** تقارير البيان

التعاون العسكري بين القاهرة وموسكو ضربة لواشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

 جولات وزيارات لم تنته بين القاهرة وموسكو، كان آخرها زيارة القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، يرافقه وفد من قادة القوات المسلحة، إلى روسيا مروراً بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر، وهي الزيارة التي سبقها زيارة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى روسيا، وذلك وسط تفاؤل واسع بالشارع المصري إزاء تلك الزيارات المتبادلة، التي تعمق العلاقة بين الطرفين.

ويعد التعاون العسكري من أبرز حلقات وثمار التقارب المصري الروسي، التي تدفع بارتياح بالأوساط الشعبية المصرية، وترفع من أسهم القيادة المصرية، لاسيما أن الثورة المصرية الأم في 25 يناير 2011، كان من بين مطالبها الخروج عن التبعية لواشنطن، وهو ما يتحقق بالتقارب مع الروس، خاصة في مجال التسليح.

وخلال المباحثات الأخيرة، التي تمت بين وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي، ونظيره الروسي سيرجي شويجو، والتي استمرت في العاصمة الروسية موسكو لأربعة أيام، تم توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون عسكري، إضافة لانعقاد اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتكنولوجي، لتثير نتائج المباحثات التساؤلات حول تداعيات هذا التعاون.

ومن بين ما تم تداوله بشأن طبيعة ما تم الاتفاق عليه من ملفات، هو تزويد موسكو لمصر بمنظومات صاروخية متطورة، في إطار صفقة تبلغ قيمتها مليار ونصف المليار دولار، إلى جانب ما تضمنته الاتفاقيات من تدريب الكوادر العسكرية المصرية على استخدام هذه المنظومات الجديدة، وهو الأمر الذي أثار برمته قلق عدد من الدول التي رأت في هذا التزويد الروسي العسكري لمصر إضراراً بتفوقها النوعي في هذا الصدد.

استكمال خطط

من جانبه، أكد المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة اللواء علاء عز الدين، أن الزيارة الأخيرة لوزير دفاع مصر تأتي في إطار استكمال ما بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقتما كان وزيراً للدفاع من خطة للتعاون المشترك بين مصر وروسيا على المستوى العسكري، موضحاً أن الزيارات المتبادلة بين الجانبين تؤكد على الرغبة في التعاون في ظل تأكد الطرفين من نوايا الهيمنة الأميركية على العالم، ما يعني أن ذلك التقارب ضربة لواشنطن.

وأضاف عز الدين لـ«البيان» أن التعاون العسكري المتمثل في تبادل الخبرات، والتدريبات العسكرية المشتركة، والتسليح، يؤكد أن هناك تعاوناً عسكرياً على أعلى مستوى يتم بين البلدين، وهو ما سيجعل مصر تخرج من عباءة السيطرة العسكرية الأميركية، التي طالما تحكمت الولايات المتحدة من خلالها بالإرادة السياسية المصرية.

وحول موقف إسرائيل من التقارب المصري الروسي وتأثيره على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، أوضح عز الدين أن التعاون العسكري المصري الروسي، لا يهدف بأي شكل من الأشكال الإضرار بآخرين، نظراً لأن هذا يخالف العقيدة العسكرية المصرية التي لا تهدف سوى لحماية أراضيها وحدودها فقط، مؤكداً أن شعور أي دولة بالخطر من هذا التعاون إنما يدل على نية هذه الدولة غير الطيبة تجاه مصر.

Email