أكدوا ضرورة تنويع تحالفات الخليج الدولية

خبراء سعوديون: تطمينات كيري بشأن إيران ليست كافية

الفيصل وكيري ينهيان مؤتمرهما الصحافي إثر اختتام لقاء الرياضاي.بي.ايه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع خبراء ومحللون سياسيون سعوديون على ان أي صفقة بين الولايات المتحدة وإيران سواء كانت بشأن الملف النووي أو بشأن تعزيز النفوذ الايراني في المنطقة سوف تؤثر بشكل جذري على أمن دول الخليج ومن ثم على العلاقات الخليجية الاميركية.

مؤكدين ان دول الخليج العربي تنتظر دليلا عمليا على تطمينات واشنطن التي قدمها وزير الخارجية جون كيري لدول مجلس التعاون الخليجي بأن أي اتفاق مع إيران لن يضر بمصالحها.

وشددوا في تصريحات لـ«البيان» على أهمية ما قاله وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أمام نظيره الاميركي من أن قنبلة إيران النووية ليست هي الهاجس الوحيد لدول مجلس التعاون الخليجي بل سلوكها في المنطقة مثل سيطرتها شبه الكاملة على العراق وتدخلاتها المفضوحة في كل من سوريا ولبنان والبحرين وأخيراً اليمن.

انفتاح وتنويع

وأكدوا ضرورة تنويع التحالفات الدولية لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال الانفتاح اكثر مع روسيا والصين والهند وفرنسا كوسيلة لموازنة «الدفء» في العلاقات الأميركية الإيرانية، والقناعة الأميركية بأن اعتمادها على دول الخليج العربي لم يعد كافياً، وأن الوقت حان للانفتاح على إيران..

موضحين أن دول الخليج سوف تستمر في نهج التعاون الدبلوماسي والدفاعي مع الولايات المتحدة في المستقبل المنظور على اعتبار ان واشنطن هي الخيار الوحيد الذي يفترض أن تتعامل معه دول الخليج، نظرا لغياب البديل الأوروبي الملائم أو الموازن وعدم رغبة الصين أو روسيا في تحمل العبء الأمني في المنطقة.

تطمينات وسيناريوهات

وقال الباحث والخبير الاستراتيجي حسين بن فهد الاهدل إن التطمينات الاميركية لدول الخليج العربي والتي نقلها كيري «ليست جديدة بل سبقتها عدة تطمينات، غير ان واقع الحال يشير إلى مضي ايران قدما في برنامجها النووي..

وكذلك تعاظم نفوذها في المنطقة في إطار خطة تهدف إلى جعل ميزان القوى يميل لصالح طهران في الشرق الأوسط بعد ثلاثة أعوام من الاضطرابات التي أضعفت الدول العربية الكبرى (مصر وسوريا والعراق)». وأضاف قائلا:

«يجب ان تكون سيناريوهات المستقبل بالنسبة للسياسات الخليجية إزاء تداعيات جنيف عديدة، ومساراتها تظل مفتوحة وتحمل افتراضات كثيرة وتغييرات متعددة، فأمن الخليج العربي مسؤولية أبنائه من دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي».

معارضة وثمن

ومن جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حمد بن عبد الله اللحيدان إن «المعارضة الباهتة من قبل الدول الكبرى للنووي الايراني وتعاظم نفوذها في المنطقة لا تعدو أن تكون عبارة عن ذر للرماد في العيون بما في ذلك التوجس الإسرائيلي من طهران»..

مشيرا الى ان هذه الاخيرة «قدمت خدمات كبرى لواشنطن واسرائيل من خلال غزوها لكل من أفغانستان والعراق الذي كان الغرض منه تدمير العمق الاستراتيجي للدول العربية المواجهة لإسرائيل». وأضاف اللحيدان بأن «إيران قبضت الثمن من خلال قيام واشنطن بالقضاء على خصمها اللدود المتمثل بنظام صدام حسين، وسلمت مقاليد الأمور في العراق للموالين لطهران».

تقرير وعلاقات

قال الخبير السياسي عبد الله محمد العبدلي إن «التطمينات الأميركية التي حملها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليست كافية لدول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها التي تشعر بقلق يتزايد يوما بعد يوم في ظل تقدم ايران في انجاز مشروعها النووي، مشيرا إلى أن تقريرا أصدره «معهد كارينغي» في واشنطن «يؤكد تراجع ثقة دول مجلس التعاون الخليجي في سياسات الولايات المتحدة».

الرياض تدعو للتصدي لفرض ثقافات أحادية

أكدت المملكة العربية السعودية ضرورة تعاون الدول والحرص على أن تصدر مقررات مجلس حقوق الإنسان بموافقة الجميع، والتصدي لمحاولات فرض ثقافات أحادية على الأمم والشعوب تتجاوز المعايير الدولية لحقوق الإنسان أو تتعارض معها، في حين شددت الكويت على أهمية تعزيز آليات حقوق الإنسان.

وقال مندوب المملكة في الأمم المتحدة في جنيف فيصل بن حسن طراد خلال مناقشة مجلس حقوق الإنسان لتقرير المفوض السامي عن حالة حقوق الإنسان في العالم إن «التزام حكومة المملكة بتعزيز وحماية حقوق الإنسان، ووفائها بالتزاماتها الدولية في هذا الصدد، ينطلق من تمسكها الثابت بالشريعة الإسلامية التي كفلت كل حقوق الإنسان وأوجبت حمايتها».

وبين طراد أنه «لا توجد وسيلة أفضل لحث الدول وتشجيعها لتحسين أدائها في مجال حقوق الإنسان من الوفاء بالتزاماتها الدولية والتعاون في إطار آليات حقوق الإنسان، وأهمها الاستعراض الدوري الشامل في جوٍ من التفاهم ومراعاة قيم وثقافات الشعوب واستثمارها في تعزيز وحماية حقوق الإنسان». جنيف- بنا

موقف الكويت

بدوره، أكد مندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية جمال الغنيم ضرورة «تعزيز الآليات الدولية لحقوق الإنسان والنهوض بالمساواة والتصدي للتمييز ومكافحة الإفلات من العقاب وحماية حقوق الإنسان في حالات النزاع والعنف وانعدام الأمن».

وأوضح ان «الكويت تدعم بشكل كامل مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان لما تمثله ولايته من دور رئيسي وفعال للدفاع عن حق كل إنسان بالتمتع الكامل لحقوقه مع استعداد الكويت للاستمرار في التعاون الفعال مع كافة الأجهزة المرتبطة بهذا المكتب».

واشاد الغنيم بتركيز المفوض السامي على «وضع مشكلات مثل انتشار الاوبئة والامراض والتأثير المتوقع للتغيرات المناخية السلبية على حقوق الانسان كما اكسب التقرير بعدا هاما يتطلب اهتمام المجلس والدول الاعضاء». واضاف في هذا السياق ان دولة الكويت «كانت سباقة في التفاعل مع الامم المتحدة لمواجهة أزمة ظهور فيروس ايبولا فتبرعت بمبلغ خمسة ملايين دولار الى منظمة الصحة العالمية.

Email