»داعش« يتجرّع مر الهزيمة في الرمادي

السلاح الأميركي يدعم عشائر الأنبار قريباً

مقاتلو العشائر وقوى الأمن خلال مسيرة في شوارع الرمادي رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة من شأنها قلب المعادلة في الأرض ضد «داعش» في الأنبار، أميط اللثام عن اعتزام أميركي تسليح العشائر لقتال التنظيم وينتظر وصول الدفعة الأولى قريباً، وفيما نصّب الإرهابيون والياً جديداً للموصل وأعدموا ثلاثة ضباط في المدينة، تمّ تحرير 700 متر من منطقة شمالي الرمادي وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف «داعش».

وكشف مسؤول عراقي أمس عن موافقة الولايات المتحدة الأميركية على تسليح أبناء العشائر لمقاتلة تنظيم «داعش» في محافظة الأنبار، مشيراً إلى أنّ «الدفعة الأولى من الأسلحة ستصل قريباً».

وقال عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر الملا لوكالة الأنباء الألمانية إنّ «الولايات المتحدة الأميركية وافقت على تسليح أبناء الأنبار من أسلحة ثقيلة ومتوسطة ومختلفة من أجل محاربة تنظيم «داعش» الذي يسيطر على مساحات كبيرة من المحافظة»، مشيراً إلى أنّ «السفير الأميركي بالعراق ستيوارت جونز أبلغ المجلس بموافقة بلاده على تسليح أبناء العشائر». وأضاف الملا أنّ «الدفعة الأولى من الأسلحة ستصل قريباً عبر قاعدتي الحبانية وعين الأسد بالمحافظة، وأنّ التوزيع سيكون بعلم الحكومة المركزية وبإشراف من الجيش الأميركي».

اشتباكات

على صعيد متصل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات العسكرية بمساندة العشائر من جهة وتنظيم «داعش» وسط ناحية الكرمة شمال شرقي الفلوجة. وأضاف مصدر في قيادة العمليات العسكرية، أنّ «القوات العسكرية تحاول التقدّم وبسط سيطرتها على مركز الناحية التي تسيطر عليه عناصر «داعش» لكنها تلقى مقاومة عنيفة من عناصر التنظيم، فيما قصف تنظيم داعش ناحية عامرية الفلوجة دون أن يخلف ضحايا بشرية».

تنصيب والي

وفي تطوّر جديد، أفاد مسؤول في الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني فرع الموصل أنّ تنظيم داعش نصّب صباح أمس والياً جديداً لمدينة الموصل. وقال سعيد مموزيني مسؤول الإعلام في الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني لوكالة «باسنيوز»، إنّ «تنظيم داعش أزاح والي الموصل أبوبكر الخاتوني عن منصبه ونصّب مكانه والياً جديداً هو أبوعلاء العفري».

وكشف مموزيني عن أنّ «إبعاد الوالى القديم للمدينة عن منصبه وتنصيب الوالي الجديد، مرتبط بالهزائم المتلاحقة التي مني بها «داعش» خلال الفترة الماضية في مناطق سهل نينوى»، لافتاً إلى أنّ «النفوذ الكبير لعناصر تنظيم داعش من قضاء تلعفر داخل التنظيم الإرهابي سبب آخر لهذا الإجراء من جانب التنظيم».

حلقة وصل

ووفق تقارير إعلامية فإنّ «العفري كان أستاذ مادة الفيزياء وقضى فترة طويلة ضمن صفوف قيادات التنظيم الأولى، حيث صعّده البغدادي ليصبح نائبه، إثر مقتل النائب السابق في غارة أميركية نهاية العام الماضي. وأضافت التقارير أنّ «العفري كان يلعب دور حلقة الوصل بين البغدادي والحلقة المقرّبة من مستشاريه وأمراء المدن والمقاطعات عبر المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا».

استهداف دورية

في الأثناء، أفاد شهود عيان أمس أنّ ثلاثة ضباط وستة من عناصر تنظيم «داعش» قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في أعمال عنف بمدينة الموصل شمالي بغداد. وقال الشهود، إنّ «عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة التابعة لتنظيم «داعش» خلال عملية انتشارها للبحث عن مطلوبين في منطقة الحاوي، ما أسفر عن مقتل ستة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح».

تحرير وخسائر

على الصعيد، أعلن قائد شرطة محافظة الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي، تحرير 700 متر من منطقة شمال الرمادي، مشيراً إلى إلحاق خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات في صفوف «داعش».

وقال الفهداوي، إنّ «القوات الامنية وبمساندة مقاتلي العشائر، تمكّنت من التقدّم في منطقة الثيلة شمال الرمادي وتحرير 700 متر فيها، بعد مواجهات واشتباكات عنيفة مع عناصر داعش»، مشيراً إلى أنّ «القوات الأمنية ألحقت بعناصر تنظيم داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات وأجبرتهم على التراجع للخلف باتجاه مناطق أخرى شمالي الرمادي». وتابع الفهداوي أنّ «الطيران الحربي للتحالف الدولي والعراقي كثّف من طلعاته الجوية فوق الرمادي واستطاع قصف ثلاثة أهداف محيطة بمركز المدينة تابعة لتنظيم داعش».

توتّر

تسود حالة من التوتر ناحية عامرية الفلوجة بين عشيرة البوعيسى وميليشيات منضوية في الحشد الشعبي، بعد أن اتخذت الأخيرة منشأة حكومية تابعة لوزارة الصناعة معسكراً. وقال الشيخ محمد خلف العيساوي إنّ «ميليشيات معروفة منضوية في الحشد الشعبي اقتحمت شركة الشهيد وبدأت تشييد ثكنات عسكرية»، معرباً عن خشيته من تحوّل الشركة لمقرّ دائم للميليشيات، بعد دخول عشرات الآليات والسيارات».

ونقل مراسلون ميدانيون عن العيساوي إنّ «المئات من أبناء العشائر، تجمّعوا على مسافة قريبة من الشركة، مطالبين بمغادرة الميليشيات لتسهيل عودة الموظفين إلى أعمالهم، والفلاحين إلى أراضيهم المحيطة بمقر الشركة»، محذّراً من أن تشهد الساعات المقبلة تفاقماً للأزمة حال إصرار تلك الميليشيات على البقاء».

Email