دبي احتضنت دون غيرها من مدن العالم أعماله التحضيرية الرئيسية

الإمارات منصة انطلاق مؤتمر مصر الاقتصادي

المشروعات التنموية الإماراتية في مصر دليل أخوة - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

رصد مراقبون أن التحضيرات الجدية لمؤتمر مصر الاقتصادي انطلقت من دولة الإمارات، والتي استضافت عدة مناسبات بارزة ومهمة قبيل انعقاده بأيام قليلة، ومثلت هذه المناسبات منصات رئيسية للترويج للمؤتمر في أوساط المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين..

وهو أمر لم تشهده أي مدينة أخرى حول العالم، بما يعكس توجه القيادة الرشيدة في الدولة، نحو الأخذ بزمام القيادة في إرساء أسس مُستدامة ومستقرة لشراكة اقتصادية استراتيجية بين الإمارات ومصر، يكون الاستثمار فيها أبرز عناوينها وليس المنح والمساعدات فحسب، بعدما اجتاز الاقتصاد المصري تحديات المرحلة الصعبة التي أعقبت ثورة 30 يونيو المباركة والتي غيرت كلياً مجمل الأوضاع في المنطقة.

ويبرز الاستثمار بوصفه القاعدة الصلبة التي سوف تنهض عليها الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين الإمارات ومصر، بعدما ساهمت المساعدات الإماراتية والخليجية في إنقاذ الاقتصاد المصري من عبء الضغوط التي واجهها في أعقاب ثورة 30 يونيو، وبعدما ساعدت هذه المساعدات والمنح في وضع الاقتصاد المصري على مسار التعافي، الأمر الذي أرسى دعائم مرحلة جديدة للشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين، ترتكز أساساً على تعزيز التدفقات الاستثمارية في ما بينهما، بما يحقق صالح وخير البلدين معاً.

استثمارات وليس منحاً

وفي هذا السياق، تحدث وزير الاستثمار المصري أشرف سلمان، خلال مشاركته في أعمال الدورة السنوية الحادية عشرة من المؤتمر الاستثماري الذي نظمته مجموعة «هيرمس» المالية مؤخراً في مدينة دبي، بشكل مباشر وصريح عن ما يحتاجه الاقتصاد المصري خلال المرحلة المُقبلة من دول الخليج، بما في ذلك الإمارات..

حيث قال بالحرف الواحد: «نحن لا نعتقد بأن الاقتصاد المصري بحاجة إلى نفس صور وأشكال المساعدات التي تلقاها خلال الفترة التالية على ثورة 30 يونيو، ولكننا نعتقد أن ما يحتاجه الاقتصاد المصري، هو أن يستمر الدعم الخليجي، ولكن بصور وأشكال أخرى، من بينها الاستثمار في أوراق الدين التي سوف تطرحها مصر لتمويل مشاريعها التنموية..

والاستثمار في مشروعات البنية التحتية، بمختلف مجالاتها، فقراءة مؤشرات الاقتصاد المصري خلال الربع الأول من العام الجاري، ومقارنتها بما كان عليه الوضع الاقتصادي في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، تُبين بشكل جلي، أن وضع الاقتصاد المصري قد تغير كلياً».

وأكد سلمان أن تواجد الأشقاء الإماراتيين والسعوديين والكويتيين في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي سيكون على أعلى المستويات، فضلا عن تواجد استثماري واسع من قبل المستثمرين من الدول الثلاث، مشيراً إلى أن الكثير من المشروعات المطروحة في المؤتمر سيتم التفاوض حولها مع مؤسسات استثمارية من كل من الإمارات والسعودية والكويت.

مشيرا إلى أن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي سيجسد مدى استراتيجية هذه الشراكة، حيث تشارك الإمارات بشكل محوري في عملية تنظيم المؤتمر من خلال تواجد معالي سلطان الجابر وزير دولة في اللجنة الرئيسية لتنظيم المؤتمر.

