دي ميستورا يمشي وسط حقل الألغام في حلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 في وقت يجري وفد دولي مكلف من قبل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سلسلة من الاجتماعات مع طرفي النزاع في حلب بغية التوصل إلى وقف تجميد القتال في أماكن محددة، جاء ضرب مقر الاستخبارات الجوية على يد الفصائل المعارضة بمثابة إنذار باستحالة تراجع حدة العنف.

لكن فريق المبعوث الدولي المتواجد في حلب لم يستسلم لهذا القلق الدولي وتلك المواقف الرافضة من قبل بعض الأطراف المعارضة، حيث يسعى بنظر المعارضة في استثمار الثغرات المحلية قدر المستطاع باللجوء إلى شق صفوف أطراف المعارضة الميدانية عبر لقاءات انفرادية كتكيتك جديد متبع، لعله ينجح في استمالة جهات محلية تغرد خارج سرب المعارضة الرئيسة في الخارج على غرار ما جرى في حمص.

وإن كان دي ميستورا يطمح أن ينعش مبادرته بأي وسيلة كانت، فإنه يتكأ في ذلك على خيارات أقرب إلى تصورات النظام السوري من جهة إمكانية شق صفوف المعارضة المحلية مستندة إلى تجارب سابقة في كل من دمشق وحمص. ومن المرجح، بحسب وجهة نظر دي ميستورا، أن تتحمس أطراف محلية مسلحة للشروط المقترحة تحت ضغط الغليان الشعبي بفعل انهيار مقومات الحياة الرئيسية في حلب.

عوامل وسد

هذا التقارب الذي يحاول دي ميستورا وفريقه استنساخه بطريقة غير مباشرة قد يغفل في طريقه عديدة من العوامل ممكن أن تقف سداً منيعاً أمام أي خطوة يحاول المبعوث الأممي من خلالها الالتفاف على المعارضة السياسية الخارجية والفصائل العسكرية الداخلية وفق وجهة نظر المراقبين. ويأتي على رأس تلك العوامل: هيمنة طرفين رئيسين عسكرياً على مناطق نفوذ المعارضة، هما جبهة النصرة والجبهة الشامية، وكلاهما يرفضان المبادرة كل وفق حساباته الخاصة لكنهما يتفقان على صيغة الرفض من حيث المبدأ، ما يعني أن المساعي الانتقائية المصاحبة لسلوك فريق دي ميستورا مرشحة أن تصطدم بحواجز تلك القوى.

العامل الثاني يتمثل في ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية بسبب ظروف الحروب، إلا أن الوضع العام في حلب يختلف من حيث درجة التدهور عن مناطق المعارضة في دمشق وحمص، لأن منافذ حلب وريفها تكاد تكون متصلة مع الحدود التركية من جهة إدلب وإعزاز.

في حين يبدو العامل الثالث متمثلاً في فشل النظام وحلفائه في قطع الطريق الدولي من جهة تركيا عقب معارك شمال حلب الأخيرة.

سيطرة

ستحقق السيطرة على شمال حلب للنظام أمرين: الأول، قطع شريان الدعم القادم إلى المعارضة من الخارج، ثانياً، تطويق مدينة حلب وفرض حصار شامل على شريط الشمال الشرقي من المدينة تمهيداً لإذعان المعارضة أمام مبادرة دي ميستورا. وهو أمر لم يجر كما كان يشتهي النظام بسبب إصرار جميع الفصائل العسكرية في رد هذا الهجوم، نظراً لأهمية حلب التي تشكل بيضة القبان في النزاع السوري.

Email