تحول دفاعي لمواجهة تنامي الإرهاب

التحالفات العربية بين حسابات الأمن وتعقيدات السياسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دفعت التعقيدات الماثلة والمخاطر التي تواجه الأمة العربية القادة العرب إلى مراجعة سياستهم الدفاعية المشتركة التي كانت في السابق مبنية على تحالفات مؤقتة تقوم بمهام محددة وتنفض بمجرد انتهاء المهمة الموكلة لها، وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها تلك التحالفات العربية العربية أو العربية الدولية منها، غير أن ثمة تعقيدات سياسية ودولية كانت تقف وراء خلق جسم عسكري عربي ثابت يناط به الدفاع عن المنطقة.

ويعيد عدد من العارفين ببواطن صناعة القرار العربي التحول الكبير في السياسة الدفاعية العربية إلى موجة الإرهاب والتطرف التي اجتاحت المنطقة مؤخراً، والتي لم يعد هناك بلد بمنجى منها، ورسمت تأكيدات رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازي على أن مسؤولية حماية الأمن القومي لكل دولة عربية تقع على عاتق قواتها المسلحة داخل حدودها، بمثابة طمئنة للذين يرون ان القوة ربما تذهب باتجاه التدخل في شؤون الغير.

وأشار حجازي إلى أن التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي الجماعي باتت متشابكة وتمتد عبر الحدود دون عائق، وأن ما يدور في أي بلد عربي من اقتتال داخلي أو افتئات على السلطة الشرعية، أو استفحال للتنظيمات الإرهابية بممارستها اللاإنسانية، لا يمكن غض الطرف عنه، تحت وطأة الاعتقاد الخاطئ بأن تأثير هذه الآفات على اختلاف صنوفها ومسبباتها، لن يطال بقية الدول بشكل مباشر أو غير مباشر. ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي فكرة إنشاء قوة مشتركة رائدة، لافتاً في حديث له لوسائل الإعلام إلى أن عاصفة الحزم غيرت الكثير من الموازين والاستراتيجيات، وجعلت العرب في موقع المبادرة للمرة الأولى.

وأكد أن العضوية أو المشاركة في أي تحالف استراتيجي ليس إجبارياً، مشدداً على أهمية تسويق الفكرة وتحديد العدو الذي ستواجهه. ووفقاً للشايجي، فإن مسيرة الجامعة الممتدة منذ أكثر من سبعين عاماً شهدت إخفاقات أكثر من النجاحات.

وأرجع الفريق حجازي ذلك إلى ضعف وتفكك الدول العربية، إضافة إلى الدور الأميركي الذي قال إنه أسهم في إضعاف الموقف العربي المشترك بتعمده الانحياز لطرف عربي ضد آخر في الأزمات العربية البينية، فضلاً عن الخلافات العربية-العربية التي أضعفت الجميع.

التطرف وحد المنطقة

وبدوره، قال الأمين العام السابق لمنتدى الفكر العربي د. الصادق الفقيه إن موجة التطرف الكاسحة التي اجتاحت المنطقة تعددت أسبابها، غير أن مخاطرها وحدت المنطقة بمختلف تياراتها للوقوف ضد الإرهاب وممارساته المرفوضة بالفطرة السوية.

ولم يخف الفقيه، المعين حديثاً سفيراً للسودان لدى المملكة الأردنية الهاشمية، توقعاته بأن يشهد هذا التحول عدداً من العقبات باعتباره يتقاطع وعدد من القضايا الشائكة في المنطقة، مؤكداً أن الفرصة مهيأة لاتفاق عسكري عربي مشترك الآن، ودعا في الوقت ذاته إلى بناء مواقف مشتركة.

وشدد على الفقيه أن قوة الدفاع العربي المشتركة لن تكون قادرة على الصمود إن لم يتم تحديد الهدف منها، وأن تتضمن تعريفاً واضحاً لماهية التحديات التي تواجه العالم العربي الآن وفي المستقبل.

Email