المبعوث الأممي: ما حدث في ليبيا لن يتكرر باليمن

هادي: لا حوار قبل خروج الحوثيين من صنعاء

تظاهرات في تعز تدعم الرئيس اليمني رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفض الرئيس عبدربه منصور هادي إجراء أي حوار قبل خروج الحوثيين من صنعاء، مشيراً إلى أن خمسة أقاليم بدأت تطبيق مخرجات الحوار، فيما أكد المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر، أن الحل السياسي هو الأمثل للخروج باليمن من أزمته، مشيراً إلى أن ما حدث في ليبيا لن يتكرر في اليمن. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة استمع خلالها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لإيجاز من بنعمر حول الوضع في اليمن، وأكد المجلس دعمه لشرعية الرئيس هادي وشدد على المحافظة على وحدة اليمن. وقال بنعمر خلال مؤتمر صحافي في عدن، إن تقدماً أحرز في الحوار.

بنعمر الذي وصل عدن برفقة قادة الأحزاب باستثناء الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي، (حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح) حاول استرضاء الجنوبيين، وقال إنه أبلغ مجلس الأمن الدولي مخاوفهم من نقل الصراع على السلطة في الشمال إلى الجنوب.

وأضاف: «أكدت لمجلس الأمن أن هناك توافقاً سياسياً بين القوى المتحاورة في صنعاء»، موضحاً أن من بين القضايا التي تم الاتفاق عليها قضايا متصلة بالسلطة التشريعية والسياسية في اليمن. لكنه قال إنه أوضح للمجلس أن هناك متشددين من جميع الأطراف يحاولون عرقلة جهوده السياسية. وشدد بنعمر على أن المفاوضات السلمية هي الطريق الوحيد للحل وإن إدارته تتواصل مع جميع الأطراف السياسية. وقال إن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو الحل السياسي السلمي، حاثاً جميع الأطراف على الانخراط في الحوار، داعياً إلى عدم دعم الطرف الذي يستعمل العنف.

ونبه المبعوث الدولي إلى أن الحوار يجب ألا يدعم الطرف الذي يستعمل العنف، في إشارة إلى المسلحين الحوثيين. وأشار إلى وجود أطراف تسعى لتقويض العملية السياسية. لكنه جزم بأن أي جهة ترغب في التدخل العسكري في اليمن واهمة، وأن ما حدث في ليبيا لن يتكرر في اليمن.

دعم دولي

وكان مجلس الأمن الدولي شدد، خلال جلسته أمس، على وحدة اليمن واستقراره، وضرورة التزام كافة الأطراف بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولا سيما القرار الأخير رقم 2201 الذي يطلب من الحوثيين تسليم مؤسسات الدولة والانسحاب من المدن ورفع الإقامة الجبرية عن كبار المسؤولين.

وجدد المجلس وقوفه ومساندته المطلقة لجهود الوساطة التي يقودها بنعمر، مشدداً على وحدة وسيادة اليمن. وقال رئيس مجلس الأمن السفير فرانسوا ديلاتر، مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، والذي تتولى بلاده رئاسة أعمال المجلس للشهر الجاري، إن أعضاء المجلس أكدوا في جلسة المشاورات المغلقة، والتي استمعوا خلالها لإفادة بنعمر حول آخر مستجدات الأزمة اليمنية، على ضرورة المحافظة على تماسك ووحدة الأراضي اليمنية».

وعقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة، والتي استمرت لأكثر من ساعتين، دعا أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف الإقليمية إلى «عدم التدخل في شؤون اليمن، كما دعوا جميع أطراف الأزمة في اليمن إلى ضرورة الالتزام بقرارات المجلس ذات الصلة».

وأضاف ديلاتر: «قدم بنعمر إحاطة لنا بشأن جهود الوساطة التي يقوم بها حالياً، وكذلك بشأن التهديدات التي تمثلها الجماعات الإرهابية، ودعا أعضاء المجلس جميع أطراف الأزمة بالتنفيذ الكامل لقرار المجلس رقم 2101، وعلى ضرورة الوصول إلى اتفاق سياسي يتفق مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي». وختم بالقول: «لا شك أن الاجتماع يبعث برسالة قوية تعزز من جهود بنعمر، وتؤكد أن وحدة اليمن وسيادته مسألة لها أولوية كبيرة لدى المجلس».

شروط هادي

في الأثناء، قال سياسيون يمنيون التقوا هادي في عدن إنه أبلغهم رفضه الانخراط في أي حوار قبل أن يبدأ الحوثيون بتنفيذ البند الأول من اتفاق السلم والشراكة، والذي ينص على انسحاب فوري للمسلحين الحوثيين من صنعاء. وقال هؤلاء لـ«البيان»: إنّ قادة أحزاب الاشتراكي والإصلاح والناصري والتجمع الوحدوي وآخرين، التقوا بالرئيس هادي، بحضور بنعمر، ووضعوه في صورة المقترحات المتداولة في جلسات الحوار الدائرة في صنعاء.

