مخاوف من ارتدادات طائفية في تكريت

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت أشرطة مصورة بشكل واضح وجود نزعة طائفية متطرفة وانتقامية في معارك محافظة صلاح الدين التي تدور حالياً، ولاسيما معركة تكريت، التي تعد السادسة بعد خمس محاولات سابقة لاقتحام المدينة منيت بالفشل.

وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها بعض الساسة لكبح جماح الميليشيات المتطرفة، تتكرر حالات القتل الجماعية وحرق المنازل والمزارع، كما حصل في ناحية العلم وقرية البو عجيل وقبلها في ناحيتي بروانة وجرف الصخر.

انفلات جهات

ويرى المراقبون السياسيون والعسكريون ان المعركة التي حشدت لها الحكومة ومن يدعمها وهم اكثر من 30 ألف مقاتل، لا يمكن خلالها السيطرة على الانفلات من قبل جهات متعددة، ولاسيما الموالية لإيران، التي لا تعكس «ثارات» الحرب العراقية – الإيرانية فحسب، بل تذهب الى أبعد من ذلك بكثير، اضافة الى كون تكريت «مدينة صدام حسين» وهو ما يدفع «الانتقاميين» الى شمول كل من ينتمي الى المدينة بالنزعة إياها.

ويشير المراقبون الى ان الحرب الدائرة رحاها اليوم في محافظة صلاح الدين تثير مخاوف التمدد الإيراني في العراق، ولاسيما في ظل الدور المتضخّم لإيران، إضافة الى الخشية من انحراف مسار الحرب ذاتها وانعكاسات ذلك على مستقبل العراق وتوازناته الداخلية وعلاقاته الإقليمية والدولية.

انحراف ودور

وتفيد تقارير اعلامية بأن تصريحات مسؤول إيراني كبير بشأن تحوّل بلاده إلى «امبراطورية عاصمتها بغداد» اذكت القلق بشأن الدور الإيراني في العراق، خصوصاً أن هذه التصريحات جاءت متزامنة مع الوجود العسكري الإيراني العلني في جبهة تكريت.

ويلتقي قلق العراقيين من انحراف الحرب على تنظيم داعش عن مسارها، وتوجهّها وجهة طائفية خالصة واقترابها من منزلق الانتقام وتصفية الحسابات، مع قلق إقليمي ودولي من محاولة إيران تجيير الحرب لمصلحتها ولتوطيد نفوذها في العراق.

وزادت الدعاية الإعلامية الهادفة إلى تضخيم الدور الإيراني في المعركة من تسميم الأجواء المحيطة بها ومن رفع أصوات الاحتجاج في صفوف العراقيين بشأن الدور السلبي لطهران في تعميق هوّة الطائفية في بلادهم.

نفوذ وصوت

وبحسب الأكاديمي والباحث فارس الخطاب فإن «المعركة في تكريت غير واضحة المعالم، وهي تشكل مفصلاً كبيراً في سياق التمدد الإيراني في المنطقة». ويرى أن «تحقيق أي نصر، يشكل لإيران منطقة نفوذ جديدة، إضافة إلى فرصة لمغازلة الغرب من خلال عرض خدماتها في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي».

ويشير الى أن «الولايات المتحدة منحت فرصة ذهبية لطهران للتدخل في العراق، مثلما منح تنظيم داعش الفرصة نفسها لإزاحة المحافظات التي تشهد عمليات عسكرية لصالح المخطط المعد لتغيير طبيعتها السكانية».

 ويرى المتخصص في المركز العربي للأبحاث عبد الوهاب القصاب أن «هناك تصميماً وعزماً كبيرين من الجانب الإيراني لأن تتولى طهران الهيمنة على معركة تكريت قيادة وتخطيطاً وتوجيهات، فيما تشرئب أعناقها نحو الهدف التالي، وهو الموصل»، لافتاً الى أن «إيران تلعب أوراقها في المنطقة بشكل ماهر، وتريد أن تثبت عبر معركة تكريت أنها الصوت الأعلى في العراق وعلى الآخرين أن يتبعوها».

مطرقة وسندان

نقلت شبكة «الاخبارية» عن الأكاديمي والباحث عبد الحميد العاني قوله إن «المعارك الدائرة في تكريت اليوم، تعتمد أسلوب الأرض المحروقة، وهو ما يجعل الأهالي بين مطرقة المدافع والطائرات وسندان داعش، ناهيك عن القلق السائد محلياً ودولياً من ارتكاب جرائم طائفية، كما حصل في مناطق أخرى تحررت من سيطرة التنظيم الإرهابي».

Email