تقارير البيان

جدل بشأن تعاطي الجيش الجزائري مع احتجاجات الجنوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 لا أحد في الجزائر يشك في قدرة الجيش على إخماد الاحتجاجات المتواصلة في عين صالح (أقصى جنوب الجزائر)، وفيما يركّز الناشط السياسي عبد الكريم عبادة على كون ثقل ومصداقية القوات المسلحة يضعها في أفضل رواق لحل أزمة الغاز الصخري وأي أزمات أخرى في ولايات الجنوب، في المقابل، ذهب المحلل السياسي فيصل ميطاوي إلى أنّ الأمر ليس بـ«الإيجابي» لمؤسسة «لا يجوز لها الخوض في مسائل السياسة».

وفي تصريحات لـ«البيان» ركّز القيادي البارز في جبهة التحرير (الحزب الحاكم)، عبد الكريم عبادة على أنّ حل أزمة «عين صالح يكمن في إيجاد صيغ تقنع السكان وطمأنتهم»، مضيفا: «لا بدّ من ربح الوقت لأنّ الدولة مصممة على المضي في مشروع استخراج الغازات غير التقليدية».

ولاحظ عبادة أنّ «هناك عدة أطراف داخلية سعت لتوظيف أزمة عين صالح وتغذية التوتر هناك»، لذا «تدخل الجيش حتى لا يكون هناك انسداد أو أي تجاوزات وقطعا للطريق على الانزلاقات»، على حد تعبيره.

ثقل ومصداقية

وعما إذا كانت السلطات ستواظب على الاستنجاد بالجيش لحل أي أزمات قد تظهر مستقبلا، قال عبادة: «الجيش له ثقل ومصداقية، ويشكّل صمام أمان، لذا فإنّ تمتعه بهذا الوزن، والاحترام الذي يحظى به من لدن الشعب، سيسهمان في حل الأزمة، خصوصا مع صدق القوات المسلحة في التعامل، وحرصها الشديد على تحصين البلاد ضدّ أيادي التشويش والمجموعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل».

بالمقابل، يرى المحلل السياسي فيصل ميطاوي أنّ تدخل الجيش في عين صالح يشكّل تهديدا مبطّنا لسكان الجنوب، مثلما يعني تدخلا في الشؤون السياسية من طرف الجيش، مع أنّ ذلك محظور على الجيش من الناحيتين السياسية والتشريعية»، على حد قوله.

وربط ميطاوي ما يحدث بتصريح رئيس الوزراء عبد المالك سلال الذي ردّ منذ فترة، ما تشهده عين صالح إلى «خطة أجنبية ومؤامرة خارجية»، وهو ما مهّد بطريقة أو بأخرى إلى تدخل الجيش في المنطقة الجنوبية النائية تحت عنوان كبير «حماية أمن البلاد»، وهو ما يقود إلى الجزم بأنّ أي حراك مستقبلي سيؤدي إلى تدخل الجيش وفق المسوّغ ذاته.

ولفت ميطاوي إلى أنّ «سيناريو عين صالح أبرز حضور الجيش كقوة فاعلة وهادئة تنتصر على لغة الحوار والتهدئة، فيما جرى تحجيم الأجهزة الأمنية الأخرى، وإظهارها كمؤسسات تورّط أفرادها في حرق خيم المعتصمين وارتكاب بعض التجاوزات، كالإفراط في إطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام الرصاص المطاطي».

حراك سلمي

وذهب ميطاوي إلى اعتبار تعاطي السلطات مع الوضع في عين صالح بـ«الخطير جدا»، مع حراك احتجاجي سلمي قام على دعامتي «الحفاظ على البيئة» و«ممارسة المواطنة»، ويوحي بما سيقع مستقبلا، حيث يتوقع محدثنا أن «يتدخل الجيش في كل صغيرة وكبيرة بحجة حماية الأمن العام، وحتى نائب وزير الدفاع الجزائري الفريق قايد صالح «ربط الفوضى واللااستقرار بتظاهرة المعارضة قبل نحو أسبوعين».

وأشار إلى أنّ «سكان عين صالح على إدراك برهانات منطقة الساحل وما يحدث في لبيبا وشمال مالي وإفريقيا بشكل عام، لذا قدموا درساً جميلا في المواطنة، فهم لم يقترفوا أي أعمال عنف»، كما «مارسوا احتجاجات راقية بشعارات واضحة أرفقوها برفع الأعلام الوطنية وأداء النشيد الوطني».

2013

في يناير 2013 عندما كان العالم كله موجهاً نحو الجزائر لمتابعة عملية الهجوم على الموقع الغازي بتقنتورين، الذي أسفر عن 40 قتيلا أجنبيا، صادق البرلمان الجزائري على قانون جديد يسمح باستخراج الغاز الصخري، من دون ان يثير ذلك جدلا كبيرا.

Email