دعوات إلى مواجهة التطرف المدعوم خارجياً

فتاوى الإرهاب خطر يهدّد أمن الأمّة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفق علماء الإسلام والفقهاء المشاركون في أعمال الدورة الثانية للمنتدى العالمي »تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة 2015« على أن فتاوى الإرهاب خطر يهدد أمن واستقرار الأمة العربية والإسلامية، مشددين على أن مواجهة التيارات المتطرفة المدعومة خارجياً تتطلب تضافر جهود الأمة.

وأكد كبير مفتي دائرة الإفتاء في دبي أحمد الحداد أن التطرف لم يأت من فراغ وإنما جاء من مرجعيات وأيدولوجيات محددة عزته بالتأصيل والتأطير حتى أصبح واقعا يتخطى حدوده، وآفة اجتماعية أساءت إلى الإسلام والمسلمين أيما إساءة فحدّت من انتشار الإسلام الذي كان ينتشر في الشرق والغرب انتشاراً حثيثاً حتى كانت تفتح له المجالات المتعددة وتوضع له التشريعات التي تحميه بحكم الحرية الدينية.

وأضاف أنه انعكس الحال في كثير من ذلك وأصبح الآن ما يسمى بـ»فوبيا الإسلام« منفراً ومرعباً وحاداً لانتشاره، وهكذا جنى التطرف علينا وعلى الإسلام، ولو أن هؤلاء كانوا راشدين ولم يعتمدوا تلك الترهلات وليبحثوا عن مصادر الإسلام النقية القائمة على مبدأ الانفتاح والدعوة إلى الله بالإحسان ورحمة الناس، كما كان حال سلف الأمة الذين فتحوا أصقاع كاملة بمحاسن الإسلام لا بالسنان والرماح.

وأوضح أن علماء الأمة تنبهوا لتلك المخاطر التي أصلت للتطرف وبدأوا في علاج القضايا والآثار الناتجة عن التطرف والإرهاب بالعودة إلى المصادر النقية والمقاصد الشرعية والمصالح العامة التي يرعاها الإسلام كما هو الحال في هذا المنتدى الذي تستضيفه الإمارات للمرة الثانية حيث يسعى العلماء إلى تعزيز السلم ونشر ثقافة السلام ووأد بؤر الإرهاب والتطرف والحروب، مشيرا إلى أهمية تأصيل مفاهيم التطرف كالتكفير المطلق والمعين من غير ضوابط وكمفهوم الجهاد الذي أسيء له وأصبح قتالاً شرساً وليس جهاداً مقدساً.

وأضاف أنه إذا صحت هذه المفاهيم لصلح كثير من أحوال التطرف والمتطرفين فالواجب الآن هو نشر المعاني الصحيحة لمثل تلك المفردات الإسلامية التي أسئ استعمالها، وهذا هو واجب العلماء والدعاة معبرا عن أمله في أن يكون للمنتدى الأثر الكبير في تصحيح المفاهيم المغلوطة والإسهام في خدمة الإسلام والمسلمين.

تنظيم دقيق

بدوره، أكد عميد كلية الإعلام في جامعة الأزهر د.عبدالصبور فاضل أن المنظمات والجماعات المتشددة استطاعت تنظيم نفسها تنظيماً دقيقاً ويقف وراءهم ويدعمهم جهات خارجية بكل الإمكانات المادية والتقنية واستطاعت استغلال وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت لعلمها أنها تستهوي الشباب والمراهقين على مستوى العالم.

واستند فاضل إلى بيانات وإحصائيات نشرها الاتحاد الأوروبي أخيراً والتي تشير إلى أن هناك ما يزيد عن خمسة آلاف موقعا متشدداً على شبكة الإنترنت تبث موادها بعدة لغات حية منها 20 في المئة تبث باللغة العربية أي حوالي 500 موقع الكتروني للمنطقة العربية منها ما بين 30 ـ 40 موقعاً قوياً ونشطاً ..

وتصنف على أنها من أقوى الشبكات والمواقع على مستوى العالم، أما باقي المواقع التكفيرية فتبث بعدة لغات أجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية وغيرها، مشيرا إلى أنه يتوقع بنهاية العام الجاري أن تزيد تلك المواقع على 10 آلاف موقع كلها ترتع في العالم الافتراضي لتنمي حركات التشدد وتستقطب شباب المسلمين من هنا وهناك لتأكيد أفكارهم ومعتقداتهم الفاسدة.

