تقارير البيان

غياب الملمح الانتخابي في السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

غابت ملامح الزخم الانتخابي من الشارع السوداني.. لافتات متباعدة على جنبات الطرق وملصقات يتيمة تكسو بعض الجدران بالمدن السودانية وبات الشارع متجاهلاً لما يدور حوله.

ولم يظهر على ميدان السباق الانتخابي غير متسابق واحد لا يسمع الا صوته فالجميع آثر الصمت غير المباح، جلسات «الونسة» على شوارع العاصمة الخرطوم تتحدث بسخرية هامسة معلقة على خطابات المرشح الأقوى حظا واكثر نفوذا بين منافسيه، وفي الجانب الآخر تضاءلت مساحات التفاعل مع حملات المقاطعة التي اطلقتها القوى السياسية والناشطون لمقاطعة الانتخابات التي لم يتبق منها سوى ايام معدودات.

الأمر ليس صدفة محضة فالجدل حول الانتخابات بدأ منذ فترة ليست بالقصيرة وهو ما يعطي مؤشرات كثيرة تلتقي جميعها عند نقطة عدم الرضا التي تنتاب عامة السودانيين تجاه ما تقوم به الحكومة وما تعد له المعارضة ولكن حتى الأحزاب التي قررت خوض العملية باتت تجار بالشكوى عقب انطلاق الحملة الانتخابية من عقبات في التمويل وعدم توفير الفرص المتساوية على وسائل الإعلام الحكومية.

المؤتمر الوطني

ويمضي حزب المؤتمر الوطني الحاكم في حملته الانتخابية غير ابه بأصوات المشفقين على الأموال التي تصرف على العملية الانتخابية التي يصفها مقاطعوها بالمشلولة سيما وان ما يتوفر للبشير وحزبه من إمكانات لا يتوفر عند منافسيه سواء على مستوى انتخابات رئاسة الجمهورية ام على المستويات الاخرى.

فالبشير المرشح الرئاسي الوحيد الذي يستطيع ان يطوف على اقاليم السودان المختلفة ومدنه البعيدة مبشرا ببرنامجه الانتخابي اما بقية منافسيه الاربعة عشر يكاد لا يعرفهم احد بالإضافة الى محدودية طلتهم على وسائل الاعلام الحكومية، فالمقارنة معدومة بين ما يتمتع به مرشح الحزب الحاكم والمرشحون الاخرون للمنصب، هذا بالإضافة للتمويل الذي يمثل تحديا لمنافسي البشير الذين جلهم من المستقلين.

وبشأن فرص المرشحين للرئاسة في وسائل الاعلام الحكومية تقول المرشحة عن حزب الاتحاد الاشتراكي فاطمة عبدالمحمود إنه لا يوجد تساوٍ في الفرص وتضيف: «نحن لدينا 20 دقيقة على ثلاث حزم ومرة واحدة في وكالة السودان للأنباء، وثلاث مرات في الإذاعة القومية بينما الفرصة متاحة لمنافسنا الرئيس المقدر عمر البشير في كل لحظة».

مصادر التمويل

ويشير المرشح الرئاسي عادل دفع الله الى انه أصلا لم يسمع ولم ير حتى الآن اقتراحا من الحكومة بالتمويل، ويمضي دفع الله قائلا: «مصادر التمويل حُددت بأن تكون من الداخل فقط، ثم أفظع من ذلك حددت المفوضية العامة للانتخابات سقفا لتمويل الحملات فهذه مهزلة للعقول فكيف تطلب منى كشف حساب وأنت أصلا لم تعطني درهماً ولا ديناراً واحداً».

برنامج البشير

قال الرئيس السوداني عمر البشير ومرشح المؤتمر الوطني لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة ان من بين اهداف برنامجه الانتخابي تمكين الدين وبسط الشريعة الإسلامية وانهاء التمردات في البلاد.

وخلال مخاطبة البشير اول من امس باستاد الدمازين اللقاء الجماهيري الحاشد بمناسبة تدشين حملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية بولاية النيل الأزرق، بحسب وكالة الأنباء السودانية «سونا». واضاف ان برنامجه يهدف إلى تمكين الدين ببسط الشريعة الإسلامية واستكمال النهضة التنموية.

وأبان البشير أن من أهداف برنامجه الانتخابي إعطاء الأولوية للأمن والسلام وإنهاء التمرد خاصة في ولاية النيل الأزرق والولايات الأخرى التي تشهد نزاعاً.

Email