القناصة والقنابل تؤخر التقدم و«داعش» يُفجّر جسراً استراتيجياً

القوات العراقية تتريّث في إكمال تحرير تكريت

مقاتلون عراقيون قرب نقطة استهدفها الإرهابيون بسيارة مفخخة في تكريت - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تريثت القوات العراقية في إكمال المرحلة الأخيرة من اقتحامها لمدينة تكريت أمس تفادياً لوقوع خسائر كبيرة محتملة في صفوفها عبر القنص والعبوات الناسفة، حيث تطوّق القوات العراقية المدينة فيما يتحصن مسلحو «داعش» في ثلاثة أحياء وسطها بما فيها مجمع القصور الرئاسية، كما نسف التنظيم جسراً استراتيجياً طوله 500 متر على نهر دجلة يربط بين كركوك وصلاح الدين، فيما قتل 22 جندياً عراقياً في الأنبار بنيران صديقة في قصف طائرة قيل إنها تابعة للتحالف الدولي.

وتبادلت قوات الأمن العراقية ووحدات الحشد الشعبي إطلاق النار بصورة متقطعة مع مقاتلي «داعش» في تكريت مسقط رأس صدام حسين بعد يوم واحد من دخول المدينة في أكبر هجوم تشنه حتى الآن على التنظيم المتشدد. وروى مصدر في القيادة العسكرية المحلية تردد أصداء النيران المتقطعة في الصباح إذ يقاتل الجيش ووحدات الحشد للتقدم من الجهات الجنوبية والشمالية والشمالية الغربية في المناطق التي استولت عليها من المدينة.

وقال مصدر عسكري إن التنظيم مازال يسيطر على المجمع الرئاسي وثلاثة أحياء أخرى على الأقل في وسط تكريت ويعطل تقدم الجيش من خلال القناصة وتفجيرات القنابل. وشاهد مصور من «رويترز» انفجار سيارة ملغومة على المداخل الجنوبية للمدينة ويقول مسؤولون أمنيون إن مقاتلي التنظيم قاموا بتلغيم المباني التي انسحبوا منها.

المرحلة الثانية

وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في زيارة ميدانية له الى محافظة صلاح الدين ان القوات «شرعت في الصفحة الثانية» من الخطة.

اضاف: «الوقت حقيقة ليس مهما امام الخسائر التي قد تتكبدها القوات. نحن حريصون جدا على ان تكون خسائرنا اقل ما يمكن، والوقت بيدنا. نحن اصحاب المبادرة». واكد العبيدي مشاركة ابناء عشائر سنية من تكريت في المعارك. وقال: «ما لفت انتباهي وكان علامة ايجابية مفرحة، التقيت بعدد من المقاتلين، كان عددهم يتجاوز 250 هم جميعا من ابناء مدينة تكريت وكانوا ملتحمين مع اخوانهم من الحشد الشعبي من ابناء المحافظات الاخرى العراقية». واضاف الوزير، وهو سني من الموصل: «هذه حالة مفرحة وترسل رسائل ايجابية جدا الى الشعب العراقي وترفع من معنويات القوات الامنية».

ويستخدم التنظيم تكتيك العمليات الانتحارية والعبوات الناسفة وعمليات القنص، لمواجهة القوات التي تتقدم لاستعادة تكريت.

وقال اللواء الركن في الشرطة بهاء العزاوي: «لا نريد ان نتسرع لأننا نريد تفادي وقوع خسائر» وذلك خلال جولة في قرية البو عجيل، والتي يمكن منها رؤية تكريت في الجانب الآخر من النهر. واضاف: «تكريت مطوقة من كل الجهات».

نسف جسر

في الأثناء، ذكرت مصادر من الشرطة العراقية أن تنظيم داعش قام بنسف جسر الفتحة الاستراتيجي على نهر دجلة الرابط بين محافظتي كركوك وصلاح الدين. وذكرت المصادر إن «تنظيم داعش قام أمس بنسف جسر الفتحة الاستراتيجي على نهر دجلة الرابط بين محافظتي كركوك وصلاح الدين وتمر عبره منظومة أنابيب لنقل النفط الخام من حقول كركوك إلى مصفاة التكرير في بيجي وخط أنابيب تصدير النفط العراقي الرئيسي إلى ميناء جيهان التركي». وأضافت أن الانفجار أسفر عن سقوط مقاطع من الجسر الذي يبلغ طوله 500 متر.

