تناقضات نتانياهو تكشف حقيقته

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أسير تصريحاته المتناقضة في حملته الانتخابية، محاولاً الجمع بين رغبة جمهورين متناقضين: الإسرائيلي الذي يجنح نحو مزيد من العنف والتطرف والمغالاة لجهة التنكر للفلسطينيين وحقوقهم لحساب إقامة الدولة اليهودية الكبرى على الأراضي الفلسطينية، والجمهور الدولي الذي سئم التعنت الإسرائيلي، متجهاً نحو ضرورة فرض الحل والعودة إلى التسوية والمفاوضات.

تناقض

ولم يوفق نتانياهو هذه المرة في لعبة السياسة في هذه المساحة الضيقة من التناقض، لا سيما أن خصومه يقفون له بالمرصاد ويتربصون به، ليس وقوفاً عند حقوق الفلسطينيين، ولكن من أجل كنز أصوات الشارع الإسرائيلي الانتخابية التي زج الانتهاك للحقوق الفلسطينية فيها، لتكون وقودها ومصدر اشتعالها.

 وتلقى نتانياهو في المرحلة الأخيرة ما قبل موعد الانتخابات، العديد من الصفعات القوية، وأوقعه كبير منافسيه إسحق هرتزوج الذي ينتمي إلى الاتحاد الصهيوني الذي يمثل يسار الوسط وينافسه نتانياهو بالتساوي في نسبة الأصوات، بحسب الاستطلاعات، أوقعه في فخ بنشره ما أطلقت عليه صحيفة «يديعوت أحرنوت» وثيقة تنازلات، تفاوض نتانياهو خلالها على انسحاب واسع من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967.

وشملت أيضاً تبادل أراضٍ والموافقة على تقسيم القدس، وهذه الوثيقة التي تعتبر سلاحاً ذا حدين تخدم نتانياهو في الأوساط الدولية المؤيدة لحلول من شأنها أن تحقق السلام، إلا أنها تدينه في الأوساط الإسرائيلية وتهدد مستقبله السياسي.

لا انسحاب

وبما أن نتانياهو في هذه المرحلة الحساسة أكثر حرصاً على أصوات الناخبين، فسارع إلى التصريح بعكس ذلك، مغالياً في تصريحه، ومتراجعاً عن حل الدولتين، بقوله أمام حشد من مؤيديه إن ما ورد في خطابه في جامعة بار إيلان قبل ثلاث سنوات لم يعد قائماً، وإنه لا انسحابات بعد اليوم من الضفة الغربية، لكنه عاد ونفى رفضه حل الدولتين، ما عكس تناقضاً وتخبطاً كبيراً واضحاً، لا سيما أن تبريره الأخير لم يكن على قدر الأزمة التي خلقت له، وانجرّ بجهله في ركابها.

تصريح

اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن التصريح المنسوب إلى نتانياهو يعكس ماهيته ويكشف سياسته الحقيقية.

وقال: «نحن لا نأخذ تصريحات نتانياهو على أنها حملة انتخابية، هذا التصريح يعكس تماماً ماهية نياته منذ عام 1993، عندما وُقِّع اتفاق أوسلو، عندها أطلق نتانياهو وعداً بأنه سيدفن الاتفاق، وعندما أصبح رئيس الوزراء عام 1996 استطاع أن يدمر عملية السلام، وأن يقود إلى حمّام دم»، مضيفاً: «هذا التصريح يكشف حقيقة نتانياهو.. لم يكن في يوم من الأيام يؤمن بخيار الدولتين».

Email