اتفاقيات في مجالات العقار والصحة والطاقة والتجزئة

الشركات الإماراتية تتقدم الاستثمارات بـ34 مليار دولار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

وقعت الشركات الإماراتية المشاركة في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في مدينة شرم الشيخ مع الحكومة المصرية عدداً من الاتفاقات الضخمة ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات الاقتصادية بقيمة إجمالية بحدود 34 مليار دولار، واحدة فقط موقعة بالشراكة مع شركة خليجية، لتكون الإمارات في مقدمة المستثمرين لوضع مصر على خريطة الاستثمار العالمي.

في اليوم الثاني لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، أفصحت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية في مصر، عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة آبار الإماراتية وبالم هيلز المصرية لتنفيذ مشروع عقاري باستثمارات تصل إلى 150 مليار جنيه مصري، أي ما يعادل 19.7 مليار دولار.

وأضاف البيان أن المشروع يقام على مساحة عشرة آلاف فدان و 42 مليون متر مربع، بمدينة ستة أكتوبر ويشمل تشييد مدينة عمرانية متكاملة بعناصر إدارية وتجارية وسكنية وفندقية.

المركز اللوجستي

كذلك شهد اليوم الثاني للمؤتمر، توقيع اتفاق بين وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، خالد حنفي، وشركة «آل سويدين» الإماراتية، بحيث تساهم المجموعة الإماراتية في مشروع المركز اللوجيستي، لتخزين الغلال بدمياط ومدينة التجارة والتسوق بمشروع تنمية محور قناة السويس باستثمارات مشتركة قدرها ست مليارات دولار.

وقال وزير التموين المصري، إن شركة «بلتون» المالية نجحت في جذب العديد من المستثمرين لتنفيذ مشروع المركزي اللوجيستي، مشيراً إلى أن «سويدين» ستستثمر ملياري دولار في المشروع، كما ستستثمر أربعة مليارات دولار في مدينة التجارة والتسوق.

وتهدف الخطة - وهي واحدة من عدة مشاريع عملاقة أعلنتها الحكومة - إلى تحويل مصر إلى مركز للمعالجة وإعادة التصدير لملايين الأطنان من القمح وفول الصويا والسكر والسلع الأخرى عن طريق تشييد ميناء جديد وتتضمن إقامة أول بورصة للسلع في المنطقة.

تنمية مصر

وأكد رئيس مجموعة «آل سويدين» الإماراتية في أبوظبى ورجل الأعمال أحمد السويدين، أن «استثمارات المجموعة في مصر لا تهدف للربح، ولكن تأتي تنفيذاً لوصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أوصانا خيراً بمصر والاستثمار فيها من هنا يأتي حرصنا على الاستثمار من أجل التنمية في مصر».

وأوضح السويدين، في تصريح له على هامش توقيعه الاتفاق أن المصريين ساهموا في بناء الخليج منذ عقود والعلاقات بين مصر والإمارات ليس علاقات مصالح بل علاقات أخوة وترابط.

مجموعة «الغرير»

من جهة أخرى، بحث وزير التموين والتجارة الداخلية المصري خلال لقائه مع كل من رئيس مجموعة «الغرير» الإماراتية للإنشاءات الصناعية والعقارات والسلع الغذائية، ووزير الدولة للشؤون الداخلية والخارجية بسنغافورة ماساجوس محمد، مشروع الاستثمار في المركز اللوجيستي العالمي للحبوب، ومدينة التجارة والتسويق.

واستعرض حنفي خلال الاجتماعين مشروعي وزارة التموين الأول خاصاً بالمركز اللوجيستي العالمي للحبوب والغلال والسلع الغذائية المقرر إقامته في محافظة دمياط ويهدف لتحويل مصر إلى محور لوجيستي عالمي لتخزين وتداول الحبوب وممارسة الأنشطة اللوجيستية، كما يهدف إلى الاستثمار في القيمة المضافة من خلال التصنيع والتغليف والتعبئة للحبوب والبذور المنتجة للزيوت والزيوت غير المكررة والسكر الخام والمواد الغذائية ذات الطابع الاستراتيجي بحجم تداول يصل لنحو 65 مليون طن سنوياً من الغلال والسلع الغذائية، ما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي لمصر ودول المنطقة.

