تقارير البيان

الغاز الصخري يفجر الشارع الجزائري

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما لا يعرف الكثير من الجزائريين خصوصاً كبار السن منهم، المعنى الحقيقي للغاز الصخري ولا كيفية استخراجه سوى ما يسمع من حديث المقاهي وتقارير بعض وسائل الإعلام الجزائرية، لكن القضية تشغل الرأي العام منذ شهور.

وتحرك الشارع الجزائري منذ إعلان وزير الطاقة يوسف يوسفي في 27 ديسمبر أن الجزائر نجحت في حفر أول بئر تجريبية في محيط «اهنات» في عين صالح لهذه الطاقة الجديدة التي تحتل فيها الجزائر المرتبة الرابعة عالمياً بعد الصين والأرجنتين والولايات المتحدة من حيث الاحتياطات، بحسب تقرير عن وزارة الطاقة الأميركية حول احتياطات الوقود غير التقليدية، ومع تأكيد الخبراء على أن مصادر الطاقة التقليدية بعد سنة 2030 ستسجل نقصاً مؤكداً في الإنتاج والاحتياط.

واختلف خبراء الطاقة والجيولوجيا بالجزائر بشأن قضية استغلال الجزائر للغاز الصخري والمخاطر البيئية التي يمكن أن تترتب عليه.

ويرى خبير الطاقة والبيئة ومدير عام سابق لشركة سوناطراك عبدالمجيد عطار أن «الجزائر لا يمكنها الشروع في الوقت الحاضر ولا حتى خلال العشر سنوات المقبلة في استغلال الغاز الصخري»، الذي توجد كميات كبيرة منه قرب عين صالح وفي الجنوب الشرقي قرب حدود ليبيا، حسب تصريح للبوابة الجزائرية للطاقات المتجددة.

من جهته، أكد الجيولوجي بجامعة وهران بالجزائر، وأستاذ بمدرسة الألغام بباريس سفيان بن دوينة، في تصريح لـ«البيان» أن الجزائر لا تملك حالياً الخبرة الكافية لاستغلال الغاز الصخري الذي يتطلب تكنولوجيا وإمكانيات مادية كبيرة لا تتوفر لدى الشركة الوطنية للمحروقات «سوناطراك».

 

الخبرة والإمكانيات

وباعتبار أن الجزائر لن تتمكن من توفير الإمكانيات المادية لشراء هذه الخبرة الأجنبية في الوقت الراهن بسبب انخفاض عائدات النفط والغاز بفعل الهبوط الحاد في الأسعار في السوق العالمية، مع التأكيد على ارتفاع معدل استهلاك الفرد الجزائري للغاز الطبيعي (زيادة بنسبة 25 في المئة عن معدل استهلاك الفرد الفرنسي) وافتقار الجزائر للطاقة النووية أو الفحم لمواجهة ذلك.

ويتحدث عبد المجيد عطار: «بالنظر إلى الاحتياط الموجود في الطاقات التقليدية وإذا لم نتمكن من اكتشاف حقول أخرى للغاز الطبيعي والنفط فإننا سنجد أنفسنا مجبرين على الشروع في استغلال الغاز الصخري على المدى البعيد وبعد سنة 2030 لأن مصادر الطاقة ستعرف نقصا من ناحية الإنتاج والاحتياط».

رفض الشارع

التظاهرات والاحتجاجات بالجنوب الجزائري الرفضة لاستخراج الغاز الصخري انتقلت شرارتها إلى الجزائر العاصمة إلا أن السلطات فضتها بالقوة.

ورغم محاولة السلطات الجزائرية تهدئة «غضب» الشارع الجزائري عن طريق فتح قنوات الحوار وإرسال ممثلين عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للحديث والتشاور مع المحتجين والمتظاهرين.

إلا أن محمد جوان، رئيس جمعية «شمس» وعضو في اللجنة المكلفة بتنسيق وتنظيم الحركة الاحتجاجية بعين صالح، أكد أن «المتظاهرين لن يوقفوا احتجاجاتهم، إلا إذا أعلنت الحكومة رسمياً أنها ستضع حداً نهائياً لعمليات الحفر التجريبي في المدينة».

ويرى الخبير الجزائري سفيان بن دوينة أن «الجزائريين لا يرفضون الغاز الصخري الذي يكون محبوساً داخل الصخور في جوف الأرض ولكن طريقة استخراجه واستغلاله المعقدة والتي تقوم بكسر الصخور باستعمال المياه ومواد كيماوية».

تظاهرة مليونية

دعت اللجنة الشعبية لمناهضة الغاز الصخري في الجزائر عبر «فيسبوك» إلى تظاهرة مليونيه بمدينة ورقلة في 14 مارس المقبل للضغط على السلطات الجزائرية بضرورة التخلي على مشروع استغلال الغاز الصخري. وقال القيادي في هذه اللجنة الشعبية للاحتجاجات الحاج محمد، «لقد تأكدنا بأن السلطات تماطل في موضوع وقف استغلال الغاز الصخري بعد زيارة الوفد البرلماني لمدينة عين صالح.

حيث قال رئيس الوفد للمحتجين في ساحة لصمود في عين صالح إنه بصدد نقل مطالبهم إلى رئيس البرلمان، بعد أكثر من شهر يقول لنا عضو برلمان مثل هذا الكلام وهو ما يعني أن مطالبنا ما زالت لم تصل حتى إلى رئيس البرلمان».

Email