خبراء سودانيون يطالبون بإضافة لمحة إفريقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجميع كان ينتظر الخطوة على جمر الصبر الذي تتطاول لعقود، فالمهددات والتحديات تحيط بالوطن العربي من المحيط إلى الخليج احاطة السوار بالمعصم، والكل ظل يترقب ظهور «مهدي منقذ» يعيد إلى الأمة هيبتها وريادتها المسلوبة، ورغم ما تتمتع به البلدان العربية من ثروات إلا أنها ظلت رهينة لعوامل التشتت والتقسيم، والسودان واحد من الدول العربية التي عبثت بها الأيادي الآثمة وطالته يد التقسيم بعد فصل جنوبه ولا يزال شبح التقسيم يهدد عدداً من أقاليمه، وتلك دواعي حتماً ستجعل من الترحيب بإنشاء قوة عربية مشتركة بديهياً بحسب ما يرى خبراء سودانيون.

ويري رئيس الحركة الشعبية جناح السلام في السودان الفريق محمد احمد عرديب بأن قرار القمة العربية بتكوين قوة عربية مشتركة حقق جزءاً من أمانيه بإنشاء قوة عربية افريقية للتدخل السريع في حال تعرض واحدة من الدول العربية لأي كارثة يمكن أن تجر شعوبها لإراقة الدماء والاقتتال، وقال عرديب لـ«البيان» إن فكرة إقامة قوات عربية ظلت من المشروعات التي كان يتمنى قيامها لما يحيط بالأمة من تحديات ومهددات، وأكد بأن إنشاء قوات عربية قطعاً سيسهم في تأمين وحماية الشعوب العربية ومصالح دول الإقليم من أي تدخلات بجانب أنها ستكون حائط صد لأي عدوان، كما انها ستكون قوات رادعة لاختراقات الجماعات الإرهابية المتشددة التي باتت تمثل العدو الأول للأمن العربي، وقال إن القوة ستكون محل احترام وتعيد للأمة هيبتها وصمام أمان لشعوبها.

قرار موفق

ويشير الفريق عرديب إلى أن إدخال العنصر الافريقي في تلك القوات سيجعلها قوة ضاربة سيما إذا تمت الاستفادة من تجارب الكثير من الدول الافريقية في قضايا حفظ السلام، حيث إن القوات الافريقية الصديقة التي شاركت في حرب قناة السويس بمصر في سبعينيات القرن الماضي كان لها دورها البارز، كما انها حاربت في حرب الردع في لبنان. بدوره يرى الخبير الاستراتيجي د. عبدالرحمن الخليفة في حديثه لـ«البيان» أن قرار الجامعة العربية بإنشاء قوات عربية مشتركة قرار موفق وإن جاء متأخراً جداً، ويشير الخليفة إلى انه قد آن الأوان للوجود العربي أن يقف في وجه العاصفة والتحديات الكبرى التي تواجه الأمة العربية سيما ونحن في عصر لا مجال فيه إلا للقوي، ويشير إلى أن التحدي الماثل الآن بكل من اليمن وسوريا والعراق هو نموذج لتلك التحديات التي لا يمكن الصمت عنها، ويؤكد الخليفة بأن القرار اتى في وقته تماماً وكإجابة عملية على العربدة التي تقوم بها بعض المجموعات المتفلتة إلى جانب ان القرار سيبرز المجموعة العربية كقوة إقليمية وعالمية وهو أمر مطلوب في هذه المرحلة من تاريخ الأمة العربية.

من جانبه يرى المدير العام لهيئة قدامى المحاربين في السودان العميد معاش أبو بكر بشارة ان القوة العربية يجب أن تكون فاصلة في مسار الحرب علي الإرهاب سيما في ظل تنامي الجماعات الإرهابية في العديد من البلدان العربية والتي اكد بأنها اكبر تحدٍ اليوم في المنطقة العربية.

Email