علماء: الاحتباس الحراري من أبرز أسباب الثورة السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مرور أربع سنوات على الثورة السورية، ما زال لغز اندلاعها في بلد تحكمه قبضة حديدية يحير ليس فقط السياسيين، بل العلماء في مجال البيئة أيضاً، حيث أدلى فريق منهم بدلوه أخيراً ليخرجوا باستنتاج أن من الأسباب العميقة لاندلاع الثورة «الاحتباس الحراري والجفاف».

 وأرجع هؤلاء الباحثون الأميركيون سبب الاضطرابات السياسية إلى انهيار الإنتاج الزراعي ووقوف الرئيس بشار الأسد مكتوف اليدين تجاه إفلاس سكان الأرياف. ولا يبقى على السوريين سوى محاولة تذكر حركة الرياح في الشتاء ورطوبة التربة في الصيف لتفسير سبب اندلاع ثورتهم.

موجة الجفاف

وضربت موجة الجفاف الأشد في تاريخ البلاد المنطقة الزراعية الرئيسية في شمال سوريا بين 2007 و2010 ما ارغم المزارعين ومربي المواشي المفلسين على النزوح إلى المدن حيث غذى الفقر وسوء ادارة الدولة السورية مع تضافر عوامل اخرى الحراك الاحتجاجي الذي اندلع في ربيع 2011، كما أوضح هؤلاء الباحثون في تقارير صادرة عن الأكاديمية الأميركية للعلوم.

وقال عالم المناخ في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك والمشارك في الدراسة ريتشارد سيغر: «الاحتباس الحراري الحالي الناجم عن نشاطات بشرية اسهم على الأرجح في تفاقم موجة الجفاف في هذه المنطقة».

نتائج الاحتباس

وبرأي هؤلاء العلماء الأخصائيين في المناخ فإن عاملين رئيسيين ينتجان عن الاحتباس الحراري، اذ يبدو انه اضعف بصورة غير مباشرة منظومة الرياح التي تحمل امطار البحر المتوسط ما يخفض معدل المتساقطات خلال موسم الأمطار. كما ان ارتفاع درجات الحرارة زاد تبخر رطوبة الأرض خلال فصل الصيف الحار.

إلى ذلك فإن حفر الابار بصورة غير مشروعة ادى إلى تراجع كبير في احتياطات المياه الجوفية التي كان من الممكن ان تخفف من تبعات الجفاف الذي تسبب بتدهور الإنتاج الزراعي بنسبة تزيد عن 30 في المئة. وهذا النشاط يسهم في ربع اجمالي الناتج الداخلي في سوريا.

هلاك المواشي

في المناطق الأكثر تأثراً في شمال شرق سوريا نفقت قطعان المواشي بشكل شبه تام وتضاعفت اسعار الحبوب ما ارغم نحو 1,5 مليون شخص إلى مغادرة الأرياف إلى ضواحي المدن التي تدفق إليها أصلاً لاجئون من الحرب في العراق.

Email