حزب صالح يربط موافقته على نقل الحوار بموافقة «الجماعة»

الحوثيون يوقعون شراكة اقتصادية شاملة مع إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقع الحوثيون عدداً من «الاتفاقيات الاقتصادية الشاملة» مع إيران في طهران، في وقت ربط حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه علي عبدالله صالح نقل الحوار إلى الرياض بموافقة الحوثيين، بينما اجتمع الرئيس عبدربه منصور هادي مجدداً مع السفير الأميركي لدى اليمن إضافة إلى وزير الدفاع وعدد من قيادات الحراك الجنوبي، في لقاءات متفرقة.

وقال الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام إن الجماعة وقعت مع الحكومة الإيرانية عدداً من الاتفاقيات في العاصمة الإيرانية طهران.

وأوضح عبد السلام أن جماعته «وقعت على إطار تفاهم للشراكة الاقتصادية الشاملة بين الجمهورية اليمنية والجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأضاف إن التفاهم «شمل الاحتياجات الأساسية في مجال الكهرباء والنفط والتبادل التجاري والاقتصادي وتعزيز التعاون الثنائي والاستفادة من الخبرات والإمكانات الإيرانية في مختلف المجالات».

في سياق آخر، رفض حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح دعوة نقل جلسات الحوار اليمني إلى الرياض وربط ذلك بموافقة الحوثيين.

وقال عبده الجندي الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه الرئيس السابق لفضائية محلية، إن المؤتمر لن يوافق على نقل الحوار الى الرياض إلا إذا وافقت جماعة الحوثي على الذهاب إلى هناك.

وأضاف إن موقف المؤتمر وحلفاءه من نقل جلسات الحوار إلى مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي مرتبط بموقف الحوثيين الذين رفضوا نقل الحوار إلى الرياض. وبرر ذلك بالقول: «لن نذهب إلى الرياض إذا لم يذهب أنصار الله، لأن الحوار بدون وجود أنصار الله لن يكون له أي جدوى».

واتهم الجندي الرئيس عبدربه منصور هادي الذي اقترح نقل الحوار الى الرياض بأنه حاول أن يضع القوى السياسية التي ترفض الذهاب الى الرياض في إحراج، معتبراً أن المقترح محاولة لتخريب الحوار الدائر في صنعاء، والذي قال إنه كاد أن يصل الى النهاية ويخرج بنتائج ملموسة تحفظ استقرار اليمن ووحدته.

وأكد الناطق باسم حزب المؤتمر إن حزبه لا يعترف بشرعية الرئيس هادي، وقلل من شأن التهديدات للجنوب والتي أطلقها صالح، قائلاً إن «الرئيس السابق انفعل وذكر هادي والقيادات الجنوبية بمصير القيادات التي فرت في العام 1994». مضيفاً أنه «لا يهدد وإنما يعظ من يفكرون بالانفصال».

هادي والسفير الأميركي

إلى ذلك، كثف هادي نشاطه السياسي والدبلوماسي في عدن. والتقى هادي في عدن أمس السفير الأميركي باليمن ماثيو تولر. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها.

وثمن هادي موقف ودور الولايات المتحدة في دعم اليمن وشرعيته الدستورية، متطلعا إلى مواصلة دورها البناء مع الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الآمن الدولي ذات الصلة. وأكد السفير الأميركي أن بلاده تدعم شرعية هادي ومخرجات الحوار اليمني.

لقاء وزير الدفاع

كما عقد هادي أمس، اجتماعا مع وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي في أول لقاء من نوعه يجمعهما في عدن بعد نجاح الصبيحي في الإفلات من قبضة المسلحين الحوثيين الذين كانوا يفرضون عليه الإقامة الجبرية في منزله بصنعاء منذ تقديم هادي استقالته من منصبه في 21 يناير الماضي.

وأكد هادي «أهمية استتباب الأمن والاستقرار في البلاد باعتباره مطلبا ملحا لبناء اليمن بعيدا عن لغة التحريض والصراع الذي لا يخلق إلا مزيدا من المآسي والمعاناة».

كما التقى الرئيس اليمني بعدد من قيادات الفصائل ومكونات الحراك الجنوبي التي تطالب باستقلال الجنوب عن الشمال في أول لقاء من نوعه يجمع الطرفين منذ سنوات.

وقالت مصادر حضرت اللقاء لـ«رويترز» إن اللقاء كان إيجابيا وان الرئيس هادي «طالب مكونات الحراك بتوحيد الصفوف وتجاوز خلافات الماضي في ظل وضع صعب يتطلب تكاتف جميع الفصائل والمكونات الجنوبية».

وأكد هادي أن «القضية الجنوبية انتقلت من الساحة الوطنية إلى الساحة الإقليمية والدولية وذلك بفضل الاهتمام الكبير الذي حظيت به هذه القضية خلال جلسات مؤتمر الحوار الوطني».

وشدد على أن «اليمن يمر بوضع صعب يستدعي من الجميع التكاتف والعمل وتغليب المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح الضيقة ولدينا هدف كبير وسامٍ وهو بناء دولة يمنية اتحادية قائمة على المساواة والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للسلطة والثروة».

وأكدت قيادات الحراك الجنوبي دعمها للشرعية الدستورية للرئيس هادي بصفته منتخبا من قبل الشعب. وأدانت ما تعرض له من حصار بصنعاء ورفضهم للانقلاب الحوثي على الشرعية، وطالبوا بالإفراج عن رئيس الوزراء خالد بحاح وبقية الوزراء المحاصرين في صنعاء.

كما التقى هادي بوفد يتكون من شخصيات ومسؤولين من محافظة تعز، وأفاد مصدر رئاسي أن الشخصيات التي التقى معها الرئيس هادي من أبناء محافظة تعز من برلمانيين ومسؤولين محليين، أكدوا له موقفهم الثابت مع الشرعية ودعمهم المستمر لها.

تأجيل جلسة الحكومة

أكد مسؤول يمني تأجيل جلسة الحكومة والتي كان من المفترض أن تتم أمس، للأسبوع المقبل، لاستكمال بعض الترتيبات وعودة عدد من الوزراء من خارج البلاد، مبيناً بأن الجميع موافق على المشاركة.

وأوضح المصدر، وفقاً لصحيفة «عكاظ» السعودية، أن جميع الوزراء وافقوا على تلبية دعوة الرئيس عبدربه منصور هادي، لكن وجود بعضهم خارج البلاد حال دون استكمال النصاب لعقد جلسة للحكومة، مبينة بأن الترتيبات مستمرة مع جميع الأطراف السياسية.

Email