جنوب مارينا

في السياق، وقعت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية، مذكرة تفاهم مع رجل الأعمال الإماراتي عبد الرحمن الشربتلي، وذلك لتنفيذ مشروع «جنوب مارينا»، بحضور رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب، وذلك بنحو استثمارات يبلغ 26 مليار جنيه (3.4 مليار دولار).

موانئ دبي

إلى ذلك، أعلنت الحكومة المصرية في بيان أن هيئة موانئ البحر الأحمر وقعت أول اتفاق نهائي لإنشاء محطة صب سائل بميناء العين السخنة مع شركة موانئ دبي العالمية باستثمارات قدرها نحو أربع مليارات جنيه (524 مليون دولار).

ونقل البيان عن رئيس الهيئة، هشام أبو سنة قوله: «الاستثمارات المتوقعة من المشروع تبلغ نحو أربعة مليارات جنيه»، وأن الشركة ستبدأ على الفور تجهيز الأرصفة والمحطة بالكامل للانتهاء منها في أسرع وقت.

ويشمل المشروع «امتداد محطة الصب السائل الحالية وإنشاء خزانات ومستودعات على مساحة 400 ألف متر مربع بهدف تخزين وتداول المواد البتروكماوية لتلبية احتياجات السوق المصرية وتموين السفن».

«كي بي بي أو جروب»

في السياق، أعلنت شركة «كي بي بي أو جروب» الاماراتية ومقرها أبوظبي عن توجهها للاستثمار في عدد من القطاعات الحيوية في جمهورية مصر العربية بمبلغ وقدره 2 مليار دولار.

وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة نبيل عبدالرحمن إن مجموعة «كي بي بي أو جروب» تهتم جداً بالاستثمار في السوق المصري الذي يعتبر من الاسواق الاقتصادية الواعدة التي تتوفر بها فرص استثمارية في العديد من المجالات، حيث سنهتم بالاستثمار في عدة مجالات ابرزها المجال الصحي والصرافة وتحويل الاموال وادارة النفايات والطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات الاستثمارية المجدية في مصر.

وأضاف أن إطلاق هذه الاستثمارات الكبيرة يأتي بالتزامن مع فعاليات مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، حيث نرغب بأن نكون مساهمين في نهضة ونمو اقتصاد مصر والارتقاء به في ظل العلاقات الثنائية المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحرص القيادة الرشيدة على تقديم الدعم المتواصل لمصر حكومة وشعباً للنهوض باقتصادها الوطني وتحقيق النهضة التي تنشدها في جميع المجالات.

وأوضح عبدالرحمن أن مجموعة «كي بي بي أو جروب» تسعى إلى إنجاز مشاريع صحية ومالية واستثمارية تشكل إضافة نوعية على الاقتصاد المصري وتسهم في نموه و نهضته بالشكل الذي ينعكس بالايجاب عليه، مشيراً إلى اهمية الاستثمار في السوق المصرية الواعدة لما تملك من مقومات جاذبة في ظل التنمية والاستقرار الذي تتمتع بهما حالياً.

«أكواباور» و«مصدر»

كما وقعت وزارة الكهرباء المصرية مذكرتي تفاهم مع شركة «أكواباور» السعودية، وشركة «مصدر» الإماراتية بتكلفة 2.4 مليار دولار، كما وقعت وزارة الكهرباء في ثاني أيام المؤتمر الاقتصادي مذكرة تفاهم أخرى مع شركة «مصدر» السعودية بتكلفة سبعة مليارات دولار.

وذكر بيان لوزارة الكهرباء أن مذكرتي التفاهم تشمل مذكرة مع تحالف «أكوا باور» السعودية و«مصدر» الإماراتية لتنفيذ محطة لتوليد الكهرباء بطاقة 2200 ميغاواط ومحطات شمسية في عدة مواقع بقدرات إجمالية 1500 ميغاواط ومحطة رياح 500 ميغاواط بتكلفة نحو 2.4 مليار دولار.

وأضاف البيان أن المذكرة الثانية مع شركة «أكوا باور» السعودية لإنشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم بقدرة ألفي ميغاواط قابلة للتوسع حتى أربعة آلاف ميغاواط بتكلفة نحو سبعة مليارات دولار.

ماجد الفطيم

في غضون ذلك، ذكرت شركة ماجد الفطيم أنها وقعت مذكرة تفاهم مع مصر لضخ خمسة مليارات جنيه (نحو 655.3 مليون دولار) في ثمانية مشروعات خلال خمس سنوات بما يزيد استثماراتها في مصر إلى 23 مليار جنيه (3 مليارات دولار).

