آثار ومعالم الموصل في مهب الريح

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل في 10 يونيو الماضي، وهو يحاول من خلال ذرائعه الوهمية، محو حضارة وادي الرافدين، بعد أن أقدم على تفجير وهدم المعابد والكنائس والمساجد ومراقد الأنبياء والمتاحف والنصب والقطع الأثرية التي تعود لآلاف الأعوام. وبدأ التنظيم مسلسل تفجيراته، باستهداف مرقد وضريح نبي الله يونس، منتصف شهر يوليو الماضي، والذي يقع غربي تل التوبة شرقي الموصل، وهو من المعالم التاريخية، ويعود إلى عام 834.

وأعقب تفجير المرقد والضريح، حملة اعتقالات بحق المعارضين والمحتجين على الأمر، والذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن. ثم أقدم التنظيم بعد أقل من 24 ساعة على تفجير مرقد وضريح النبي شيت، والذي يقع في منطقة النبي شيت وسط مركز الموصل، ومن ثم تفجير مرقد وضريح وجامع النبي جرجيس، الذي يقع بالقرب من منطقة الجامع الكبير وسط المدينة.

كما قام «داعش» أيضاً بتفجير مرقد وضريح الشيخ فتحي وأخته، ويقعان تحت الجسر الخامس، وعلى ضفاف دجلة غربي الموصل، وأيضاً مرقد قضيب البان الذي اعتاد سكان الموصل على زيارته بين الحين والآخر.

ولم يكتف التنظيم المتطرف بما فعله بحق التراث والثقافة، بل بدأ بتدمير مراقد وأئمة ومساجد صغيرة ومعالم، إذ هدم بالوقت نفسه عدة جوامع، بعد إخلائها من محتوياتها التي تمت سرقتها، وإخراجها إلى مدن الرقة وحلب وقامشلي وغيرها المناطق في سوريا.

مساجد وحسينيات

وفجر «داعش» مؤخراً، مسجد السيدة نفيسة ومسجد العمري ومسجد الأباريقي ومسجد الإمام إبراهيم، التي تعود جميعها للفترة العثمانية، بعد أن اعتبرها التنظيم مخالفة للشريعة الإسلامية.

كما دمر أيضاً مسجد السيدة زينب ومسجد الخاتونية ومرقد يحيى أبو القاسم وجامع الولي الخضر عليه السلام والملا عبد الله ومرقد وضريح الشيخ محمود، فضلاً عن ثلاث حسينيات أغلبها موزعة في مدينة الموصل ونواحيها، عدا عن إقدامه على تفجير كنيسة الطاهرة وسط الموصل، وكنيسة العذراء مريم في قضاء تلكيف، وكنيسة حي العرب شرقي الموصل، وكنيسة مارافرام في منطقة المهندسين شمالي الموصل، وكنيسة الساعة في منطقة الساعة وسط الموصل، فضلاً عن تفجير معبد للايزيدين في بعيشقة، وأيضاً معبد لالش الكبير الذي يقع أسفل جبل بعشيقة.

تماثيل ونُصب

وفي طور آخر، أقدم «داعش» على تفجير تمثال الشاعر أبي تمام وتمثال الموسيقار الملا عثمان الموصل، وهما يقعان في وسط مركز الموصل، فضلاً عن نصب جميلة حاملة الجرار، التي كانت تزين وسط المدينة من الجهة اليسرى، وأيضاً مقبرة «قبر البنت».

ولم يكتف بتدمير كل هذه المراقد والمعالم والتراث الموصلي، بل أقدم على استهداف كنز الحضارة التاريخية في نينوى، بعد أن قام بتفجير سور نركال الآشوري وبوابة نركال والآثار الآشورية ومعابد لالش ومعابد تعود للأكديين والبابليين التي توجد على تل قاينجو شرقي الموصل، حيث يقوم بسرقة المحتويات، ومن ثم تجريف المكان.

ولم يسلم الثور المجنح الذي تم قطع رأسه، وكذلك المعالم التاريخية في مديرية آثار نينوى، التي تعود إلى فترة ما قبل الميلاد، والتي لا تقدر بثمن. كما تم تفجير منطقة الحضر الأثرية وآثار النمرود التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وسرقة أغلب آثارها التاريخية، وأخيراً، تفجير مواقع أثرية في قرية خورسباد.

Email