صفعتان للانقلاب: وزير الدفاع فر إلى عدن وموسكو تدعم الشرعية

هادي يمهّد لمواجهة شاملة مع الحوثيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلقى الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح أمس، صفعتين قويتين بتمكن وزير الدفاع من الفرار من صنعاء، وإعلان موسكو دعمها شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي نقل مقر القيادة العامة للجيش اليمني إلى عدن، في خطوة تمهّد لتوحيد الصف اليمني لمواجهة التمدّد الحوثي، وتمثّل استعداداً صريحاً لمواجهة واسعة محتملة مع جماعة أنصار الله الحوثية.

ونقلت مواقع إخبارية يمنية، على لسان القيادي في المؤتمر الشعبي أحمد الميسري، قوله إن هادي شكّل قيادة عامة للجيش وغرفة عمليات بعدن، وأصدر توجيهاته إلى جميع الوحدات الأمنية والعسكرية في المناطق كافة، شمالي اليمن وجنوبيه، بأخذ الأوامر العسكرية من القيادة في عدن، وأن لا تتحرك إلا بأوامر صادرة منها.

وعززت قوات الحماية الرئاسية، مدعومة بعناصر اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي، من إجراءاتها في محيط القصر الجمهوري بمدينه عدن.

وقال سكان محليون بمنطقة حقات إن عدداً من الآليات العسكرية شوهدت ظهر السبت تنتشر في نقاط أمنية على مداخل المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري بالمعاشق. وقال مصدر في الحراسة الرئاسية إن هذه الإجراءات طبيعية، وأتت في سياق الإجراءات الاحترازية.

وزير الدفاع

وأعلنت الرئاسة اليمنية من عدن أمس، أن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي تمكن من الإفلات من قبضة الحوثيين والوصول إلى عدن. وأورد اللواء الصبيحي الذي كلفه الحوثيون بترؤس اللجنة الأمنية العليا تفاصيل خروجه من منزله في صنعاء، والوصول إلى عدن خلال مدة زمنية استمرت نحو يومين.

وقال عقب وصوله إلى عدن إنه خرج من منزله بالتنسيق مع شيوخ قبائل من محافظة مأرب، حيث وصل برفقة هؤلاء إلى مأرب عصر السبت، وللتمويه على الحوثيين أرسل جزءاً من حراسته في موكب وهمي عبر الطريق الذي يمر بمحافظة مأرب وصولاً إلى محافظة الضالع الجنوبية، كما أرسل مركباً آخر عبر محافظة الحديدة مروراً بالطريق الساحلي وصولاً إلى محافظة لحج مسقط رأسه.

استبدال السيارة

وذكر الصبيحي الذي أثار ضجة وجدلاً عند ظهوره في حفل إعلان الحوثيين الإعلان الدستوري، إنه استبدل السيارة التي استقلها إلى مأرب، واستقل سيارة أخرى أقلته إلى مديرية عين القريبة من بيحان بمحافظة شبوة، حيث كان بانتظاره عشرات المسلّحين من أبناء محافظات جنوبية عدة.

وانطلق موكب الصبيحي بعد ذلك في موكب بحماية رجال قبائل من الجنوب إلى منطقة يافع بمحافظة لحج الواقعة وسط اليمن. وأضاف: «انطلقت لاحقاً من يافع صوب منطقة الملاح بردفان وصولاً إلى منطقة العند ومن ثم إلى منطقة راس العارة».

وأفادت مصادر محلية بأن مسلحي الحوثي قتلوا خمسة من أفراد حراسة الوزير في كمين مسلح بمنطقة الخوخة بمحافظة الحديدة غربي البلاد خلال اعتزامهم التوجه إلى عدن. وأضافت أنه تم نقل جثث القتلى إلى منطقة الصبيحية بمحافظة لحج مسقط رأس وزير الدفاع.

موسكو والشرعية

إلى ذلك، استقبل هادي بمقر أقامته في عدن السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير دي دو شيكن الذي بحث معه أخر التطورات السياسية في البلاد. وذكرت مصادر رئاسية أن السفير الروسي أكد شرعية الرئيس هادي، ووصف ما قام به الحوثيون في صنعاء بأنه انقلاب.

وقالت المصادر إن السفير الروسي وافق هادي في ضرورة أن يعود الحوثيون عما قاموا به، ورفع الإقامة الجبرية المفروضة على رئيس الحكومة وبعض الوزراء.

أسبوعان للمفاوضات

واتفقت الأحزاب اليمنية على وضع سقف زمني للمفاوضات لا يتجاوز الأسبوعين. وقال مفاوضون إن الأحزاب وبعد أخذ ورد أقرت مناقشة موضوع مؤسسة الرئاسة بدءاً من الجلسة المسائية اليوم، على أن يتم وضع جدول زمني لبقية القضايا لتنتهي الجلسات وحسم جميع الموضوعات خلال مدة زمنية لا تتجاوز النصف الثاني من الشهر الحالي.