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، آلان بيجاني، في مؤتمر شرم الشيخ، إن أربعة من هذه المشروعات تتمثل في مراكز تجزئة بالمدن الجديدة بينما تتمثل الأربعة الأخرى في مراكز تسوق بالقاهرة.

وأضاف أن استثمارات شركته حتى 2018 في مصر ستوفر 144 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر.

وذكر بيجاني أن شركته بدأت العام الماضي خطة استثمارية في مصر بقيمة 18 مليار جنيه تنتهي في 2018.

وتابع: «نرى فرص الاستثمار بوضوح في مصر ومتفائلون جداً»، مشيراً إلى أن خطة الاستثمار تتضمن مول مصر وتوسعة سيتي سنتر الإسكندرية والمعادي. وأشار بيجاني إلى أن مشروع «مول مصر» الذي تنفذه الشركة سيتم افتتاحه في بداية 2016 بقيمة 4.9 مليارات جنيه.

»دانة غاز« تستثمر 350 مليون دولار

قال الرئيس التنفيذي لشركة «دانة غاز» إن الشركة الإماراتية ستستثمر 350 مليون دولار في مصر على مدى الثلاثين شهراً المقبلة وإنها تتوقع تسلم المتأخرات المستحقة لها على الحكومة بنهاية 2016. وقال باتريك أولمان وارد خلال قمة شرم الشيخ إن الاستثمارات تتضمن حفر نحو 40 بئراً جديدة وأعمال صيانة لعدد مماثل من الآبار القائمة وبناء خطوط أنابيب جديدة وإزالة الاختناقات بمحطة قائمة.

دفع المتأخرات

وقال إنه يتوقع أن تدفع مصر المتأخرات البالغة 185 مليون دولار بنهاية 2016 لكنه أضاف أنه في حالة عدم حدوث ذلك فإن الشركة ستسترد الأموال بنهاية 2018 عن طريق بيع حصة الحكومة من صادرات المكثفات بموجب اتفاق الإنتاج المبرم بين الطرفين.

وقال: «الآلية ستسمح لنا باسترداد المتأخرات الحالية بمرور الوقت». وتأخرت مصر في سداد مستحقات لشركات النفط والغاز في ظل المتاعب الاقتصادية على مدى أربع سنوات من عدم الاستقرار منذ الإطاحة بحسني مبارك في 2011. وقال أولمان وارد إن الحكومة دفعت العام الماضي 60 مليون دولار من المتأخرات المستحقة لدانة التي تعتمد على مصر في أكثر من نصف إنتاجها. وطالب بإصلاحات للحد من عدم الكفاءة بقطاع الطاقة المصري، حيث تتطلب الاكتشافات إقامة مشاريع مشتركة جديدة مما يؤدي إلى هدر في الطاقات.

زيادة الكفاءة

وقال: «أنا واثق من إمكانية إحداث دمج ما لزيادة كفاءة العملية. الأمر ليس كذلك في الدول الأخرى ولا في قطاعات البترول الأخرى». وأضاف أن دخول شركات النفط والغاز المملوكة للدولة كشركاء في المشاريع المشتركة وكجهات تنظيمية في الوقت نفسه غير مفيد، لافتاً إلى أن «عدم وضوح الفارق بين المسؤوليات التنظيمية وعلاقات الشراكة ينطوي على تضارب مصالح جوهري ويؤدي إلى اختلالات».

أمل في البناء

وقال أولمان وارد: «عندما ترفع علم الإمارات وتعمل بمصر فإن المرء يحدوه الأمل أن يكون عامل النوايا الحسنة.. مفيداً على صعيد بناء العلاقات وإنجاز المفاوضات والقيام بالاستثمار».

تسديد الديون

ذكرت وزارة البترول المصرية الأسبوع الماضي انها ستسدد الديون الباقية لشركات النفط والغاز الأجنبية والبالغة 3.1 مليارات دولار بحلول منتصف 2016 أي متأخرة عاماً عن الموعد الذي أعلنته من قبل. وبدأ تراكم المتأخرات قبل انتفاضة 2011 لكن تدهور الأوضاع المالية للدولة تسبب في زيادة الديون لتصل إلى مليارات الدولارات.

Email