراهن وبقائها تحت الاحتلال.

ضغط على إسرائيل

ومن جانبه، أكد المحلل السياسي عبدالله البوم في حديث إلى «البيان» أن فلسطين ستستفيد في جانبين رئيسيين من المشاركة في هذه القوة داخلياً وخارجياً، موضحاً يمكن لهذه القوة أن تجبر جميع الأطراف على قبول اتفاق المصالحة والرضوخ للحل ما يعني دفع عجلة الوفاق والإسراع في تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام عن طريق التدخل والضغط السياسي وليس العسكري.

وأما على صعيد الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي أشار البوم إلى أن وجود قوة عربية مشتركة قوية وفاعلة في المنطقة يشكل أداة ضغط حقيقية من شأنها أن تجبر الاحتلال الإسرائيلي على إعادة حساباته بالرجوع إلى مفاوضات التسوية وإبداء ليونة أكبر تجاه الحلول المطروحة.

Email