«إعلان نيقوسيا» خطوة لتوسيع تحالفات القاهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تتخذ مصر خطوات إيجابية في ملف علاقاتها بدول البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي أثار تخوفات على الصعيدين التركي والإسرائيلي، حيث يرى محللون أن اللقاء الثلاثي الذي جمع بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس ورئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس..

وما صدر عنها من إعلان نيقوسيا، الذي تضمن التأكيد على مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث من أجل تنمية واستقرار منطقة شرق المتوسط، ومن بعدها زيارة السيسي لإسبانيا، كلها أمور من شأنها أن تؤثر على مصالح تركيا وإسرائيل في التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط.

ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير فتحي الشاذلي، أنه بعد التوترات التي شابت العلاقات المصرية – التركية، فإن القيادة السياسية للدولة المصرية تسعى لتكون على مسافة واحدة من جميع الدول، موضحاً أن مصر تعمل على التقارب مع قبرص واليونان وإسبانيا ولكن ليس بهدف مناكفة تركيا، وإنما هو لصالح المصالح المصرية التي تقضي بالتوجه لتلك الدول، والتعاون معها في مجالات التنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط، مما يعد منافسة لتركيا وإسرائيل بطبيعة الحال.

تحالف قوي

وأوضح لـ «البيان» أن ذلك الملف كان على رأس الملفات المطروحة للنقاش خلال زيارة الرئيس المصري لقبرص وإسبانيا، وكذلك تأسيس تحالف قوي يضم الثلاث دول ليكون في مواجهة الجهود التركية والإسرائيلية للسيطرة على الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط.

على جانب آخر رأى مراقبون، أن اتفاق الرئيس المصري ونظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني على تعزيز التعاون بينهم بمثابة ضربة لتركيا من شأنها أن تحجم أنقره، لتلتزم بحدودها السياسية وتعيد النظر في عداءها لمصر..

وأكد المراقبون ذاتهم أن زيارة السيسي لقبرص وإسبانيا كانت خطوة مهمة في إطار إعادة التوازن في العلاقات الخارجية لمصر، كما أنها أحرزت تقدماً بالاعتماد على الاتصال المباشر بين الدول الثلاث دون الحاجة لتركيا كوسيط، مضيفين أن الزيارة جاءت استكمالاً لسلسلة اللقاءات التي تبناها الرئيس السيسي مع نظرائه منذ فترة مضت.

مصالح متبادلة

فيما رأى وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي، أن العلاقات الدولية لا تحكمها سوى المصالح المتبادلة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، وقال لا يمكن أن نلتفت لأي نتائج جانبية مترتبة على علاقة الدول ببعضها، أثناء محاولات مصر لتقوية علاقاتها بالدول التي تشاركها المصالح السياسية والاقتصادية، موضحاً أن تركيا سواء كانت صديقة أو عدوة فإنه لا يمكن أن تكون عقبة في إعادة حسابات مصر الخارجية، مؤكداً أن التعاون مع إسبانيا وقبرص في مجال التنقيب عن الغاز والتخطيط واقتسام الكميات المستخرجة، هو شأن خاص بالدول الثلاث فقط.

الاتفاقيات الدولية

اعتبر وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي أن مدى الضرر الذي سيقع على تركيا أو إسرائيل من التعاون المصري القبرصي الإسباني في مجال التنقيب تحدده الاتفاقات الدولية ومدى التزام الدول الثلاث بها، خصوصاً في بنود عدم الإضرار بمصالح أي دولة أخرى أو التعدي على حقوقها.

Email