معرفة الجغرافيا والمقدرة على التحرّك ترجّحان كفّة الإرهابيين

41% من مساحة العراق في قبضة »داعش«

دراية الإرهابيين بجغرافيا العراق ومقدرتهم على التحرّك أثّرتا على الحملة ضد «داعش» أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف قادة عسكريون عن أنّ «تنظيم داعش مازال يسيطر على 41 في المئة من مساحة العراق، مؤكّدين أنّ «التنظيم يعتمد أسلوب التشتيت والتنقّل لإضعاف القوات العراقية». ونقل تقرير دولي وفق شبكة «عراق برس»، عن مسؤول عراقي رفيع في وزارة الدفاع قوله، إنّ «داعش لا يزال يسيطر على 87 في المئة من محافظة الأنبار، التي تعادل مساحتها ثلث مساحة العراق، فيما يسيطر في صلاح الدين على مناطق ومدن بيجي والصينية والهاشمية وأجزاء من تكريت، أجزاء من العلم وسليمان بيك والثرثار والبحيرة والسدّ والصينية، فضلاً عن مصفى بيجي، بينما يستولى على نحو 70 في المئة من محافظة نينوى، وتشمل الموصل والبعاج والشرقاط والعبيد وربيعة وسنجار وتلعفر و60 قرية وبلدة صغيرة ومتوسطة».

وتابع المسؤول نفسه أنّ «داعش» يستولي على الحويجة والرياض والخناجر ووادي حمرين وجبال حمرين والبشير وأجزاء من مناطق الزاب الكبير في محافظة كركوك، بينما يسيطر في ديالى على مدن وضواح عدة إلى الشمال والشرق من بعقوبة بما يمثّل ما نسبته 30 في المئة من مساحة المحافظة، في حين يسيطر على أجزاء من حزام بغداد الجنوبي والشمالي والغربي بقواطع أبوغريب والطارمية والتاجي والمحمودية واليوسفية. في المقابل، يضعف وجود «داعش» في شمال بابل بعد خسارته جرف الصخر شمال الحلة.

نصر وخسارة

ووفق المسؤول العراقي نفسه، فإنّ «تلك المناطق التي يسيطر عليها «داعش» ويفرض أحكاماً شبيهة بالعرفية على أهلها، تبلغ مساحتها الإجمالية من مساحة الدولة العراقية نحو 41 في المائة فقط، وهذه النسبة هي نفسها تقريباً قبل بداية غارات التحالف، إذ نجحت القوات العراقية بتحرير مدن، غير أنها خسرت مدناً أخرى بالمقابل، لذلك ظلت النسبة بدون تغيير، لكن السواد هو من انتقل من منطقة إلى أخرى».

ولجأ تنظيم «داعش» الإرهابي إلى استخدام استراتيجية الضربات الخاطفة ثم الانسحاب السريع، محقّقاً بذلك عملية استنزاف كبيرة للقوات العراقية، وأدى هذا التكتيك إلى تشتيت القوات العراقية على مساحات ومحاور عدّة، لكنّه بالمقابل جعلها تستفيد من ذلك إعلامياً عبر الترويج لانتصارات تحققها بدخول المناطق التي ينسحب منها التنظيم.

معرفة جغرافيا

ويقول الخبير العسكري عبد العظيم الشمري، وهو لواء ركن متقاعد من الجيش، إنّ «استراتيجيّة التنظيم تكشف عن مدى اطلاعه ودرايته بالجغرافية العراقيّة، وقدرته الكبيرة على التحرّك والتنقّل السريع في عدّة جبهات مترامية الأطراف»، لافتاً إلى أنّ «التنظيم استطاع من خلال لجوئه إلى ضرب القوات العراقيّة في جبهات متعدّدة، تحقيق أهداف سريعة ونتائج غير متوقّعة، مقابل سحب القوات العراقية إلى تلك الجبهات، ليجد أنّ التنظيم انسحب منها، فيما ضرب هو جبهة أخرى في منطقة أخرى، ويسحب القوات العراقية من جديد وهكذا».

وأوضح، أنّ هذه التنقلات السريعة والخاطفة، تكشف عن تخطيط استراتيجي للتنظيم وقدرة على النقلات السريعة وخبرة في قتال الشوارع، وتبين أنّه يمسك بزمام الأمور في المعارك، فيما تفشل القوات الأمنيّة بمسك الأرض.

إنهاك قوات

من جهته، يرى الرائد في الشرطة المحلية، عبد السلام فاروق، أنّ «داعش يسعى لإنهاك القوات الأمنية، واضطرهم أخيراً إلى التنقّل في الصحراء، في بعض الأحيان بسبب تنقّلاته وتحركاته السريعة، الأمر الذي انعكس سلباً على الواقع الميداني».

وأضاف فاروق، أنّ «حركته الأخيرة على منطقة الثرثار جاءت بعد تشتّت القوات العراقيّة في الرمادي ومناطقها، والبغدادي ومنفذ طريبيل، والكرمة وغيرها من الجبهات، الأمر الذي أخّر وصول الإمدادات العسكريّة للثرثار».

وأردف: إنّنا كقوات أمنية في غالبية المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، لا نجد عناصره في المنطقة عندما نتحرك لقتاله، إذ يسبقنا بالانسحاب، أو يترك بعض عناصره لمشاغلتنا وينسحب، وفي بعض الأحيان يفخّخ الشوارع والمباني وبعضها لا يفخّخها، ويضعنا في شك».

قتال فوضوي

أكّد القيادي في إحدى العشائر التي تقاتل «داعش» في الأنبار عمار العيساوي، أنّ «التنقّلات السريعة للتنظيم كشفت عن عجز حكومي كبير من خلال عدم التخطيط لمسك الأرض التي تحرر أو ينسحب منها.

وأبان العيساوي، أنّ «تلك المناطق لو مسكت من قبل أهلها بعد تسليحهم بالسلاح الموازي لسلاح داعش، لتمكنّا من تضييق الخناق على التنظيم في منطقة إثر أخرى»، مضيفاً: نحن نفتقد جانب التخطيط في المعارك، وقواتنا حتى الآن تقاتل بشكل فوضوي».

Email