حراك سياسي في العراق هدفه المصالحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتفاوت الرؤية في المشهد العراقي المتزاحم حالياً بشأن موضوع المصالحة الوطنية، فيما تبرز دعوات «ثأرية» تجاه كل من أيد تنظيم داعش أو كانت له مواقف مناهضة للجيش والحشد الشعبي الشيعي ووجودهما في المناطق الغربية والشمالية السنيّة، في مقابل دعوات أخرى ترى أن الموقف الأول يعني «نزاعاً أبدياً»، فيما تنتهي كل الحروب، وخاصة الأهلية، بالتصالح أو بحلول وسطية.

إلا أن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم أعاد طرح فكرة المصالحة بصيغة أخرى مخففة تتعلق بالعراقيين في «داعش»، وليس الأجانب الذين يمثلون أقلية في التنظيم.

ويؤكد الحكيم خلال لقائه عدداً من رؤساء التحرير والكوادر الإعلامية في الفضائيات والصحف العراقية أنه «لا خيار أمام العراقيين سوى المصالحة، لأن مشروع التقسيم يعني فتح أبواب جهنم». ويشير إلى أن «ما يميز داعش عن القاعدة هو أن الأخير كان يضم أقل من 10 في المئة من العراقيين، فيما يتكون تنظيم داعش من 90 في المئة من العراقيين، والباقي المقاتلون العرب والأجانب».

ويؤكد أهمية أن «يؤدي الإعلام دوراً في إعادة اللحمة الوطنية ومرحلة ما بعد داعش، وأن يسهم في علاج الشرخ المجتمعي، وأن ينتزع دوره ولا ينتظر أن يعطى له»، منوهاً بأن «داعش يختلف عن القاعدة من حيث حضور العراقيين الكبير في الأولى وقلته في الثانية، ما يعني إثارة الأحقاد والثارات».

وأشار إلى «خلل كبير من العملية السياسية بعد عام 2003، يجب فحصه بدقة ووعي ومسؤولية، قبل أن يقود إلى التقسيم الذي سيفتح أبواب جهنم على العراقيين من خلال حمامات دم مؤلمة، لذا لا خيار أمام العراقيين سوى خيار المصالحة».

معصوم والرفاعي

وفي السياق، ذكر بيان رئاسي عراقي أن الرئيس فؤاد معصوم التقى في أربيل مفتي العراق رافع الرفاعي. وأوضح البيان الرئاسي أنه «جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة، لاسيما ما تشهده البلاد من تحديات ومعوقات تؤثر في مستقبل البلاد، وضرورة توحيد الجهود من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والازدهار».

وأضاف أن «الرئيس معصوم شدد على دور علماء الدين في تخفيف التشنجات الطائفية، وإيصال قيم الدين الإسلامي الحنيف في الدعوة إلى التآخي والتسامح والتعايش السلمي بين الجميع، من أجل الوصول بالبلاد إلى بر الأمان».

وتتهم الحكومة العراقية الرفاعي بالضلوع في إثارة التحريض على أفراد الأمن. وكان أبرز الداعمين للاحتجاجات المناهضة للحكومة، ويدعم بشدة ما حصل في نينوى وصلاح الدين «قبل تسيّد داعش المشهد هناك».

حفيظة وحذف

وقدّم الرفاعي، طبقاً لما أورده البيان، «إيجازاً عن مجريات الأمور المتعلقة بالجهود التي يبذلها العلماء والشخصيات الدينية لتعزيز التلاحم وإنجاز المصالحة الوطنية بين أبناء الوطن». وكان لا بد للقاء كهذا أن يثير حفيظة «صقور الحرب» الذين هاجموا معصوم، وقالوا إن الرفاعي «يعتبر واحداً من أسباب التوتر الطائفي في العراق، بسبب فتواه الشهيرة بمحاربة القوات العراقية».

ويعتقد محللون أن لقاء معصوم بالمعارضين يعزز المصالحة ويقرب الفرقاء، في وقت تخوض القوات العراقية معارك ضد «داعش» على جبهات عدة، لكن موقع رئاسة الجمهورية حذف الخبر من دون أي توضيح.

سؤال برلماني

ذكرت النائبة حنان الفتلاوي، المقربة من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أنها ستتقدم بسؤال برلماني إلى الرئيس فؤاد معصوم لـ«مخالفته الدستور بلقائه رافع الرفاعي»، واصفة الأخير بـ«أحد رؤوس الفتنة».

Email