الأقباط يهجرون سيناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالة من الذعر يعيشها أهالي سيناء من الأقباط عقب تنامي حالة الاستعداء والاستهداف التي يشنها تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي ضد الأقباط في سيناء، حيث هدد التنظيمُ الأقباطَ في سيناء بالذبح في حال عدم مغادرة سيناء، وهو الأمر الذي جعل عدداً من الأسر القبطية في سيناء ترحل عن منازلها، خوفاً من تلك الخطة الممنهجة لاستهدافهم، التي يقوم بها التنظيم الإرهابي، وسط حالة من التضارب في التصريحات بين الجهات الرسمية وغير الرسمية حول رحيل الأقباط في شمال سيناء عن بيوتهم.

هلع وذعر

وبحسب بيان صادر عن المنسق العام لائتلاف أقباط مصر بشمال سيناء، أبانوب جرجس، والذي حصلت «البيان» على نسخة منه، فإن أقباط شمال سيناء يعيشون حالة من الهلع والذعر عقب حوادث القتل والحرق والخطف ضد الأقباط في المدينة، والتي حدثت أخيراً تنفيذاً لوصية المتحدث باسم تنظيم «داعش» أبي محمد العدناني، والذي طالب فيها باستهداف الأقباط.

مشيراً إلى أن جميع الأقباط في المدينة في حالة تأهب وانتظار لاستهدافهم في أي لحظة، لاسيما عقب وجود أنباء بأن التنظيم لديه حصر بأسماء كافة المسيحيين على أرض شمال سيناء، وهو ما أدى إلى مغادرة ما يقرب من 27 أسرة مسيحية للمحافظة، خوفاً على حياتهم.

مشيراً إلى أن الحصر الذي قام به الائتلاف أكد أن رحيل معظم الأسر المسيحية عن المدينة، ولم يتبق سوى ما يقرب من 200 أسرة فقط.

فيما ذكر البيان تفصيلاً تلك الحوادث التي حدثت أخيراً في حق الأقباط في سيناء، حيث تم قتل المدعو نبيل محروس والذي كان يعمل موظفاً بمرور العريش, وحرق منزل أحد المصريين المدعو عبدالشهيد والذي يعمل ببيع البلاستيكات على «عربة كارو»، بالإضافة للهجوم على منزل أحد المصريين المقيمين بحي ضاحية السلام، وتلاها على فتره متقاربة جداً استهداف وقتل المصري وليام ميشيل، صاحب محل سن السكاكين، وذلك أمام المحل الخاص به، بمنطقة سوق السمك بالعريش.

منطقة حرب

ورغم التأكيدات بوصول تهديدات إلى عدد من الأسر القبطية في سيناء بالمغادرة وإلا الذبح والقتل، ورضوخ عدد من الأسر لهذه التهديدات والمغادرة، إلا أن مصدراً مسؤولاً رفيع المستوى بوزارة الداخلية، نفى لـ«البيان» أن يكون هناك استهداف للأقباط بعينهم في سيناء، مؤكداً أن سيناء تعد منطقة حرب بين الدولة وقوى الإرهاب، وأن التهديد يتضمن الجميع هناك وليس الأقباط فقط، نافياً رحيل عدد من الأسر القبطية للمدينة.

وإلى ذلك، شدد المفكر القبطي البارز إكرام لمعي، على ضرورة أن يتم تكثيف الجهود الأمنية والسياسية لحماية الأقباط في سيناء، من تلك العمليات الإرهابية، التي تستهدف عموم المصريين على الحدود الشرقية، مؤكداً على أهمية دور الكنيسة في هذا الملف المهم، لحماية الأقباط، ورعايتهم، وسط كل تلك الأحداث التي تشهدها سيناء، ومحاولات استهداف المصريين في سيناء، على يد تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي والتنظيمات المتطرفة.

فتنة

حذر البعض من احتمال أن تتحول الاعتداءات ضد الأقباط في سيناء لبث حالة من الفتنة الطائفية في الدولة المصرية بين المسلمين والمسيحيين، مشيرين إلى ضرورة تدخل الدولة والقوات المسلحة بشكل فوري لتوفير حماية لهؤلاء الأقباط.

Email