الحزب الحاكم في الجزائر على رمال متحرّكة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فجّر إعلان الأمين العام لجبهة التحرير الجزائرية (الحزب الحاكم) عمار سعداني عقد مؤتمر عام نهاية الشهر الجاري حالة من الاستنفار في تشكيلة الغالبية، حيث تبادل أصحاب الأوزان الثقيلة في حزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الهجمات في تطور ربطه مراقبو الشأن السياسي المحلي بمحاولة المتنفذين ترتيب أوراق المرحلة المقبلة.

وعلى وقع تنافر واضح بين القيادات في «جبهة التحرير»، شدّدت وجوه محسوبة على الحرس القديم على رفضها التام عقد المؤتمر العاشر في 28 مايو الجاري. وفي تصريحات خصّ بها «البيان»، كشف قائد ما يسمى «تقويمية جبهة التحرير» عبد الرحمن بلعياط إيداع طعون لدى القضاء لإبطال عقد المؤتمر.

واعتبر بلعياط، الذي يعارض استمرار سعداني أمينا عاماً، أنّ تنظيم المؤتمر المذكور يتعارض مع مضمون المادة الـ 38 لقانون الأحزاب. وفي حال رفض القضاء والداخلية الجزائرية التجاوب مع مناشداته، توعّد بلعياط بإنزال ضخم لأتباعه في 28 مايو للحيلولة دون عقد المؤتمر. وللدلالة على قوة فريقه، أكّد رفض 160 قياديا من أعضاء اللجنة المركزية (أعلى هيئة في الحزب بين مؤتمرين) بقاء سعداني، قائلاً إنّ 90 بالمائة من قواعد الحزب مصممون على تنحية الأمين العام الحالي.

عبد العزيز بلخادم

من جانبه، لم يُخف الأمين العام السابق لجبهة التحرير ورئيس الوزراء الأسبق عبد العزيز بلخادم طموحه لاستعادة قيادة التشكيلة، وحرص على تنظيم مأدبة أقامها لأنصاره في مقر إقامة الدولة «نادي الصنوبر» (غربي العاصمة الجزائرية)، وهو ما قرأه المحلل السياسي عابد شارف على أنّها «إشارة قوية من بلخادم والتيار المحسوب عليه لاستعادة مقاليد جبهة التحرير».

رفض ونقاش

في غضون ذلك، شدّد القيادي البارز في جبهة التحرير عبد الكريم عبادة على أنّ عقد مؤتمر الحزب بعد أسابيع مرفوض، طالما أنّ لوائح الحزب بحاجة إلى إثراء أكبر ونقاشا مستفيضا عبر القواعد، ما يستلزم عاما إضافيا. وجدّد عبادة، الذي لا يؤيد عودة بلخادم، قناعته أنّ سعداني «تورّط في استعمال وسائل غير قانونية والعبث بقضايا نظامية»..

وقدّر أنّ غريمه «سطا على المنصب وحلّ محلّ مؤسسات الحزب»، وعليه جزم قائلا: «كل ما بُني على باطل فهو باطل». ورأى الناشط البارز في جبهة التحرير عباس مخاليف أنّ ما سينتجه المؤتمر المقبل سيكون حاسما على أكثر من صعيد، علما أنّ أحداث سابقة في جبهة التحرير، أثبتت أنها بارومتر الحياة السياسية المحلية وأي تغييرات في هرمها تؤشر على الشوط التالي.

Email