تقارير البيان

شباب تونس بين الإرهاب والحقوقيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح شباب تونس بين مطرقة الإرهاب وسندان الحقوقيين بعد بدء حملة أطلقها حقوقيون تحت عنوان «سيب الأخضر» في إشارة الى جواز السفر التونسي، وذلك إثر سحب أو حرمان نحو 50 ألف تونسي جوازات سفرهم لمنعهم من الانضمام إلى الجماعات الإرهابية في الخارج.

ويؤكد وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي انّ هناك آليات معمولاً بها لمنع سفر كلّ من يشتبه في نيته التوجه الى سوريا للقتال، نافيا أن تكون وزارته قد اتّخذت أي إجراء دون حجج أو براهين، وذلك في رده على حملة «سيب الأخضر» التي أطلقها ناشطون سياسيون وحقوقيون ومنظمات من المجتمع المدني بهدف الضغط على الحكومة لمنح جوازات السفر للمحرومين منها.

ويوضح الغرسلي في تصريحات أنه لا يمكن أن نتحدث عن تفاصيل عملنا الميداني، وهدفنا هو أن نحمي تونس وأمنها، وأن تكون سمعة تونس طيبة خارج أرض الوطن، متسائلاً لماذا لا يتخذ مطلقو الحملة الجانب الإيجابي من موقف الحكومة وهو منع الشباب من السفر للالتحاق ببؤر القتال في سوريا والعراق وليبيا؟ مضيفا ان كل من يثبت أن لديه الرغبة في السفر إلى الخارج بهدف القتال يتم منعه، وذلك في إطار اتخاذ الإجراءات لحماية الشباب من هذا التيار.

50 ألفاً

كما يقول المدير التنفيذي لمرصد الحقوق والحريات مروان جدة الذي أطلق حملة «سيب الأخضر» أنّ عدد التونسيين الممنوعين من السفر يتجاوز 50 ألفاً، مُضيفاً أن منع المواطنين التونسيين من السفر أو من الحصول على جوازات السفر انتهاك جديد لحرية الإنسان. وأوضح أنّه من خلال متابعة النماذج الممنوعة من السفر فإنّ وزارة الداخلية أقرّت ذلك بتعلة إيقاف نزيف التحوّل الى بؤر التوتر للتطرف، مشيرا الى أنّه كان يفترض استصدار إذن قضائي بالمنع عوض إشراف أجهزة وزارة الداخلية على ذلك.

وأكد جدّة أنّ الأرقام الخاصة بالممنوعين من السفر تُشير الى عودة نفس ممارسات العهد السابق، من حيث التضييق على حرّية تنقل الأشخاص، على حد قوله، كما استنكر تدّخل وزارة الداخلية ومنحها صلاحيات تحجير السفر.

محاولات ضغط

وتشير منظمة «هيومن رايس ووتش» في تونس إلى أنّ منع أو سحب جوازات السفر يتناقض مع روح الدستور وفصوله المتعلقة بحرية التنقل والحصول على جواز السفر لكل مواطن تونسي، معبّرة عن مساندتها لحملة «سيب الأخضر» تضامنا مع عديد الشباب الذين تم منعهم من السفر لأسباب مختلفة ولعدة وجهات تحت ذريعة منعهم من السفر لبؤر التوتر لغاية القتال مع التنظيمات المسلحة في سوريا.

ويرى المراقبون أن تونس باتت تعيش حالة من الضغط بين مطرقة الإرهاب وسندان الحقوقيين، وخاصة من محامي وقيادات جماعة الإسلام السياسي الداعين الى إلغاء ما يسمونه العقاب على النوايا.

12000

أبرز رئيس جمعية «مراقب» الحبيب الراشدي أنّ وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي نجح خلال الفترة الأخيرة في إيقاف نزيف تسفير الشباب التونسي إلى سوريا والعراق وليبيا للالتحاق بتنظيمات إرهابية من خلال اتخاذه جملة من الإجراءات الهامة ضدّ هذه المجموعات، سواء عبر إيقافهم على مستوى الحدود البرية أو اثناء سفرهم عبر مطار تونس قرطاج الدولي.

وكان وزير الدولة المكلف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي أعلن أن أعداد التونسيين الذين تم منعهم من التوجه إلى سوريا وتركيا بلغ 12 ألف شاب تونسي، وأن أعداد التونسيين الذين التحقوا بمجموعات إرهابية في سوريا والعراق يتراوح ما بين نحو ثلاثة آلاف شخص إلى جانب وجود بعض المئات في ليبيا، إما للتدرب أو من الملتحقين بالمجموعات الإرهابية في شرق البلاد وغربها.

Email