فشل الحكومة في عين صالح الجزائرية يثقل كاهل الجيش

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحلول اليوم الاثنين تنتهي المهلة التي منحها الجيش لمتظاهري ساحة الصمود في مدينة عين صالح (جنوب الجزائر) لإخلاء المكان بعد فشل الحكومة في حل أزمة استمرت أكثر من شهرين.

غير أن الكثير من السياسيين اعتبروا أن إقحام الجيش في أزمة غرداية سابقاً ثم الآن في عين صالح من شأنه أن ينهك الجيش الجزائري الذي يواجه تحديات كبيرة جدا في هذه المرحلة، لاسيما وأن حدود البلاد ملغمة من الجهة الشرقية والجنوبية وحتى الغربية وهو ما دفع العديد من الشخصيات إلى المطالبة بحكومة كفاءات وطنية قادرة على تحمل مسؤولياتها وحل مشاكل الجزائريين باعتبار أن ذلك يعد من مهامهم الأساسية وألا يلقى كل شيء على عاتق المؤسسة العسكرية.

وقبل نهاية المهلة التي منحها الجيش لمعتصمي ساحة الصمود استبق قادة وممثلون عن تنسيقية الانتقال الديمقراطي انتهاء المهلة بتنقل وفد لها إلى عين صالح وانضموا إلى احتجاجات سكان المنطقة الرافضة لاستغلال الغاز الصخري وتقدم وفدَ التنسيقية رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي. وقال جيلالي إن «ذلك يأتي استجابة لطلب عدد من النشطاء في المنطقة الذين طلبوا منا الحضور لمساندتهم».

همزة وصل

وأوضح أن «حضور سياسيي المعارضة إلى عين صالح لا ينبغي أن يقرأ خارج إطار المساندة والدعم لهذا الحراك الرافض للغاز الصخري، حيث سيشكل وجودهم في صفوف المتظاهرين همزة وصل بينهم وبين باقي أنحاء الوطن والصحافة الوطنية»

. في الأثناء، أبلغ قائد القطاع العملياتي العسكري بدائرة عين صالح ممثلي المعتصمين لنحو 70 يوماً أنه تلقّى أوامر من قائد الناحية العسكرية السادسة اللّواء عمار عثمانية، كان بعثها له نائب وزير الدفاع قايد صالح تقضي بضرورة فضّ الاعتصام وعودة الحياة الطبيعية للمدينة.

حكومة كفاءات

بدوره، طالب رئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال عبدالسلام بإقالة الحكومة الحالية التي يقودها رئيس الوزراء عبدالمالك سلال وتعويضها بحكومة كفاءات وطنية قادرة على الأقل الاستماع إلى مشاكل الجزائريين ونقلها إلى السلطة العليا ممثلة في رئيس البلاد عبدالعزيز بوتفليقة .

خاصة وأن مسؤولين من الحكومة سبق وأن زاروا عين صالح سابقاً ولم يوفقوا في رفع انشغالات المواطنين في المنطقة إلى بوتفليقة وهو ما وعد الجيش القيام به عبر قائد الناحية العسكرية السادسة وهو الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل حول قدرة المسؤولين في نقل انشغالات الجزائريين.

وأشار عبدالسلام إلى أن الجيش له من المهام ما يكفي في الوقت الراهن من خلال الحدود الملغمة من جهة ليبيا ومالي ومخاطر تدفق الإرهابيين والعناصر المتطرفة إلى الأراضي الجزائرية ثم يضاف إليه مسؤولية الأمن الداخلي على غرار تدخله في غرداية أخيراً مرجحاً أن تكون السلطة متورطة بعقود مع شركات أجنبية في إطار الغاز الصخري وهو ما يفسر الاستجابة لمطالب الجزائريين في الجنوب لوقف استغلال مثل هذه المشاريع على حد تعبيره.

فشل ذريع

وفي الاتجاه ذاته يرى رئيس جبهة الحكم الراشد عيسى بلهادي أن تدخل الجيش في عين صالح يكرس فشلاً ذريعاً للقائمين على ملف الغاز الصخري.

وتساءل بلهادي عن دور المنتخب في دور المجلس الشعبي البلدي والولائي الذي يفترض أن يستمع إلى انشغالات الجزائريين قبل أن تصل الأمور إلى مواجهات أو صدامات.

Email