مسلحو الحوثي يخرقون هدنة إنسانية في عدن

التحالف يدمر قوافل المتمردين ويقتل العشرات

مسلحون موالون للشرعية في استراحة بُعيد اشتباكات قرب مطار عدن في خور مكسر - «أ.ف.ب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

دكت مقاتلات التحالف العربي، أمس، مواقع وتجمعات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في مناطق عدة في اليمن، بالتزامن مع استمرار المواجهات الميدانية، ما أسفر عن مقتل عشرات المتمردين، الذين خرقوا هدنة إنسانية في عدن، وقتلوا خلالها مقاومين ومدنيين.

وقالت مصادر محلية إن 50 قتلوا في الغارات والاشتباكات التي اندلعت في مدن جنوبية مع مقاتلي اللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وقال مسؤول في مستشفيات عدن إن 29 من الحوثيين والجنود الموالين لصالح قتلوا في غارت جوية استهدفت مواقعهم ليل الخميس- الجمعة.

وأضاف أن عشرة من أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي قتلوا في مواجهات، في حين لقي ثمانية مدنيين مصرعهم وأصيب 59 شخصاً بجروح.

واستهدفت ضربات التحالف العربي الجوية تعزيزات عسكرية للحوثيين وقوات صالح كانت قادمة من محافظتي أبين ولحج إلى مدينة عدن، التي تشهد منذ أيام مواجهات هي الأعنف.

وقصف طيران التحالف مواقع الإرهابيين في مناطق دار سعد، وخور مكسر، والمعلا، ورأس عمران، وجزيرة العمال وضواحي كريتر، في عدن.

ويفرض الحوثيون حصاراً على الأحياء القريبة من الميناء ويمنعون نقل المساعدات وإجلاء الجرحى.

خرق هدنة

وأفادت مصادر عن مقتل ثمانية من مقاتلي المقاومة الشعبية، و13 مدنياً خلال مدة الهدنة، التي أعلنتها المقاومة الشعبية لمدة ساعتين في عدن بطلب من الصليب الأحمر، حيث لم يلتزم الحوثيون والقوات الموالية لصالح بتلك الهدنة.

وأشارت المصادر إلى أن القناصة التابعة لقوات الحوثي أطلقت الرصاص الحي على المدنيين، والمقاومة خلال عمليات النزوح، وانتشال الجثث المنتشرة على الأرض من الجبهات القتالية في كل من خور مكسر، ودار سعد والمعلا، ما أسفر عن مقتل 21 شخصاً من بينهم 13 مدنياً.

وأضافت أنهم «أطلقوا الرصاص الحي على المدنيين على الرغم من أنهم خرجوا من منازلهم وهم رافعون الرايات البيضاء».

ونتيجة لذلك، لم تستطع عدد من الأسر من النزوح، حيث لا تزال عالقة في تلك المناطق.

وأكدت المصادر أن قوات الحوثي استغلت ساعات الهدنة حيث أدخلت تعزيزات عسكرية تابعة لها إلى منطقة المطار.

وكانت المقاومة الشعبية أطلقت هدنة إنسانية، يتم من خلالها إيقاف إطلاق النار من الساعة الثامنة صباحاً وحتى العاشرة من صباح أمس للسماح بنزوح الأسر المنكوبة من تلك المناطق.

وفي السياق نفسه، تمكنت المقاومة الشعبية بعدن من إحكام السيطرة على السفارة الصومالية في مدينة المعلا. وقال مصدر إن المقاومين تمكنوا من قتل اثنين من القناصة الحوثيين كانوا يتحصنون داخل مبنى القنصلية.

لأول مرة في تاريخ مدينة خور مكسر بعدن لم تشهد مساجد المدينة إقامة صلاة الجمعة.

وقال سكان في خور مكسر إن صلاة الجمعة لم تقم في المساجد، ولم تسمع التكبيرات في أرجاء المدينة لأول مرة منذ أكثر من 200 عام.

وأكد أحد الشهود أن كل ما سمعه هو دوي انفجارات وإطلاق نار متفرق من أماكن مختلفة، وقال إنه طاف بعدد من الأحياء، حيث شاهد المساجد التي كانت تزدحم بالمئات من المصلين خاوية على عروشها.

الانقلابيون يحرمون اليمنيين من الوقود

كشفت تقارير إعلامية ومصادر يمنية أمس أن الحوثيين يصادرون الوقود لصالح الأعمال القتالية، ويمنعونها عن المدنيين الذين يعانون ومعهم المستشفيات من انعدام الوقود وانقطاع الكهرباء.

ونشرت وثيقة تثبت احتكار الحوثيين للوقود لصالح معاركهم فيما تعاني المستشفيات والمدن من انعدام الوقود والغاز والمشتقات النفطية. وأوضحت الوثيقة أنه قبل ثلاثة أيام فقط تم التوجيه بصرف 220 لتر سولار لأحد الأشخاص تحت مسمى المجهود الحربي.

ودفع تدهور الوضع الإنساني بأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى دق ناقوس الخطر والطلب «من جميع الأطراف ضمان وصول أمن للوكالات الإنسانية» إلى السكان. وبعد تجديد دعوته إلى «وقف فوري لإطلاق النار» و«إلى هدنات إنسانية» ـ طالب كي مون «على الفور باستئناف استيراد المحروقات لتجنب تفاقم الوضع الإنساني الكارثي».

وتابع أن «الجهاز الصحي في اليمن والخدمات الصحية والاتصالات على وشك الانهيار»، مضيفاً أن «العمليات الإنسانية ستتوقف في الأيام المقبلة في حال عدم استئناف التموين بالمحروقات».

كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تبعات النزاع أثرت على سبعة ملايين ونصف المليون يمني، أي ثلث السكان.

وأضافت أن إمكانية الوصول إلى غالبية الطرقات التي تصل العاصمة صنعاء بمناطق تعز وعدن والضالع ولحج (جنوب) تتراجع تدريجياً، الأمر الذي يحد من القدرة على توزيع الأدوية.

Email