داءان خطيران

أما الداعية الإسلامي د. ناجي العربي فأكد أن فتاوى التضليل والتخريب تستند إلى أمرين إما إلى عمالة إلى الدول التي تجاهر بعدائها للإسلام والمسلمين وهي معروفة، وإما أنها تستند إلى شبهات لا علاقة لها بالدين وهما داءان عضالان ومرضان خطيران الأول علاجه يكون بتحقيق معنى الولاء والبراء ..

وهذا يعني أن يكون ولاؤهم لله ورسوله والبراء من كل من يعادي الإسلام والمسلمين، مشيرا الى أن هذا المفهوم إنما يحدد معناه الصحيح أهل العلم الشرعي لأن الولاء والبراء لا يعني فساد الأرض وهلاك الزرع والنسل.

وأوضح العربي أن علاج الأمر الثاني يتأتى بنشر العلم الشرعي الصحيح بحيث يكون المنتسبون إلى مقام الإفتاء من ذوي العلم وعلى نهج القرآن الكريم حين قال: »ويعلمهم الكتاب والحكمة« حيث اقتضت حكمة الله جل وعلا أن يكون لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم معلم وأمين للوحي وهو سيدنا جبريل عليه السلام كي يكون منهجا لنتلقى العلم فيه مبينا بالنص اللفظي والعملي التطبيقي.

وأشار إلى أن ما يفعله المدعون للفتوى من الإرهابيين والمتطرفين والتي تستباح بها الدماء والأعراض وتنتهك بها الحرمات إنما يحرفون الكلم عن مواضعه وقطع النص من سياقه في عبثية يطلقون عليها اجتهادا وهي في واقع الأمر تطبيق لهوى النفوس واصطناع لشخصيات أو زعامات موهومة وأصحاب نفوس موتورة.

من جانبه، يشير مفتي الديار المصرية السابق د. نصر فريد واصل إلى أن قضية التكفير لا تكون إلا بحكم قضائي بات، وبالتالي لابد أن يكون هذا القضاء ممن له الولاية الشرعية وهي الدولة..

فأي فتاوى تتعلق بتكفير شخص ما تصدر من أي شخص بصورة فردية فلا عبرة بها ولا قيمة لها، لأنها تصدر ممن لا علم لهم أو خبرة بأحكام الدين الإسلامي من قريب أو بعيد من الناحية الشرعية وفقه الدين هو فقه الدنيا لأن من فقه دينه فقد فقه دنياه والإسلام جعل الدين والدنيا وجهين لعملة واحدة كالروح والجسد لا ينفصل أحدهما عن الآخر.

فترة حرجة

وأكد مفتي البوسنة السابق فضيلة الشيخ مصطفى سيريتش خطورة هذه الفترة الحرجة التي تمر بها الأمة الإسلامية والمتمثلة في إثارة الفتن والصراعات والحروب وظهور أناس يدعون الإسلام ويقتلون الناس باسمه وهم اشد بعدا عن حقيقة الإسلام النقية التي لا تعرف إلا الرحمة والإحسان، موضحاً أن مثل هذه التنظيمات والجماعات لا يمكن أن تستمر أو تسود العالم لأنها تأسست على نوايا فاسدة ومصالح واهية وكل ما يتأسس على ذلك فمن الناحية التاريخية سيذهب إلى مزبلة التاريخ لا محالة.

وشدد على أهمية منتدى تعزيز السلم معتبره مرجعا لعلماء المسلمين في الشرق والغرب فيما يخص تصحيح المفاهيم المغلوطة وإظهار المقاصد العليا للشريعة الإسلامية الغراء.

 استشراء أفكار

اشار الشيخ حسن أبو العينين في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، إلى أن قضايا التكفير تستند إلى أمرين الأول يتعلق بالأفكار الشاذة القديمة التي خلفها فكر الخوارج وأشباههم مما ساعد البعض في اقتباس هذه الأفكار وإخراجها في قالب أشبه بالقالب الدعوي الإسلامي حتى استشرت هذه الأفكار القديمة ذات الطرح الحديث في وسائل الإعلام حتى صادفت هذه الأفكار قبولا عند البعض من شبابنا ..

