إدانات أميركية وبريطانية وأممية لتجريف التراث التاريخي ونهبه

«داعش» يدمر مدينة الحضر الأثرية في الموصل

دبابتان للجيش العراقي على خط الجبهة ضد داعش جنوبي تكريت رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصل تنظيم داعش الإرهابي محو معالم تاريخ العراق حيث دمر مدينة الحضر الأثرية جنوبي الموصل بعد يوم من عملية تجريف ونهب مدينة نمرود التي قوبلت بإدانات واسعة من الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة.

وذكرت وزارة السياحة والآثار العراقية ان متشددي «داعش» دمروا أطلال مدينة الحضر الأثرية التي يعود تاريخها إلى ألفي عام بشمال العراق.

وقال مسؤول إن الوزارة تلقت تقارير من موظفيها في مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتشدد تفيد أن الموقع الأثري في الحضر تم تدميره. وأضاف أن من الصعب تأكيد التقارير وأن الوزارة لم تتلق أي صور توضح حجم الدمار الذي لحق بمدينة الحضر التي أدرج اسمها ضمن مواقع التراث العالمي العام 1987. لكن أحد سكان المنطقة قال لوكالة «رويترز» إنه سمع دوي انفجار عنيف في وقت مبكر صباح أمس وإن آخرين في مناطق قريبة ذكروا أن مقاتلي «داعش» دمروا بعض أكبر المباني في الحضر وأنهم يدمرون مناطق أخرى بالجرافات.

خسارة لن تعوّض

بدوره، صرح رئيس قسم الاثار في جامعة الموصل د. حامد الجبوري ان «داعش» فخّخ وفجّر مدينة الحضر، مضيفاً أن «جريمة جديدة ارتكبت ضد الاثار العراقية من قبل داعش وانه دمار كبير وخسارة لن تعوض».

وتقع الحضر على بعد نحو 110 كيلومترات إلى الجنوب من الموصل أكبر مدينة عراقية تحت سيطرة التنظيم. وكان المتشددون بثوا مقطع فيديو قبل أسبوع ظهروا فيه وهم يحطمون تماثيل ومنحوتات في متحف المدينة حيث توجد قطع أثرية لا تقدر بثمن وتعود للحقبتين الآشورية والهيلينستية قبل ثلاثة آلاف عام. وهاجم المتشددون أطلال مدينة نمرود الآشورية جنوبي الموصل الخميس الماضي بالجرافات. ووصفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) الهجوم بأنه «تطهير ثقافي» وقالت إنه يصل إلى حد جرائم الحرب.

إدانة أميركية

في سياق ردود الفعل، دعت الولايات المتحدة العراقيين والسوريين والمجتمع الدولي إلى حماية المواقع التاريخية بعد الأعمال التدميرية التي ارتكبها تنظيم داعش.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيان ان التنظيم «يهدف إلى سلب ثقافة الشعوب واعادة كتابة التاريخ بصورة وحشية» معربا عن اسفه لتدمير العديد من المواقع التاريخية في العراق من بينها متحف الموصل ومدينة نمرود شمال العراق.

وشدّد كيري على ضرورة محاسبة جميع الأشخاص الذين يقومون بتدمير المواقع الأثرية والتاريخية والدينية والثقافية وسرقة المتاحف والمحفوظات وتقديمهم للعدالة.

كما عبر البيت الأبيض عن استنكاره للتدمير. وقال مجلس الأمن القومي في تغريدة على «تويتر» انه «يشعر بحزن عميق ازاء التدمير الذي لا يمكن تفسيره للآثار التاريخية والثقافية والدينية في العراق، بما فيها الهجمات الأخيرة على نمرود».

موقف بريطانيا

بدورها، دانت بريطانيا بشدة «التدمير الجائر» لمواقع وتحف أثرية قديمة بعضها يعود إلى آلاف السنين في العراق على يد الإرهابيين.

وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمالي افريقيا توباياس إلوود في بيان ان «عملية التدمير الأخيرة تبين مجددا ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لدعم الحكومة العراقية في جهودها الرامية لهزيمة داعش وبربريته».

وأضاف ان هذا التدمير المتعمد للتراث الثقافي في العراق وسوريا على يد داعش يضر بالتراث الثقافي الغني للمنطقة وتاريخها وحس الانتماء لدى كافة شعوبها.

كي مون يندد

من جهته، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقيام التنظيم بتدمير موقع نمرود الأثري. وقال في بيان ان «التدمير المتعمد لتراثنا الثقافي المشترك يشكل جريمة حرب وهجوما على الإنسانية باكمها». ومن المتوقع ان يبحث كي مون ذلك مع مديرة منظمة «اليونيسكو» ايرينا بوكوفا التي استنكرت تدمير آثار نمرود.

وأعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية ان التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من البلاد منذ يونيو، قام بتجريف المدينة الأثرية الاشورية التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، بعد ايام من نشره شريطا يظهر قيامه بتدمير آثار في مدينة الموصل (شمال)، والتي احرق كذلك مكتبتها.

Email