غياب قيادة عمليات إعلامية موحدة في العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أسبوع على عملية استعادة تكريت من سيطرة تنظيم داعش، جرى التعتيم على ما حصل في الهجوم على مركز محافظة صلاح الدين، فيما تنشر وسائل الاعلام الحكومية معلومات متضاربة عن عمليات «خارج الهدف» وتتنقل هذه المعلومات من اطراف بغداد الى الانبار وديالى وبعض القرى بين محافظتي صلاح الدين وكركوك.

واضافة الى الانباء المتضاربة، يبدو ان هناك انقساما في القيادة العسكرية ـ السياسية. ومن ذلك، الخلاف في سامراء، اكبر اقضية صلاح الدين، بين القيادات العسكرية التي تتبع مكتب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع من جهة وبين الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية وهيئة الحشد الشيعي من جهة اخرى، حيث أعلنت قيادة عمليات المدينة فرض حظر تجوال فيها حتى اشعار آخر في حين رفضت وزارة الداخلية اعلان الحظر وقالت انه ليس ضروريا.

ويبدي خبراء ومراقبون عسكريون في بغداد مخاوفهم من غياب التنسيق بين القوات العسكرية والاجهزة الامنية في العمليات الجارية في محافظة صلاح الدين ويطالبون بضرورة ايجاد غرفة عمليات مشتركة تتولى وضع الخطط وبرمجة الهجمات الحكومية.

حظر وهجوم

وكانت قيادة عمليات سامراء التي تتبع مكتب القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحكومة حيدر العبادي أعلنت الاربعاء الماضي فرض حظر التجوال في قضاء سامراء حتى اشعار آخر، الا ان وزارة الداخلية سارعت لإلغاء الامر من دون الرجوع الى المصادر العليا.

وتشن القوات العراقية، بدعم ايراني، هجوما واسعا اعلنه الاحد الماضي العبادي بمشاركة نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء بعض العشائر السنية لاستعادة تكريت ومدن وبلدات أخرى في محافظة صلاح الدين، على الرغم من تحفظ وزير الدفاع خالد العبيدي الذي يرى ان التحضيرات اللوجستية غير مكتملة.

وبحسب المراقبين السياسيين والعسكريين، فإن هذا الهجوم يعد الأوسع ضد التنظيم منذ سيطرته على مساحات واسعة من شمال وغرب البلاد في صيف العام الماضي.

فوضى إعلامية

وفي الوقت الذي تقول مصادر عسكرية وبيانات تصدرها فصائل الحشد الشعبي إن القوات الأمنية دخلت في عمق بلدة الدور مسقط رأس عزة الدوري، تشير وزارة الداخلية العراقية في بيان أن قواتها وصلت الآن إلى مشارف الدور.

ويقول محللون إن «الفوضى الإعلامية» المصاحبة لمعركة تكريت ناتجة عن غياب «قيادة موحدة» تدير دفعة الحملة. ويتقدم مقاتلو الحشد الشعبي وجنود عراقيون في إطار هجوم على المدينة التي يسيطر عليها «داعش»، كما يسعون إلى التقدم على طول نهر دجلة من ناحية شمال وجنوب تكريت استعدادا لهجوم مشترك وشيك.

وكان تسجيل فيديو نشر على الانترنت الخميس الماضي ظهر فيه عناصر من «داعش» في تكريت والعلم وهم ينفون أي تقدم للقوات العراقية في الدور والعلم وتكريت. وتمثل تلك المناطق ابرز تحد يواجه القوات الأمنية العراقية، حيث كثف التنظيم الإرهابي من وجوده في تلك المناطق ولغم الطرقات والمناطق.

أمد طويل

يتوقع القيادي في ائتلاف دولة القانون موفق الربيعي إطالة أمد الحملة العسكرية لاستعادة مدينة تكريت أكثر من المتوقع، لذلك دعا إلى «إعادة تقييم الأزمات بواقعية وعدم التقليل من حجم قوة المتشددين».

 ويقول الربيعي، وهو مستشار الأمن القومي السابق، إن «عمليات تحرير تكريت قد تطول لمدة أطول من المتوقع لها، لذلك علينا إعادة تقييم الأزمات الأمنية بواقعية، ﻷن عدونا مستميت». ويضيف: «علينا أن نعد قواتنا الأمنية أعدادا حقيقياً، ﻷن القتال سيستمر طويلاً، لكن النصر سيتحقق على يد قواتنا الأمنية والحشد الشعبي». البيان

Email