ووفق هؤلاء فإنهم أبلغوا الرئيس أن أحزاب الإصلاح والاشتراكي والناصري يؤيدون فكرة أن يكون هناك أربعة نواب للرئيس، في حين يطرح تحالف صالح والحوثيين ضرورة تشكيل مجلس رئاسي، ومن خلال الضغوط يمكن لهذا التحالف أن يقبل بهادي رئيساً لهذا المجلس.

وأضافت مصادر الوفد الحزبي أن الرئيس هادي أبلغ الحاضرين تمسكه بالمبادرة الخليجية ومقررات مؤتمر الحوار واتفاق الشراكة والسلم. وقال إنه لا يمكن الحديث عن أي حوار قبل تنفيذ الحوثيين البند الأول من اتفاق الشراكة والسلم، والذي ينص على انسحاب مسلحيهم من العاصمة وبقية المدن فوراً.

ووفقاً لما ذكره المشاركون، فإن قادة وممثّلي الأحزاب أبدت تفهماً لما طرحه هادي. في الغضون، أفادت مصادر بأنّ لقاء مغلقاً جمع بين هادي وبنعمر إثر الاجتماع الحزبي، ولم تعرف تفاصيل ما دار فيه.

هادي: خمسة اقليم بدأت بتنفيذ مخرجات الحوار. وخلال استقباله ممثلي شباب إقليم الجند (محافظتي تعز وإب) قال هادي إن خمسة أقاليم أعلنت عن نفسها وأكدت على تطبيق مخرجات الحوار الوطني ورحبت بعملية الاستفتاء على الدستور ولم يتبق إلا الإقليم السادس وهو في إطار الحوار وبما يحفظ امن واستقرار ووحدة اليمن. وشدد هادي على أهمية الاصطفاف الوطني للخروج بالوطن إلى بر الأمان وتجاوز تحدياته والصعوبات التي يمر بها.

مقترحات

اقترح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، على الأحزاب المشاركة في الحوار بصنعاء، الدخول في مناقشة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعد الاتفاق على تشكيل المجلس التشريعي، وتأجيل نقاش موضوع الرئاسة إلى وقت آخر، بسبب الخلافات العميقة بين تحالف صالح والحوثيين من جهة، وبقية الأحزاب الرئيسية من جهة أخرى.

وقالت مصادر: إن النقاشات حول آلية تشكيل حكومة الوحدة لم تخرج بأي نتيجة، حيث يصر حزب صالح على توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المقترحة بين أربعة مكونات بالتساوي هي: الحوثيين وفصيل الحراك الجنوبي المشارك في الحوار، وحزب صالح وتكتل اللقاء المشترك.

«الخارجية» المصرية تنفي عقد أي لقاءات للحوثيين

 

نفت وزارة الخارجية المصرية، أمس، ما تداولته بعض وسائل الإعلام، حول قيام وفد ممثل لجماعة الحوثيين اليمنية بعقد لقاءات مع المسؤولين في وزارة الخارجية بالقاهرة.

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي، في بيان أمس، على موقف مصر الداعم لمؤسسات ورموز الدولة الشرعية وأهمية اضطلاعها بمسؤوليتها القومية من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية ومصالح شعب اليمن الشقيق.

وكانت الخارجية المصرية جددت، في وقت سابق، تأكيداتها على أن «مصر تتمسك بوحدة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه مع أهمية التزام جميع الأطراف السياسية اليمنية بمواصلة الحوار السياسي برعاية أممية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، باعتبارها السبيل الوحيد لحل أزمات البلاد الحالية من أجل تجنيب الشعب اليمني مخاطر الانزلاق إلى صراعات مسلحة ستكون نتائجها كارثية على اليمن وعلى المنطقة بأثرها».

كما أكدت أن «مستقبل اليمن يتحدد بالتوافق بين الأطراف السياسية المختلفة ودون لجوء أي طرف لفرض رأيه على الأطراف الأخرى بالقوة».

وكان عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين عبد الملك العجري قال إن وفد من الحركة وصل إلى القاهرة برئاسة رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس السياسي للجماعة حسين العزي، لمقابلة مندوب اليمن الدائم بجامعة الدول العربية لبحث آخر التطورات السياسية على الساحة اليمنية، ومناقشة كيفية فتح علاقة مع القيادة المصرية لبحث سبل التعاون المشترك.

وأضاف العجري في تصريحات صحافية، أن الحركة تتطلع لدور مصري فاعل باعتبارها قائدة الدول العربية، إلى جانب دورها السابق في نجاح ثورة سبتمبر 1962.

Email