نيران صديقة

في الأنبار، قال ضابط بالجيش العراقي ومصدر في الشرطة إن جنودا في وحدة تابعة للجيش العراقي في محافظة الأنبار بغرب البلاد قتلوا بنيران صديقة.

وذكر المصدر في الجيش أن 22 جنديا قتلوا عندما قصفت طائرة قال إنها تابعة لتحالف تقوده الولايات المتحدة مقر شركة تابعة للجيش على مشارف مدينة الرمادي عاصمة الأنبار.

وكان ناطق عسكري باسم التحالف قال إن التحالف شن غارة جوية في المنطقة لكنه ذكر أنها أصابت موقعاً يسيطر عليه مقاتلو تنظيم داعش.

 

واشنطن تلوّح بقطع المساعدات رداً على تقارير الانتهاكات

حذّر عضو بارز بمجلس الشيوخ الأميركي من أن الأنباء التي أفادت بارتكاب جنود عراقيين فظائع قد تؤدي إلى وقف بعض المعونة الأميركية بموجب قانون يمنع تقديم مساعدات للمسؤولين عن انتهاكات لحقوق الإنسان، في وقت أوضح الديمقراطيون بمجلس الشيوخ أنهم يعارضون تفويضاً مفتوحاً للحرب ضد تنظيم داعش.

وذكرت شبكة «ايه.بي.سي نيوز» نقلاً عن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن بعض الوحدات التي دربتها الولايات المتحدة تخضع للتحقيق لارتكابها فظائع كتلك التي ارتكبها تنظيم داعش.

وذكرت الشبكة ان التحقيق الذي تجريه الحكومة العراقية بدأ بعد مواجهة المسؤولين بمزاعم عن ارتكاب جرائم حرب. وتستند المزاعم في جزء منها إلى صور وتسجيلات مصورة يظهر فيها جنود في زيهم الرسمي وهم يرتكبون مذابح ضد مدنيين ويعذبون ويقتلون سجناء ويعرضون رؤوساً مقطوعة.

وقال السناتور باتريك ليهي واضع القانون إن قوات الأمن الأجنبية لا تستحق الحصول على مساعدات أميركية اذا كانت هناك أدلة تتسم بالمصداقية في انها ارتكبت جرائم مثل التعذيب والاغتصاب أو اعدام سجناء في حالة عدم معاقبتهم على نحو مناسب.

تفويض الحرب

إلى ذلك، أوضح الديمقراطيون بمجلس الشيوخ أن لديهم مخاوف جدية بشأن تفويض الحرب الذي طلبه الرئيس باراك اوباما لحملته ضد «داعش». وقال السناتور روبرت منينديز وهو أرفع عضو ديمقراطي بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن أعضاء حزبه يرغبون في وضع قيود صارمة على استخدام القوات البرية والحدود الجغرافية.

وأضاف: «الديمقراطيون غير مستعدين لمنح هذا الرئيس أو أي رئيس آخر تفويضاً مفتوحاً للحرب أو شيكاً على بياض».

وثمة قلق أيضاً بين الجمهوريين الذين غالباً ما ينتقدون السياسة الخارجية لأوباما باعتبارها اضعف مما ينبغي ويريدون أن يضع التفويض لاستخدام القوة العسكرية قيوداً أقل على القادة العسكريين الذين يحاربون «داعش».

13

ذكر الجيش الأميركي ان الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف نفذوا 13 ضربة جوية على مقاتلي «داعش» في العراق. وأضاف بيان صادر عن قوة المهام المشتركة إن خمسة من الضربات أصابت مركبات وحفارات قرب تكريت وثلاث ضربات جوية أصابت وحدات تكتيكية ومركبة قرب الفلوجة. واشنطن - رويترز

Email