وذلك إما لضعف التعليم والثقافة الإسلامية الصحيحة في دولنا العربية والإسلامية في وجوب تعريفهم بهذه الأفكار الشاذة والرد عليها كما يفعل الأطباء عندما يقومون بتطعيم الأصحاء بجزء من المرض حتى يقوى الجسم بمضاداته للتصدي لهذا الفكر المنحرف مما يحتاج معه في ظل العولمة الجديدة إلى شفافية وتقارب بين المسؤولين والحكومة في الدول العربية والإسلامية.

 الأنبا أرميا: الإمارات خط سلام وأمن للأمة العربية

 أكد رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي في مصر نيافة الحبر الأنبا أرميا، أن الإمارات نجحت في إنقاذ هوية الأمة العربية وأن دورها هو امتداد طبيعي للأمة العربية، وأن وجودها كخط دائم للسلام والأمن لا يخصها وحدها بل يخص العرب كافة.

وأشار إلى أن تعزيز مفهوم السلم تتأثر به كل المناطق، لافتاً إلى أن استضافة المؤتمر لهذه الكوكبة من العلماء يصب في مصلحة توجيه الأمة العربية لمواجهة أي مشكلة، والإمارات تتصدى للمتربصين بهذه الأمة، الذين يريدون النيل من سلامة شعوبها وأوطانها، وهذه البقعة مستهدفة، والإمارات نجحت في تطويق هذا المخطط الذي يستهدف الأمة العربية بأثرها.

وأكد على أن دعوة علماء وحكماء المسلمين، لمناقشة أدق موضوعات مهمة وحساسة في هذا الوقت المناسب نظراً للوضع الخاص الذي تعيشه هذه الأمة، معرباً عن سعادته بالفكر المستنير وحوار القلب للقلب والأوراق البحثية التي قدمت خلال المنتدى حلولاً لمشكلات الوطن العربي الذي يتربص به أعداء كثر.

مضيفاً: »أرجو ترجمة هذه التوصيات والأوراق على أرض الواقع لأنه لابد من العمل، ووجودي اليوم بين علماء وحكماء المسلمين هو دليل على حالة التعايش التي نعيشها فيما بيننا في الوطن العربي«. أبوظبي - البيان

طالب الشحي: الإمارات تدعو إلى السلم وتحتضن الفكر المعتدل

 أكد مدير إدارة الوعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف فضيلة الشيخ طالب الشحي أن الإمارات باحتضانها ورعايتها لـ»منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة« تؤكد نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في الدعوة إلى السلم واحتضان كل فكر معتدل وتوجه رسالة الإسلام إلى العالم أن العنف مرفوض مهما كان لونه أو شكله أو دينه.

وقال في حوار مع وكالة أنباء الإمارات »وام« أن الإمارات حباها الله بقادة عظماء يحبون شعبهم، وشعب الإمارات يحب قادته ويرفع أكف الدعاء الدائم بأن يحفظهم وأن يديم على هذه الأرض نعمة الأمن والأمان، مضيفاً أن حضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لأعمال الدورة الثانية للمنتدى يقدم نموذجاً رائعاً وهو من نهل من مدرسة الشيخ زايد طيب الله ثراه وسباق في مجال الفكر المنير ويدعم كل ما يحقق مقاصد الإسلام السمحة.

وأكد الشحي أهمية معالجة العنف والتطرف وأن تلتفت إليها جميع الدول وأن تكون في صميم واهتمام جميع أفراد المجتمع بهدف الوصول إلى علاج جميع الظواهر التي تدعو إلى العنف أو التطرف لأنها تجاوزت كونها فكراً عاماً وأصبحت قضية متبناة عند كثير من الأفراد سواء الشباب من عمر 15 عشر عاماً وأكثر.

وأشار إلى أن سبب انتشار هذه الأفكار والمفاهيم لدى الشباب هو تنوع وسائل الإعلام المختلفة ووجود أصحاب الفكر المنحرف. أبوظبي- وام

Email