عشية جلسة مفاوضات حاسمة برعاية الأمم المتحدة اليوم

هادي: الحوثيون أسقطوا صنعاء بدعم من إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

خرج الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن صمته وصرح بأن تحالف الحوثيين والرئيس السابق وبدعم إيراني أسقط العاصمة صنعاء، فيما نقلت مصادر صحافية يمنية عن الحوثيين تهديدهم بحل الأحزاب التي «تعرقل العملية السياسية».

وكذلك باجتياح تعز والجنوب، في وقت قال مفاوضون يمنيون إن جلسة مفاوضات حاسمة برعاية الأمم المتحدة ستعقد اليوم بعد وعود قطعتها ثلاثة أحزاب رئيسية بإنهاء المقاطعة والعودة إلى المفاوضات. ونقل قادة سياسيون ومسؤولون من إقليم سبأ عن هادي عقب لقائه في عدن القول: «صنعاء عاصمة محتلة من قبل مسلحي جماعة الحوثيين المدعومة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وأضاف: «الحوثيون ينفّذون أجندة إيران خلال الأعوام الماضية، وسيطروا على مؤسسات الدولة وقوات الجيش، وتسببوا في انهيار الدولة». واتهم الرئيس اليمني صراحة جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح وبدعم من طهران بالعمل على إفشال المبادرة الخليجية وإعاقة عملية الانتقال السياسي.

وقال مسؤول رفيع في محافظة مأرب حضر اللقاء مع هادي لـ «البيان»: الرئيس أبلغنا أن صالح أرسل وفداً برلمانياً إلى طهران قبل سقوط صنعاء تعهد فيه لإيران بإسقاط المبادرة الخليجية وإفشال عملية التسوية مقابل أن تضمن طهران تحالف الحوثيين معه وأن لا يدخلوا في مواجهات مع أتباعه على خلفية حروب صعدة.

صالح والحوثيون

وأضاف ان هادي وخلال استعراضه للأحداث التي أدت إلى سقوط العاصمة أبلغ الحضور، ومن بينهم قيادات في حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه الرئيس السابق، أن تحالف صالح والحوثيين وبالتنسيق مع إيران هو الذي أسقط العاصمة بيد الميليشيات، وقال إن صنعاء باتت مدينة محتلة.

وقال المسؤول إن هادي جدد تأكيد التزامه بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وإقامة الدولة الاتحادية باعتبار أن ذلك هو المخرج الوحيد لليمن. لأنه لا يمكن تحقيق استقرار ولا عدالة إلا بشراكة حقيقية في السلطة والثروة.

ليس اختياراً

وقال الرئيس اليمني إن وجوده في عدن لم يكن اختياراً ولكن الجميع يعرف تداعيات ذلك بعد الانقلاب.

وأكد أن خروجه لم يكن من أجل إعادة التشطير كما يدعي البعض ولكن من أجل الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن. وقال: أي مشاريع صغيرة تحت أية يافطة أو مسمى مصيرها الانهيار والزوال أمام إرادة الشعب والإجماع الوطني.

وجدد ممثلو إقليم سبأ دعمهم ووقوفهم إلى جانب الشرعية الدستورية وتمسكهم بها وبمخرجات الحوار الوطني المبني على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومشروع دستور دولة اليمن الاتحادية.

كما أكدوا أن وحدة وأمن واستقرار اليمن رهن بتنفيذ مخرجات الحوار. وأدانوا الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية في البلاد، مؤكدين وقوفهم إلى جانب إخوانهم في المحافظات الجنوبية لحل قضيتهم العادلة وفق مخرجات الحوار.

جلسة حاسمة

إلى ذلك، قال مفاوضون يمنيون إن جلسة مفاوضات حاسمة برعاية الأمم المتحدة ستعقد اليوم بعد وعود قطعتها ثلاثة أحزاب رئيسية بإنهاء المقاطعة والعودة إلى المفاوضات.