وكشف الأمين العام لحزب الحق وزير الدولة في الحكومة المستقيلة حسن زيد أن جميع القوى السياسية المشاركة في الحوار الجاري بصنعاء، بإشراف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، اتفقت على الشراكة الوطنية الواسعة، بما في ذلك تشكيل الحكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، وبمشاركة المرأة والشباب بنسبة 30 في المئة و20 في المئة، على أن يكون رئيس الحكومة شخصية وطنية مستقلة.

وأكد زيد وجود ضغط على المتحاورين للإسراع في الخروج بحلول لإنهاء الأزمة، «لأن الواقع قد يتغير، وقد نعجز في السيطرة عليه فيما لو تباطأنا».

لكن القيادي في «الحراك الجنوبي» محمد حلبوب أعلن استمرار «الحراك» في تعليق مشاركته في الحوار إلى حين نقله إلى خارج صنعاء. وأضاف «ما دامت صنعاء محتلة من الحوثيين، وما داموا مستمرين في عنجهيتهم واستفزازاتهم، وآخرها احتلالهم مقر الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني، فنحن نرفض الحوار في صنعاء، ولن نعود إليه ولن نقبل بحوار تحت فوهات البنادق».

ميدانياً، قُتل 14من المسلحين الحوثيين أمس في مواجهات في البيضاء ومأرب.

وذكرت مصادر قبلية ان عناصر من القاعدة المسنودين بمسلحين قبليين هاجموا مواقع المسلحين الحوثيين في مديرية ذي ناعم في محافظة البيضاء وسط اليمن فقتلوا 11 منهم في حين قتل ثلاثة من رجال القبائل كما قتل ثلاثة من أتباع الحوثيين في مواجهات اندلعت في أطراف مأرب مع مسلحين قبليين يعارضون التمدد الحوثي.

صالح: الصبيحي صاحبنا

نقلت مصادر إعلامية يمنية عن مصدر سياسي «خاص» قوله أمس، إن الرئيس السابق علي عبد الله صالح أبلغ مقربين منه قبل نحو شهر أن اللواء محمود الصبيحي أصبح تحت سيطرته. ورداً على سؤاله عن موقف الصبيحي مما يحدث وتعيينه في اللجنة الأمنية، قال صالح لمن سألوه بالحرف: «الصبيحي صاحبنا لا تخافوا»، ووصفه بالشجاع وصاحب المبادئ.

السعودية تؤكد حرصها على وحدة اليمن

 

 

جددت المملكة العربية السعودية حرصها على وحدة اليمن الوطنية والإقليمية. وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، في بيان أمس أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عندما أشار في مؤتمره الصحافي المشترك الأخير مع وزير خارجية الولايات المتحدة إلى انتقال الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية إلى اليمن الجنوبي، فإنه كان يعني تحديداً انتقال الحكومة الشرعية إلى مدينة عدن الجنوبية، وذلك بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية في العاصمة صنعاء.

وأضاف المصدر أن موقف المملكة من وحدة اليمن الوطنية والإقليمية واستقلاله وسيادته أمر ثابت في سياستها، وهو الأمر الذي تطالب به دوماً اليمنيين بالحفاظ على وحدتهم الوطنية بمختلف مكوناتهم وأطيافهم وتياراتهم الاجتماعية والدينية والسياسية، وعدم اتخاذ أي قرارات من شأنها تفكيك النسيج الاجتماعي لليمن وإثارة الفتن الداخلية.

وأعلنت السعودية الأسبوع الماضي استئناف عمل سفيرها من عدن دعماً للشرعية، والتحقت الإمارات بها، وأعلنت الكويت أيضاً استئناف عمل سفارتها من مدينة عدن، وذلك دعماً للشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وما نصت عليه المبادرة الخليجية.

إلى ذلك، شارك الأمير سعود الفيصل لأول مرة في اجتماع مجلس الشؤون السياسية والأمنية السعودي الذي أنشئ حديثاً، واستمع المجلس إلى إيجاز سياسي وأمني حول عدد من الموضوعات ومستجدات الأحداث المحلية والإقليمية والقضايا الدولية، واتخذ حيالها التوصيات اللازمة.

وعقد الاجتماع بحضور الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، وأعضاء المجلس، وذلك في الديوان الملكي.

ويرأس المجلس الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ويضم في عضويته خمسة وزراء هم الأمير سعود الفيصل، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع والدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والدكتور مساعد بن محمد العيبان عضو مجلس الوزراء.

Email