سيطرت على نصف مساحة المدينة.. وتحرير قرى في كركوك

القوات العراقية تفرض طوقاً على تكريت

جندي عراقي يراقب الدخان يتصاعد من حقل العجيل النفطي - أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

طوقت القوات العراقية، أمس، تكريت بالكامل تمهيداً لعملية شاملة لتحريرها من تنظيم داعش، معلنةً سيطرتها على نصف مساحة المدينة، في وقتٍ تحررت قرى في كركوك من الإرهابيين.

وواصل نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء عشائر سنية أمس، العملية العسكرية التي بدأوها في الثاني من مارس لاستعادة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، ومناطق محيطة بها. وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في زيارة ميدانية لمحافظة صلاح الدين إن القوات «شرعت في الصفحة الثانية» من الخطة.

وأضاف: «الوقت حقيقة ليس مهماً أمام الخسائر التي قد تتكبدها القوات. نحن حريصون جدا على ان تكون خسائرنا أقل ما يمكن، والوقت بيدنا. نحن أصحاب المبادرة». بدوره، قال اللواء الركن في الشرطة بهاء العزاوي خلال جولة في قرية البو عجيل الواقعة قبالة تكريت: «لا نريد ان نتسرع لأننا نريد تفادي وقوع خسائر».

وأضاف: «تكريت مطوقة من كل الجهات». وقال عقيد في الجيش وهو من قيادة عمليات صلاح الدين: «قواتنا تسيطر على أكثر من 50 في المئة من تكريت وتحاصر المسلحين في وسط المدينة». وأضاف إن «تقدم القوات يسير ببطء بسبب وجود عدد كبير من العبوات الناسفة التي تعيق التقدم». وأردف الضابط أنه يتوقع ان يكون المسلحون زرعوا قرابة عشرة آلاف عبوة ناسفة في عموم المدينة.

معارك كركوك

ميدانياً أيضاً، أفاد المشرف على متطوعي الحشد الشعبي التركماني يلمان النجار بمقتل اثنين من المتطوعين وإصابة خمسة آخرين خلال المعارك الدائرة لتحرير قرية بشير التركمانية من سيطرة التنظيم. وقال النجار في تصريح إن «عمليات تطهير بقرية بشير مستمرة وقواتنا أصبحت في مقدمة القرية».

وأضاف: «سنطهرها بشكل مؤكد لكن علينا معالجة العبوات الناسفة والدور المفخخة قبل اقتحامها». ومن جهة أخرى، اعلن قائد في البيشمركة عن تطهير عدد من القرى جنوبي كركوك. وقال قائد محور مخمور جنوبي كركوك وستا رسول في تصريح إن «البيشمركة طهرت عددا من القرى من سيطرة تنظيم داعش، وهي قرى تمتد على طول الطريق بين ناحية تازه باتجاه ناحية الرشاد جنوب كركوك».

«الحشد» والبيشمركة

وبالتوازي، كشفت قوات البيشمركة الكردية شغل مواقع قوات الحشد الشعبي في كل من مدينتي جلولاء والسعدية بعد أن سحبت الحكومة العراقية قواتها الى مناطق تكريت. وقال عضو قيادة البيشمركة في ديالى اللواء إسماعيل سرحان في تصريح إن «قوات البيشمركة أقامت سيطرات في منطقة كوباشي، وإنها سوف لا تسمح لقوات الحشد الشعبي بالدخول الى جلولاء».

صد هجوم

كذلك، ذكرت مصادر في الجيش العراقي أن قوات من الجيش تمكنت من صد هجوم للتنظيم عند الحدود الإدارية مع عامرية الفلوجة وتمكنت من قتل 20 من عناصره.

وأوضحت أن «عناصر داعش حاولوا الهجوم انطلاقا من منطقة عامرية الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار على قوات الجيش العراقي في محافظة الحلة. وتصدت القوات لعناصر التنظيم، ما أسفر عن قتل 20 داعشيا وفرار الآخرين وتدمير عدد من العربات العسكرية التابعة للتنظيم فيما أصيب أربعة من قوات الجيش العراقي بجروح بينهم ضابط برتبة ملازم أول».

11

أفاد بيان لقوة المهام المشتركة إن القوات الأميركية وحلفاءها نفذوا 11 ضربة جوية ضد مقاتلي تنظيم داعش في سوريا والعراق. وأوضح البيان أن خمس غارات استهدفت ودمرت عشرة من المواقع القتالية للتنظيم المتشدد وعربتين له قرب مدينة كوباني (عين العرب) السورية الحدودية.

وأضاف البيان أنه في العراق استهدفت الغارات التي وقعت قرب خمس مدن هي الأسد والفلوجة وكركوك والموصل وراوة- وحدتين لمقاتلي التنظيم ومعدات وعربة مدرعة.

الإرهابيون يكثفون حملات غسل الأدمغة في الموصل

سجلت مدينة الموصل العراقية ارتفاعا في أعداد الأطفال الذين يتطوعون للانخراط في صفوف تنظيم داعش. ويفرض عناصر التنظيم منذ سيطرته على المدينة في العاشر من يونيو الماضي تطوع أطفال ومراهقي الموصل، حيث تغسل أدمغتهم بما يتماشى ومبادئ التنظيم وأفكاره لاستقطاب اكبر فئة منهم، مستغلين سوء الأوضاع المادية للأطفال.

ويقول الحاج أيوب عبدالله حمد، 60 عاما، إن «نجله الأكبر غسان وهو بعمر 18 عاماً كان من اشد معارضي داعش أخبره بأنه ينوي الهجرة الى تركيا والعمل والاستقرار هناك».

ويضيف ان «التنظــيم دهـم المنزل ذات يوم وأبلغني أنــه قتل في معركة سد الموصل، وعند ذلك أيقنت ان ابني غسان أخفى علي انخراطه في صفوف داعش وخدعني بأنه يعمل في احد الفنادق في تركيا بعد هروبه من قبضة التنظيم».

وتقول الحاجة أم زكريا ان ثلاثة من أحفادها بعمر 14 و16 و18 راحوا ضحية التطوع الإجباري من قبل التنظيم لشباب وأطفال في مقتبل العمر، حيث فقدوا حياتهم نتيجة خوفهم والضغوط التي يمارسها التنظيم الذي زجهم عنوة في مراكز التدريب ودفعهم الى ساحة المعركة.

وتذرف أم زكريا دموعها على فراق أحفادها وهي تقول: «نستعين بالله على الظالم. فأحفادي تطوعوا مجبرين ومن دون رغبة وتحت تهديد التنظيم للطلبة في المدارس ولم يكن لهم خيار آخر غير قطع الرأس أو اليد أو التعذيب».

ويقيم «داعش» معسكرات تدريبية عديدة لمتطوعين محليين من مدينة الموصل تمتد الدورة الى 21 يوماً يتلقى فيها المتدربون فنون قتالية والتعلم على استخدام الأسلحة المتنوعة. وتقع معسكرات التدريب في منطقة الغابات شمال الموصل وبعشيقة شرق المدينة وقضاء تلعفر غرب الموصل. وغالبا ما ينقل التنظيم هذه المعسكرات من منطقة الى أخرى بسبب تجدد القصف عليها واستهدافها من قبل طائرات التحالف الدولي.

 

Email