وهكذا، بدا جلياً للمراقبين أن تشجيع تدفق الاستثمارات بين البلدين سيكون أحد أبرز عناوين الشراكة الاقتصادية بين الإمارات ومصر، واسترعى انتباههم، أخذ الامارات ودبي زمام المبادرة في استضافة مناسبات بالغة الأهمية قبيل انعقاد مؤتمر مصر الاقتصادي، بأيام قليلة..

وهو أمر لم تشهده أي مدينة أخرى في العالم، وهو ما مثل مؤشراً على أن الأجندة الاقتصادية المصرية بمشروعاتها وبرامجها، صارت جزءاً أصيلاً من الأجندة الاقتصادية الإماراتية، على نحو يُجسد قوة التلاحم الاقتصادي بين البلدين لدرجة احتضان الإمارات الأعمال التحضيرية الأولى لمؤتمر مصر الاقتصادي، من دون الإعلان صراحة عن أن هذه المناسبات الاقتصادية والاستثمارية التي شاركت فيها مصر بحضور مكثف، تُعد بمثابة تمهيداً للأرضية لعقد المؤتمر الرئيسي لدعم مصر في مدينة شرم الشيخ.

مؤتمر «هيرمس»

وشكلت أعمال الدورة السنوية الحادية عشرة من المؤتمر الاستثماري الذي نظمته مجموعة هيرمس المالية بدبي في مطلع شهر مارس الجاري، بمثابة الحدث الأكثر بروزاً على صعيد التحضير لمؤتمر مصر الاقتصادي.

وأقر كريم عوض الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية «هيرمس»، في تصريح خاص لـ«البيان» بعلاقة الارتباط الوثيقة بين الدورة السنوية الحادية عشرة من المؤتمر الاستثماري الذي نظمته المجموعة، ومؤتمر مصر الاقتصادي، مؤكداً أن المؤتمر الاستثماري الذي نظمته مجموعة «هيرمس»، يعد خطوة أولى للتواصل مع المستثمرين قبيل انعقاد المؤتمر الاقتصادي المصري الذي يدشن مرحلة جديدة لانطلاق الاقتصاد المصري وتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بعدما مر بالكثير من المصاعب والتحديات خلال الفترة الممتدة من عام 2011 إلى 2013.

واستبعد كريم في معرض رده على سؤال بشأن تأثير انخفاض أسعار النفط على شهية المستثمرين الإماراتيين والخليجيين للاستثمار في المشروعات المُقرر طرحها في مؤتمر مصر الاقتصادي أن يؤثر انخفاض أسعار النفط على شهية الإماراتيين والخليجيين للاستثمار في المشروعات التي سيجري طرحها في مؤتمر مصر الاقتصادي.

وقال كريم إن مجموعة «هيرمس» المالية تتولى مسؤولية الترويج لبعض المشروعات التي سوف يجري طرحها خلال انعقاد المؤتمر الاقتصادي المصري. ولكنه رفض الكشف عن اسماء هذه المشاريع، مكتفياً بالقول بأنها تندرج ضمن قطاعات عديدة منها التجارة والطاقة والعقارات.

وأجاب كريم في معرض رده على سؤال بشأن نوعية استجابة المستثمرين الإماراتيين تجاه المشاركة في المشروعات التي تقوم المجموعة بالترويج لها، قائلاً إن «المستثمرين الإماراتيين أبدوا تحمساً ورغبة قوية للمشاركة في هذه المشروعات، حيث تعتبر الشركات الإماراتية الأكثر تطورا في منطقة الشرق الأوسط كلها سواء من حيث الإدارة أو من حيث استراتيجياتها في التوسع الخارجي والداخلي».

أسعار النفط

وفي الإطار ذاته، قيم رئيس قسم البحوث في «هيرمس» وائل زيادة ان هبوط اسعار النفط لن يؤثر على شهية المستثمرين الإماراتيين والخليجيين للاستثمار في المشروعات المقرر عرضها في مؤتمر مصر الاقتصادي..

