أكد عدد من العلماء والمفكرين من المشاركين في منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية أن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة بما يتميز به من التسامح والتعايش السلمي يعد نموذجاً حياً وواقعياً يحتذى به، فهي واحة أمن وسلام ومنارة للقيم الأصيلة المرتكزة على العدل والتسامح والوسطية والاعتدال.
وقال مدير شبكة رجال الدين العالمية لصناع السلام في واشنطن د. محمد السنوسي إن السلام والوئام والتعايش السلمي الذي نراه الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة لم يأت من فراغ بل كان نتيجة طبيعية للنظرة الثاقبة للمؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أسسها لتكون هكذا دولة يعم فيها السلام والأمن ويتعايش فيها الناس من مشارق الأرض ومغاربها.
أرضية صلبة
وأضاف السنوسي هذه الأرضية الصلبة الراسخة التي وضعها الشيخ زايد لهذه البلاد هي التي أنبتت هذه القيم الإسلامية المثمرة من التسامح والوسطية والمحبة والعدل، وجاء أبناء زايد وشعب الإمارات وساروا على الطريق نفسه بالعمل على إشاعة هذه القيم الأصيلة وكذلك ببناء المؤسسات التي تعمل على تعميق وترسيخ هذه المفاهيم.
وقال حتى في الوقت الذي نرى فيه الكثير من دول العالم تعيش حالة من عدم الاستقرار نرى دولة الإمارات تعقد مثل هذه المؤتمرات التي تدعو إلى التسامح والسلام والعودة إلى أصول الإسلام الحقيقية، ولذلك نقول دائماً إن الإمارات مؤهلة للقيام بمسؤولية إشاعة السلم وتعزيزه في دول العالم كافة.
وأشار إلى أن منتدى تعزيز السلم في دورته الثانية شهد تقدماً واضحاً وكبيراً وقبولاً واستحساناً من علماء الإسلام وقيادات الدول الأخرى، كما شهد استجابة لنداء السلم بأهمية إشاعة السلام والأمن في العالم وكان ذلك جلياً في المساحة التي هيأتها الإمارات للعلماء والمفكرين لاستخلاص الحلول والتوصيات لإحلال الأمن والاستقرار في ربوع العالم..
مشيراً إلى أن المنتدى على الرغم من أنه لم يكمل دورتين إلا أن إنجازاته باتت واضحة من خلال تعزيز السلم في نيجيريا وأفريقيا الوسطى، الأمر الذي دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما يشيد بالمنتدى وجهود علمائه في خطابه الرسمي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
مركز زايد
من جانبه أكد المستشار الديني للرئيس الشيشاني أدم شاهيدوف أن دولة الإمارات منذ عرفناها فهي نموذج حيوي وعملي للسلم والسلام وهذا يتأكد لنا في كل موقف لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة.
وأوضح أن القيادة الشيشانية تكن لشعب الإمارات وحكومته كل محبة وتقدير، وقال إن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بنى مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال والنشء في إحدى المدن الشيشانية فما كان منه إلا أطلق اسم الشيخ زايد بن سلطان على هذا المركز دليلاً على محبة هذا البلد الكريم ولقيادته وشعبه، لافتاً إلى أن المركز تخرج فيه حتى الآن أكثر من 100 طالب حافظاً للقرآن الكريم.
وأوضح شاهيدوف أن حضور هذا المنتدى الكبير يمثل أهمية كبرى ليس فقط للدول العربية والإسلامية بل لجميع دول العالم، حيث إنه يحاول تعزيز السلم وأصوله وكل ما يؤدي إليه وأن السلم من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية فمن دون السلم لا يمكن أن تتحقق عمارة الأرض التي خلق من أجلها الإنسان بجانب عبادة الله الواحد.
وعبر المستشار شاهيدوف عن شكره وتقديره لكل القائمين على هذا المنتدى الجامع، مشيراً إلى أن كل من حضره سيعود إلى موطنه الأصلي لخبر الناس بحقائق الإسلام وطبيعته السمحة.
وسطية واعتدال
وأكد فضيلة الشيخ فواز خان من كندا أن دولة الإمارات بما تملكه من قيم إسلامية أصيلة تعطي انطباعاً جيداً وإيجابياً عن الإسلام خاصة أنها تقع في منطقة الشرق الأوسط التي يعج فيها التطرف والإرهاب.
وأكد أن نموذج دولة الإمارات مرتكز على الوسطية والاعتدال والتسامح حيث تطبقه عملياً من خلال العدد الكبير الذي يعيش على أرضها في سلام وتسامح ووئام على الرغم من ثقافاتهم وأديانهم المختلفة.
هذا النموذج حتى نحن كمسلمين غربيين نستطيع أن نستفيد منه، حيث يشير إلى أن القيادة السياسية إذا كانت تمتلك رؤية واضحة لتطبيق نظام التعايش السلمي والتسامح بين الناس معتمدة على أسس وقيم إسلامية، فلا شك أن هذه الرؤية تثمر على أرض الواقع وهذا ما نراه واقعاً في دولة الإمارات.
وأكد أن انعقاد منتدى السلم في الإمارات من الأهمية بمكان خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي اختلط فيها الحابل بالنابل، وأصبح الإسلام الذي أنار الدنيا في الماضي يوصف الآن بالدموية والإرهاب..
وقال إن المنتدى منصة عالمية لطرح القضايا الساخنة في الوقت الهادئ فهو يتميز عن غيره من المؤتمرات أنه جعل من أهدافه إيجاد الحلول الناجعة لكل المشكلات الحاصلة في المجتمعات الإسلامية، معبراً عن اعتقاده بأن العالم كله يتطلع إلى نتائج وتوصيات هذا المنتدى.
مقومات إسلامية
وأكد رئيس مركز «الجنة الأبدية» في كندا فضيلة الشيخ محمد روبرت هفت أن دولة الإمارات بما تملكه من مقومات إسلامية وسطية تعطي نموذجاً حياً للنجاح والتقدم لجميع الدول الأخرى التي تنشد مثل هذا الرقي والتقدم، فمن خلال مبادئ وأسس وقيم إسلامية بسيطة استطاعت الإمارات أن تشيّد نظامها الفريد في التعايش السلمي والدعوة إلى التسامح ونبذ التطرف والإرهاب.
وأشار إلى أن عقد منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حرص حكومة الإمارات على الاستقرار والأمن والسلام ليس في منطقة الخليج بل في جميع دول العالم.
وتحدث عن مركز "الجنة الأبدية" بقوله إن المركز يهتم بصورة أساسية ويبادر إلى الأخذ بيد المسلمين الجدد في كندا ومساعدتهم في التعريف بالإسلام وبمبادئه السمحة النقية، كما نهتم بمساعدة الشباب وتحصينهم من الفكر المتطرف ببيان الفكر الإسلامي الصحيح إلى جانب تنظيم الأنشطة الدينية والمحاضرات وتقديم المساعدات الخيرية للمسلمين الجدد وأيضاً غير المسلمين من إسكان ونفقات وكذلك إحياء شهر رمضان.
استنهاض العقول
أكد فضيلة الشيخ عبد الله ماثيو ار برون من الولايات المتحدة الأميركية أن منتدى تعزيز السلم الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة يحاول أن يستنهض العقول والضمير ويبعث برسالة إلى الجميع أن الإسلام هو دين السلام، وأن ما يحصل من صراعات واقتتال وفتن ناجم عن فهم قاصر للقرآن والسنة، أو هو ناتج عن أهواء ومصالح شخصية.



