تقارير البيان

تصريحات ومواقف متضاربة تنال من «النور» السلفي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالة من تناقض التصريحات تضرب حزب النور، وهو حزب سياسي مصري ذو مرجعية إسلامية سلفية تأسس عقب ثورة 25 يناير، لتكون استكمالاً لذلك التاريخ من التضارب سواءً في التصريحات أو المواقف، والتي اعتاد الحزب عليها منذ نشأته التي لم يمر عليها أربع سنوات في العمل السياسي.

والوقائع على هذه السياسة المتضاربة كثيرة، فعلى الرغم من التأكيدات المسبقة لأحد قيادات الحزب بوجود خطة ممنهجة من التهديدات التي تطول أعضاء وقيادات حزب النور، وأن هناك بلاغات سلكت طريقها القضائي في ما يخص التهديدات التي يتعرض لها أعضاء وقيادات الحزب، بالإضافة لتلك التصريحات الإعلامية الأخيرة للناطق باسم حزب النور نادر بكار، عن تلقي حزبه العديد من التهديدات من قبل تنظيم داعش من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن كل هذه الأمور نفاها عضو المجلس الرئاسي بالحزب د. شعبان عبد العليم، مؤكداً لـ«البيان» عدم وجود أي تهديدات موجهة لحزب النور، سواء من قبل تنظيم داعش أو غيره من التنظيمات داخل مصر.

تضارب

ولم تكن هذه الواقعة هي الوحيدة التي تؤكد تبني حزب النور لهذه السياسة المتضاربة في تأكيد الأمر ونفيه في الوقت ذاته، حيث لم تسلم فترة التنسيق على التحالفات الانتخابية لخوض منافسة البرلمان المقبل من هذه السياسة. ففي الوقت الذي أعلن فيه فلول الحزب الوطني عن خطب حزب النور لودهم من أجل التنسيق فيما بينهم لخوض الانتخابات البرلمانية، خرجت سريعاً تصريحات من قيادات النور تفيد بعدم حدوث شيء من هذا القبيل.

وحول هذا التضارب، أكد نائب حزب النور مصطفى خليفة، لـ«البيان»، أنه بالفعل هناك تهديدات قد تلقاها عدد من أعضاء الحزب، وهناك بيان من المكتب الإعلامي للحزب يثبت وجود مثل هذه التهديدات، موضحاً أن تصريحات د. شعبان عبدالعليم، النافية لهذه التهديدات، قد تكون بسبب عدم اطلاعه على البيان، على حد تعبير نائب الحزب.

وقائع سابقة

وكانت للنور واقعة مشابهة، كان طرفها الآخر هو ائتلاف الجبهة المصرية، حيث أعلن النور عن قرب وصوله لاتفاق مع ائتلاف الجبهة لخوض الانتخابات، وهو الأمر الذي نفته الجبهة نفياً قاطعاً، ليخرج النور عقب ذلك بتصريحات أخرى مغايرة لتلك التي صرح بها من قبل، لينفي وجود اتصالات مع الجبهة من الأساس حول تنسيق الانتخابات.

ويرى مراقبون أن حزب النور ليس متضارباً في التصريحات فقط، وإنما هناك تضارب وجدل حول مواقف الحزب التي تتأرجح في أكثر من اتجاه، فالحزب خلال سنوات وجوده القليلة على الساحة السياسية، لم تكن له أيديولوجية محددة، لدرجة جعلت البعض يصفه بالانتهازية السياسية، وأنه حزب بلا أيديولوجية محددة، وإنما تحركه السياسة السائدة في الدولة والتي يتلون على لونها، حتى يضمن له مكاناً في المشهد ليس أكثر.

خريطة سياسية

برر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. محمد كمال التناقض والتضارب الذي طالما يعصف بحزب النور، بكونه حزباً منتمياً لتيار الإسلام السياسي ويرتبط به فكرياً، بالإضافة لمواجهته لرفض من جانب الكثير من القوى السياسية التي ترى أنه لا يجب أن يكون هذا الحزب جزءاً من الخريطة السياسية في الوقت الحالي، بسبب توجهه الأساسي كحزب محسوب على التيار الديني الذي ثار عليه الشعب المصري.

وأضاف كمال أن حالة التناقض ليست في مواقف أو تصريحات الحزب فقط، وإنما في كيانه من الأساس، فهو حزب ينتمي لتيار الإسلام السياسي، وفي التوقيت نفسه يحاول أن يساير متطلبات الدولة المدنية.

Email