انقسام فلسطيني ومعاناة في دول عربية وارتهان دولي للسياسات الإسرائيلية

الأحداث المشتعلة غيبت القضية الفلسطينية

شبان فلسطينيون يواجهون الاحتلال وقمعه - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم ان العملية السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين ماتت فعلياً منذ مدة، الا ان الأحداث المشتعلة في المنطقة العربية والعالم اثرت سلباً بشكل او بآخر على قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قضية العرب الاولى وابعدتها عن دائرة الاهتمام وخاصة في وسائل الاعلام العربية والغربية.

ففي زمن تنظيم داعش الذي تُنحر فيه الرقاب ويُحرق الناس فيه احياء وتُحطم المتاحف وتُحرق المكتبات، يرى محللون انه لم يعد أحد يملك رفاهية التفكير في قضية فلسطين التي لازال قادتها منقسمين ويتحاربون بحجة ان كل فريق منهم يعتقد أن فكرته عن تحرير فلسطين هي الأصوب.

سنوات عجاف مر بها الفلسطينيون وازمات خانقة وحروب مدمرة ولم يقتنع الاخوة المتخاصمون في شطري الوطن فلسطين - بضغوط خارجية – بضرورة انهاء هذا الفصل الاسود من تاريخ قضيتهم الوطنية، حتى وبعد ان رأوا الويلات التي تعم على شعوب المنطقة جراء مخططات خبيثة تستهدف العرب والمسلمين.

فالأوطان العربية تقسمت وتشرذمت وملايين البشر اصبحوا لاجئين جوعى عراة مرضى، فمن الصعب ان يتذكر من هم تحت هذه المعاناة فلسطين وقضيتها العادلة. حتى ان نشرات الاخبار لم تعد تهتم بالحدث الفلسطيني وان ذكرته تذيل به نشراتها.

ويقول الكاتب الفلسطيني عبد الواحد الحميد انه في ظل ذلك الوضع «لا أحد يفتقد غياب المسجد الأقصى الذي يأتي ذكره في ذيل نشرات الأخبار عندما يمنع جنود الاحتلال الاسرائيلي الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة في رحابه، في احتلال القدس بالكامل بكل رمزيتها الدينية ومساجدها وتاريخها الطويل الذي يريد الاسرائيليون إقناع العالم بأن الحضور الفلسطيني والإسلامي فيه هو مجرد فصل صغير لا قيمة له».

ان العملية السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين ماتت فعلياً في الوقت الراهن، ومن الواضح ان الفلسطينيين لن يعودوا للمفاوضات الثنائية مع الجانب الإسرائيلي إلا بعد الموافقة على الشروط الفلسطينية والتي حملها الفلسطينيون إلى مجلس الأمن وتتمثل بوقف كامل للاستيطان وبإشراف دولي وجدول زمني محدد حسب ما اكد المسؤولون الفلسطينيون مراراً وتكراراً في الآونة الاخيرة.

وباعتراف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. نبيل شعث فان العملية السياسية على «مدار 20 عاما عبارة عن عملية خداع في ظل إشراف أميركي أحادي ولم ينتج عنها إلا مضاعفة الاستيطان وسرقة 92 في المئة من المياه و62 في المئة من الأرض الفلسطينية».

ولان موقف المجتمع الدولي الذي لايزال رهينة للسياسات الإسرائيلية المحمية أميركيا، يقف عاجزاً عن حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وبسبب الغياب الكبير الذي تسجله القضية الفلسطينية وانحسار الاهتمام بها تماماً في الآونة الاخيرة تكون الخطوات التي تتخذ اوروبيا هنا وهناك تعبر عن انجاز كبير بالنسبة للفلسطينيين.

ويقول مراقبون للشأن الفلسطيني ان «اتخاذ بعض البرلمانات الأوروبية قرارات بالاعتراف بفلسطين كدولة حتى وإن كانت تلك القرارات غير ملزمة للحكومات، واعتراف الحكومة السويدية رسمياً بدولة فلسطين هي خطوات مهمة بالنسبة للقضية ولكنها ليست المطلوبة بعد كل هذه السنوات».

الارهاب وما يقوم به المجرمون الذي يرتكبون جرائمهم باسم الاسلام وهو منهم براء اتخذه الكثير حجة لتغييب القضية الفلسطينية عن المشهد العام، الا ان الكثير من الزعماء تحدثوا عن ان حل القضية الفلسطينية العالقة منذ ما يقارب سبعة عقود من شأنه أن يساهم في نزع الذرائع من أيدي المتطرفين ويسهم في التخلص من العنف والتطرف والإرهاب الذي تعيش على وقعه المنطقة والعالم أجمع.

ويقول عضو المجلس الوطني الفلسطيني عبدالرحيم جاموس إن «تحديات المرحلة كبيرة وخطيرة، تستوجب المراجعة الشاملة للسياسات والأدوات والأساليب، قبل أن يفقد الجميع زمام المبادرة، وتصبح إسرائيل اللاعب رقم واحد في نظام الشرق الأوسط الجديد الذي يجري ترتيبه على قدم وساق، وعندها تضيع الحقوق العربية الفلسطينية».

Email