تظاهرات رافضة للانقلاب ومسيرة مؤيدة للجماعة

صالح والحوثيون يضعون عدن على شفا الحرب

بنعمر وجدل الدور في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتفاقم الأزمة اليمنية يوماً إثر يوم، بعد انقلاب الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يعمل على تحريض الفرقاء السياسيين ضد شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وإيجاد الذرائع لمهاجمة المناطق التي ترفض هيمنة الحوثيين وانقلابهم العسكري..

فيما شهدت العديد من المحافظات أمس، تظاهرات حاشدة، رفضاً للانقلاب الحوثي، ودعماً لشرعية الرئيس هادي، وتمسّكاً بمخرجات الحوار الوطني والدولة الاتحادية ومسودة الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وفي حين تبنى تنظيم «أنصار الشريعة» مقتل أكثر من 20 مسلحاً حوثياً في رداع ..نقلت «قناة العربية» عن مصادر يمنية في صنعاء قولها إن اجتماعات سرية يعقدها صالح مع ضباط موالين له وقيادات حوثية متحالفة معه تهدف إلى إشعال فتيل حرب طاحنة ضد الجنوب بعد تسليم ملف الجنوب إلى القائد العسكري الحوثي والمتهم الرئيسي الذي صدر بحقه قرار إدانة من مجلس الأمن، أبو علي الحاكم.

ونقلت «العربية» عن شهود عيان أن الرئيس السابق صالح دفع بمجاميع مسلّحة كبيرة إلى محافظة تعز لإدخالها إلى طور الباحة الجنوبية في محاولة منه لفتح جبهة يمر عبرها إلى الجنوب. إلا أن هذه القوات تم طردها فور وصولها من قبل اللجان الشعبية الجنوبية التي تنتشر في مديرية الصبيحة وتقوم بتأمين المنطقة.

قلق في عدن

وشهدت مدينة عدن خلال اليومين الماضيين، اشتباكات متقطعة بين اللجان الشعبية التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي وقوات الأمن الخاصة التي رفض قائدها المقرب من الحوثيين قرار إقالته من منصبه.

وقالت مصادر سياسية لـ «البيان» إن حالة من التوتر تسود المحافظة جراء وصول المزيد من التعزيزات للطرفين، حيث يتم إرسال العشرات من المسلحين إلى معسكر قوات الأمن الخاصة، ووصول المئات من مسلحي اللجان الشعبية التابعة لهادي من محافظتي أبين وشبوة إضافة إلى عشرات الآليات العسكرية والأفراد من منتسبي اللواء 119 بقيادة فيصل رجب المقرب من هادي.

ويعيش حالياً سكان عدن حالة من القلق خوفاً من انفجار الأحداث وتوسعها في حرب طاحنة بين اللجان الشعبية والأمن المركزي وبقية الألوية العسكرية.

مغامرة الحوثيين

ويشير مراقبون إلى أن إقدام الحوثيين على مغامرة بحجم اقتحام عدن عسكرياً أمر بات محتملاً في ظل المخاوف المتصاعدة من تضاعف حجم العزل السياسي للجماعة، جراء سحب معظم السفارات لطواقمها من صنعاء، وتزايد الدعم الإقليمي والدولي لهادي..

يضاف إلى ذلك مخاوف من حدوث تغيير في موازين القوى العسكرية على الأرض لصالح هادي في جنوب اليمن من خلال استقطاب العديد من القادة العسكريين المتردّدين وترتيب صفوف الحراك الجنوبي الذي لازال منقسماً في مواجهة صالح والحوثيين.

ويرجح خبراء عسكريون تفجّر الموقف من داخل عدن عن طريق وحدات الجيش والأمن التي تتكون في معظمها من جنود شماليين والتي هي في حد ذاتها تمثل قوات ضاربة في مواجهة لجان شعبية جنوبية قليلة التدريب والعتاد.

مجلس الأمن

من جانبه، قال المستشار الأممي جمال بنعمر إن هناك دولاً كثيرة تعاني من اضطرابات ولكن مجلس الأمن لا يهتم بها، بينما يصر المجلس على إعطاء أهمية خاصة للأزمة اليمنية، وخصوصاً لتعلقها بقضايا «الإرهاب» وتنظيم القاعدة. ولم يستبعد بنعمر، في حديثه لقناة الجزيرة، لجوء مجلس الأمن إلى قرار تحت الفصل السابع للضغط على ما وصفها بالأطراف المعرقلة للتسوية السياسية في اليمن، معتبراً أن جميع الخيارات أمامه مفتوحة.

وحذر بنعمر من وجود مؤشرات عدة على أن اليمن قد يكون مقبلاً على حرب أهلية، مشيراً إلى ظهور بوادر للنزاع الطائفي والنزعات الانفصالية، ومتحدثاً عن النماذج العراقية والسورية والليبية.

مظاهرات مؤيدة

واستمرت التظاهرات المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي والمنددة بانقلاب الحوثيين، حيث شهدت مدن تعز وإب والحديدة مسيرات شارك فيها الآلاف.

ففي إب وسط اليمن أدى الآلاف صلاة الجمعة في ساحة الحرية أمام مبنى السلطة المحلية، مؤكدين رفضهم ما سموه استمرار السطو المسلح على مؤسسات الدولة اليمنية في صنعاء وعدد من المحافظات من قبل مسلحي الحوثي ومعاونيهم، مؤكدين تمسكهم بشرعية الرئيس هادي ورفض الانقلاب والسطو المسلح بالأدوات السلمية والمشروعة.

وأكد خطيب الجمعة الشاب إسماعيل القبلاني أن ما يمر بها اليمن هي محاولة للانقضاض على الوطن من ثورة مضادة دفنها الشعب اليمني قبل عقود من الزمن وهي إلى زوال مع من ركب موجتها ولجأ إلى السلاح لفرض الثورة المضادة لأحلام وتطلعات الشعب اليمني. وعقب الصلاة، ردّد المشاركون هتافات تؤكد تمسّكهم بالشرعية الدستورية وخيارات الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة ومخرجات الحوار الوطني الشامل.

بالمقابل، شهدت العاصمة صنعاء ومحافظتا صعدة وذمار تظاهرات حاشدة لجماعة أنصار الله الحوثية، تحت شعار «الاستقلال في القرار ضمانة للاستقرار». وأيدت التظاهرة خطوات اللجنة الثورية وطالبت بالاستقرار واستمرار الثورة.

وعبر المشاركون عن رفضهم لكل التدخلات الخارجية في شؤون اليمن وقالوا إن «زمن الوصاية قد ولى»، وإن ما تسمى ثورة 21 سبتمبر حرّرت الشعب من الوصاية وجعلت قراره بيده وهو من يحدد مصيره.

تثمين مواقف الإمارات

ثمن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مواقف دولة الإمارات التي وصفها بالمشرفة والدائمة تجاه بلاده في مختلف المواقف والظروف.

وقال الرئيس منصور هادي لدى لقائه في مقر إقامته بعدن القائم بأعمال سفارة الدولة خالد الحوسني، إن دولة الإمارات لها بصمات وإسهامات في دعم اليمن على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتي كان آخرها الاستضافة الكريمة للجنة صياغة الدستور التي أنجزت مهامها في الدولة.

من جانبه أكد القائم بأعمال سفارة الدولة على موقف الإمارات الداعم للشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس هادي، وحرصها على أمن واستقرار ووحدة اليمن باعتبار أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة.

 

لمشاهدة الجراف بالحجم الطبيعي .. اضغط هنا

Email