بغداد تتحقق من تقارير عن تجريف الإرهابيين موقعاً أثرياً ثالثاً

استمرار الإدانات الدولية والعربية لتدمير تراث العراق

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأشد العبارات استمرار أعمال الإرهاب وانتهاكات القانون الإنساني الدولي من قبل تنظيم داعش بما في ذلك تدمير التراث الثقافي في العراق، توازياً مع إدانة مجلس جامعة الدول العربية، في مشروع قرار رفعه إلى وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم اليوم الاثنين، تدمير التراث الديني والثقافي، بينما أعلنت بغداد أنها تتحقق من تقارير تفيد بتجريف الإرهابيين موقعاً أثرياً ثالثاً.

وأدان مجلس جامعة الدول العربية في ختام أعماله دورته الـ143 على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الأردن في مشروع قرار رفعه إلى وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم اليوم الاثنين، «تدمير التراث الديني والثقافي في العراق على يد التنظيمات الإرهابية وخاصة التدمير المتعمد للآثار الدينية والثقافية وإحراق الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة».

ودعا المجلس الدول إلى «عدم التعامل بالآثار المنهوبة وإعادتها للعراق». ويدعم مشروع القرار العراق في حربه ضد «داعش» الإرهابي.

ويدين «الجرائم والهجمات الإرهابية التي يرتكبها هذا التنظيم بصورة صريحة مع التأكيد على الالتزام بمضمون قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمحاربة الإرهاب وتحديداً التنظيم الإرهابي، وأن تقوم الدول باتخاذ الإجراءات الصارمة لمنع تنقل الإرهابيين عبر حدودها وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2178 وبشكل صارم وشامل يحتم على جميع الدول الالتزام بتطبيقه والعمل على تجفيف موارد الإرهاب باعتباره جزءاً حيوياً في عملية مكافحته».

وأشار مشروع القرار إلى أن «استمرار هذا التنظيم في تمويل عمليات التجنيد والتفجير وشراء الأسلحة من خلال مصادر متنوعة منها النفط والتبرعات المقدمة إليه من بعض الجمعيات والخطف مقابل دفع الفدية والآثار المترتبة على ذلك فضلاً عن عمليات الاتجار غير المشروعة عبر الحدود مع هذا التنظيم الإرهابي، يعني استمرار وجوده في العراق ودول عربية أخرى».

كما دعا إلى «تقديم الدعم والمساندة للعراق بهدف إغاثة النازحين داخلياً الذين تركوا منازلهم ومصالحهم نتيجة سيطرة داعش على مناطقهم بالإضافة إلى اللاجئين السوريين». كذلك، يدعو مشروع القرار مجلس جامعة الدول العربية والوفود العربية إلى «دعم موقف العراق والمطالبة بتنفيذ الفقرة 10 من قرار مجلس الأمن 1566 لعام 2004 بشأن تعويض ضحايا الإرهاب».

إدانة أممية

وبالتوازي، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأشد العبارات استمرار أعمال الإرهاب وانتهاكات القانون الإنساني الدولي من قبل تنظيم داعش، بما في ذلك تدمير التراث الثقافي في العراق.

وأعرب كي مون، في بيان عن «انزعاجه الشديد لمثل هذه الأحداث»، داعياً، الزعماء السياسيين والدينيين في المنطقة إلى «رفع أصواتهم بإدانة هذه الهجمات غير المقبولة»، ومضيفاً أن «التدمير المتعمد للتراث الثقافي المشترك يشكل جريمة حرب، ويمثل اعتداء على البشرية جمعاء».

موقف بغداد

بدوره، دعا وزير السياحة والآثار العراقي عادل فهد الشرشاب التحالف الدولي إلى حماية الآثار التي تتعرض للتدمير على يد التنظيم. وقال الشرشاب للصحافيين: «السماء ليست بيد العراقيين، وبالتالي على المجتمع الدولي أن يتحرك بالآليات الموجودة عنده».

ورداً على سؤال عما إذا كان يدعو التحالف لحماية الآثار، أجاب: «أطالب المجتمع الدولي بأن يفعل غاراته الجوية لاستهداف الإرهاب أينما وجد». وقال إن الحكومة تحقق في تقارير أشارت إلى أن موقع خورسباد الأثري يتعرض إلى تخريب من عناصر التنظيم، بعد الحضر ونمرود، الذين إما يدمروا أو ينهبوا محتوياته.

ولفت إلى أن الإرهابيين «استهلوا عملية تدمير الموقع». وأشار الشرشاب إلى أن مدينة الحضر: «موقع قصي في الصحراء بالإمكان مشاهدة السيارات والآليات التي تدمره بشكل واضح، وبالإمكان رصدها». وتساءل: «لماذا لم يتم هذا؟. بالإمكان كشف أي تسلل له (الموقع) وكان متوقعاً تدميره. بالامكان مشاهدة من يأتي ومن يدمر».

 وأردف: «تناقلت لنا الأخبار (من تقارير صحافية) ومن ناس محليين، إما تأكيد رسمي من مصدر رسمي من مسؤول أو موظف، فلم يتوافر بعد بخصوص مصير الحضر». وخورسباد قرية تقع على بعد 15 كيلومتراً شمال الموصل وتحتوي على موقع تراثي آشوري وكانت تسمى سابقاً «دير شاروكين» وكانت عاصمة لمملكة آشور في زمن الملك سرغون الثاني.

تدمير وتهريب

يقول خبراء إن التنظيم يدمر الآثار التي لا يمكن نقلها نظراً لحجمها ووزنها، ويقوم في المقابل بتهريب أخرى وبيعها لتمويل نشاطاته. وأصدر مجلس الأمن الدولي في فبراير قراراً يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل التنظيم، ومنها تهريب الآثار وبيعها.

Email