وعلل ذلك بأن استقرار أسعار النفط على مدار خمس سنوات متتالية قد ساعد الدول الخليجية المنتجة للنفط ليس فقط في تركيم احتياطيات مالية ضخمة وإنما كذلك في تعزيز حجم اصولها حيث تفيد التقديرات ان قيمة اصول الصناديق السيادية تتجاوز الثلاثة تريليونات دولار، كما أن الشركات المدرجة في اسواق الأسهم الخليجية تمتلك حجماً ضخماً من السيولة، وقدرة كبيرة على توليد الإيرادات.

إدراج «أوراسكوم» في «ناسداك دبي» رسالة إلى العالم

شكل بدء التداول على أسهم «أوراسكوم» للإنشاء في بورصة «ناسداك دبي» في 9 مارس الجاري، وقبيل انعقاد مؤتمر مصر الاقتصادي، بأيام قليلة، الحدث الثاني البارز الذي احتضنته إمارة دبي لإطلاق رسالة إلى مختلف الأسواق في العالم، بأن الشراكة المصرية الإماراتية تسير بخطى ثابتة نحو الأمام..

حيث أرسى الإدراج المزدوج لأسهم الشركة في بورصتي «ناسداك دبي» و«المصرية»، نموذجاً فريداً للتعاون بين سوقي المال في الدولتين، بما يجعله قابلاً لأن يحتذى به من جانب الشركات الأخرى في المنطقة، على نحو يبين بجلاء السبل الجديدة التي تنتهجها الدولتان في خلق الأرضية المواتية لانطلاق المشروعات الاستثمارية في ما بينهما.

وفي هذا الإطار، كشف الرئيس التنفيذي لشركة «أوراسكوم للإنشاء» أسامة بشاي في تصريح خاص لـ«البيان» أنه تم تعديل موعد إدراج أسهم شركة «أوراسكوم» بما يجعل توقيت هذا الإدراج مثالياً لمؤتمر مصر الاقتصادي الذي تعدل موعده أكثر من مرة.

وأكد بشاي أن «أوراسكوم للإنشاء» تولي عناية واهتماما كبيرين بالمشروعات التي تعتزم الحكومة المصرية طرحها خلال انعقاد مؤتمر مصر الاقتصادية في مارس الجاري، نظراً لما تتيحه من فرص واعدة لها ومجموعات الأعمال الأخرى، لكي تشارك في هذه المشروعات ليس بوصفها مقاولاً فحسب وإنما كذلك باعتبارها مٌستثمراً، معرباً عن ثقته بأن الحكومة المصرية تعمل جاهدة على إعطاء قوة الدفع لتنفيذ العديد من المشروعات الوثيقة الصلة بالبنية التحتية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الاقتصاد المصري من جهة، ويدعم سوق المال المصري من جهة أخرى.

وقال بشاي إن «أوراسكوم للإنشاء» سوف تُشارك في قمة شرم الشيخ بهدف القيام بكل ما هو من شأنه أن يقوي سمعة الاقتصاد المصري، وليس مجرد الترويج عن أعمال الشركة، معتبراً القمة تشكل احدى الركائز الرئيسية التي سوف ينهض عليها الاقتصادي المصري في انطلاقه على مسار النمو على المدى القصير، مشيراً إلى أن الشركة تتطلع إلى الحصول على حصة من هذه المشروعات.

وهكذا، احتضنت أرض الإمارات أعمال التحضير الرئيسية لمؤتمر مصر الاقتصادي بما يؤكد أن المستقبل يحمل الكثير من الآفاق الواعدة والمبشرة على صعيد تأسيس شراكة اقتصادية ترتكز على أرضية قوية، وهي الاستثمارات المستدامة التي سوف تُحصن العلاقات بينهما ضد أي مخاطر مستقبلية.

Email