خبراء يحددون سبل تقوية الحياة الحزبية بعد عقود من تهميش المعارضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 لاتزال الحياة الحزبية في مصر تحتاج إلى العديد من السنوات، حتى تستطيع أن تكون بتلك الصورة التي تساهم في بناء حياة سياسية قوية ومتوازنة، فتلك الأحزاب الهشة هي نتاج أكثر من ستة عقود من التهميش والمحاولات الحثيثة من القيادة السياسية في كل عهد لإقصاء الأحزاب، لكي تكون منفردة في حكمها للدولة دون تدخل من معارضة منظمة كالأحزاب.

ولم يختلف الوضع كثيراً بعد ثورة 25 يناير، حيث أصبحت الساحة السياسية المصرية مفتوحة على مصراعيها للتواجد الحزبي، وهو الأمر الذي أسفر عن وجود العشرات من الأحزاب التي لا تختلف عن بعضها البعض في البرامج، ولا حضور فعلياً لها على الساحة. وعلى الرغم من تلميحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المباشرة للأحزاب، بضرورة وجود اتفاق فكري فيما بينهم..

والسعي لتكوين اندماجات تقوي من موقفهم في الشارع السياسي، وهو ما سينعكس على الأداء تحت قبة البرلمان، إلا أن الدعوة لم تلق قبولاً لدى الأحزاب، نظراً لبحث كل منهم عن المصلحة الشخصية بعيداً عن المصلحة العُليا للوطن، الأمر الذي دفع البعض، وبينهم المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق، للمطالبة بإصدار قانون لإعادة تنظيم الحياة السياسية، كحل لتلك الحالة التي تعاني منها الأحزاب المصرية.

إلا أن هذا الطرح واجه اعتراضاً من المتحدث باسم حزب التجمع نبيل زكي، نافياً أن تكون الحياة الحزبية في مصر في حاجة لذلك، مشيراً إلى أن الضجيج المثار حول وصول عدد الأحزاب المصرية لحوالي 102 حزباً لا معنى له، لاسيما أن الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون كمصفاة لتلك الأحزاب، وستكتب شهادة وفاة للأحزاب التي لا حضور لها على الساحة.

آليات حزبية

وحدد زكي في تصريحات لـ«البيان» عدداً من الآليات التي لا بد للأحزاب اتباعها حتى تكون الحياة الحزبية في مصر قوية ومتوازنة، أولها أن تحاول الأحزاب السياسية أن تبني لنفسها قواعد جماهيرية، من خلال الوجود في النقابات والاتحادات، والشارع بوجه عام، إضافة إلى حرص كل حزب على أن يكون لديه برنامج يعكس طموحات ومطالب الشعب المصري..

مشيراً إلى أن سياسة الاندماج أحد أهم آليات تكوين حياة حزبية قوية، وذلك من خلال التخلي عن فكرة التواجد لمجرد التواجد للأحزاب الصغيرة، واندماجها مع الأحزاب الكبرى. فيما يرى مراقبون، أن المأزق الذي وقعت فيه الحياة الحزبية في مصر عقب ثورة يناير، ليست بسبب كم هذه الأحزاب، وإنما بسبب الكيف، فعلى الرغم من وجود أحزاب كثيرة إلا أن معظم هذه الأحزاب تم تأسيسها، كواجهة إعلامية لمؤسسيها ليس إلا، وهو ما يبرر عدم وجود برامج حزبية قوية على الساحة السياسية، وهو الأمر الذي يصب في النهاية في صالح تيار الإسلام السياسي، الذي يستمد قوته من ضعف الفصيل السياسي المدني.

Email