تقارير البيان

قبائل سيناء على خط المواجهة في الحرب على الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقف حرب الحكومة المصرية على الإرهاب على مفترق طرق، يفضي بها إلى مرحلة تاريخية جديدة، بعد إعلان بعض قبائل، بشأن الخطوة وتأثيراتها على المشهد المضطرب في الإقليم، في وقت كشف خبراء عن خريطة الجماعات الإرهابية في مصر، التي تتوزع بحسبهم في ثلاث مناطق جغرافية، يعد شمال سيناء أخطرها.

وبينما صدرت مجموعة بيانات باسم قبيلة الترابيين، تؤكد عزمها على محاربة تنظيم «أنصار بيت المقدس» رداً على ممارساته الإرهابية ضد الأهالي، واستهدافه أفراد القبيلة، أكد أحد مشايخ قبيلة الترابيين، وعضو المجلس القومي للقبائل المصرية الشيخ عبد الله جهامة، أن مشايخ القبيلة يرفضون الزج بشباب القبيلة في المواجهة المسلحة مع التنظيمات الإرهابية.

غير أن آخرين يرون ضرورة دخول القبائل، للاستفادة من خبراتها وإدراكها بشؤون الجماعات الإرهابية ومعرفة أماكن تمركزها هذه، الذي ظهر خلال الأيام الماضية، على خط المواجهة، إلا أن شبح سيناريو اللجان الشعبية في ليبيا يظل يُسيطر على الأذهان، وهو الأمر الذي يجعل رفض القوات المسلحة والدولة لمثل هذه الخطوة أمر شبه أكيد، لا سيما أن القوات المسلحة سبق ورفضت طلب القبائل في هذا الصدد منذ فترة.

المواجهة تستدعي

وأكد الخبير العسكري اللواء عبد الرافع درويش، أن استغلال قبائل سيناء في الحرب الدائرة في سيناء ضد الإرهاب أمر لا بد منه، فالمواجهة الآن تستدعي التكاتف من الجميع، ومعاونة القوات المسلحة والداخلية في حربها ضد الإرهاب، وقبائل سيناء هم جزء أصيل من الشعب المصري.

وأضاف درويش لـ«البيان»، أن تلك التخوفات المثارة بشأن مشاركة القبائل في العمليات العسكرية، غير مبررة، مشيراً إلى أن الأمر سيكون له ضوابط، وليس على المشاع، كما يتخيل المتخوفون، وأنه في الأغلب ستكون المشاركة عبر تطوع شباب القبائل في القوات المسلحة، ويحملون السلاح بإذن صرف موقع عليه من الشخص، كما يتم التعامل مع طلبة الكليات العسكرية، لإغلاق الباب أمام إمكانية حدوث فوضى في التسليح.

خريطة الإرهاب

وفي سياق ذي صلة كشف الباحث في شؤون الحركات المتطرفة ماهر فرغلي، أن خريطة توزيع الإرهاب في مصر، مقسمة إلى ثلاث حسب المناطق الجغرافية المختلفة، هي «سيناء والدلتا والصعيد».

وقال لـ«البيان» إن القسم الأول وهو سيناء، خاصة شمال سيناء، التي تعد مركزاً رئيساً لتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، الذي يطلق على نفسه اسم (ولاية سيناء) عقب أن أعلن البيعة لتنظيم «داعش»، فضلاً عن سيطرة تنظيم أجناد مصر، على بعض المناطق في سيناء كذلك.

أما القسم الثاني، فهو منطقة الدلتا، التي تتمركز بها باقي عناصر تنظيم أجناد مصر، التابع لتنظيم القاعدة، والراغب في الفترة الحالية في مبايعة «داعش»، لا سيما بعد تراجع دوره بعد مقتل قائده على يد القوات الأمنية، وفق فرغلي.

وأضاف: «كما ينتشر كذلك في محافظات الدلتا كتائب جماعة الإخوان الإرهابية، وأبرزها كتيبة العقاب الثوري وكتيبة المقاومة الشعبية، وكتيبة الإعدام، وكل منهم له نشاطه، حيث إن الأولى تعمل على تنفيذ التفجيرات والثانية تتولى التظاهرات، والثالثة الاغتيالات».

وأشار فرغلي، إلى أن القسم الثالث وهو الصعيد، الذي يشهد تمدداً لجماعة الإخوان الإرهابية، وبعض الجماعات الصغيرة مثل «كتائب الرباط»، و«أنصار الشريعة»، ولكن دورها تراجع، وحل مكانها جماعة الإخوان بكتائبها المذكورة، وبعض من العناصر المسماة «الذئاب المنفردة».

رفض

قال الباحث في شؤون الحركات الأصولية سامح عيد إن فكرة ترك المجال لقبائل سيناء للمواجهة «أمر مرفوض»، لا سيما أن ذلك يحول المشهد إلى ساحة تصفية.

Email