وحسب المفاوضين فإن حزبي الإصلاح والاشتراكي إلى جانب العدالة والبناء وعدوا بالعودة إلى جلسة المفاوضات اليوم، والتي ستكرس لحسم موضوع نقل الجلسات من صنعاء إلى مدينة أخرى داخل اليمن أو دولة أخرى بموجب قرار مجلس الأمن.

وقال هؤلاء إن تحالف حزب صالح والحوثيين هدد بالذهاب نحو تشكيل مجلس رئاسي إذا استمرت الأحزاب الرئيسية في المقاطعة، وجدد رفضه نقل المفاوضات إلى أي مكان آخر داخل اليمن أو خارجه.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر قال إنه اتفق مع قيادات أحزاب الإصلاح والناصري والاشتراكي على العودة إلى المفاوضات في صنعاء بهدف إيجاد اتفاق سياسي شامل ينهي الأزمة بشكل سلمي وتوافقي.

وقال بيان صادر عن مكتب بنعمر إن المبعوث الأممي عقد لقاءات منفردة مع قيادات في حزب الإصلاح والاشتراكي والناصري، وإن قيادات الأحزاب الثلاثة أكدت تشبّثها بالحوار والتوافق وشدّدت على ضرورة إيجاد مخرج آمن لليمن.

موقع الرئيس

وجدد التنظيم الناصري تمسكه بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقال إنه لن يشارك في أي حوار حول هذه القضية. وقال رئيس الدائرة السياسية في التنظيم عبد الله المقطري «الحوار حول قضية فراغ السلطة لم يُعد قائماً لأن الرئيس هادي سحب استقالته رسمياً من مجلس النواب وعاد يُمارس مهامه».

وأضاف: «نحن مع الحوار حول القضايا التي تضمنها قرارات مجلس الأمن والتي سبق لنا وأن طرحناها وقدمناها من اللقاء المشترك وأهمها قضية انسحاب الميليشيات الحوثية من العاصمة وبقية المحافظات وإخلاء مؤسسات الدولة التي تم السيطرة عليها، وعدم التعرض للمسيرات بالقمع».

حل الأحزاب

ذكرت أنباء صحافية أن اجتماعاً ضم صالح الصماد وحمزة الحوثي، منتصف الأسبوع الماضي، مع قيادات من المكتب السياسي للحزب الاشتراكي، في صنعاء.

ونقلت صحيفة «الشارع» الصادرة أمس، عن مصدر سياسي وصفته بـ «الرفيع» تأكيده أن الصماد والحوثي «أبلغا قيادات الحزب الاشتراكي أنه في حال استمرت الأحزاب في عرقلة العملية السياسية واستقرار البلاد فإن الجماعة ستحل الأحزاب». وأضافت الصحيفة بأنهما هددا باجتياح مسلحي جماعتهما لتعز والجنوب.

وقال المصدر، نقلاً عن قيادات في الحزب الاشتراكي: «الصماد وحمزة الحوثي قالا أيضاً إنه في حال تم نقل الحوار إلى مدينة تعز فمسلحو جماعتهما سيجتاحون تعز وسيسيطرون عليها، وأنه في حال استمر الرئيس عبد ربه منصور هادي في ما يقوم به في عدن فمسلحو الجماعة سيجتاحون الجنوب ويسيطرون عليه».

وذكرت الصحيفة ذاتها، أنها لم تتمكن من التأكد من صحة هذه المعلومات من أحد قيادات الحزب الاشتراكي.

قتيل في اشتباك

لقي مسلح قبلي مصرعه وأصيب آخرون أمس، إثر اندلاع اشتباكات مسلّحة بين جنود ومسلحين قبليين في منطقة المنصورة بمدينة عدن (جنوب اليمن).

وأوضحت مصادر محلية أن مواجهات مسلحة دارت بين جنود من الدفاع الجوي ومسلحين قبليين، بعد نشوب نزاع بين الطرفين على قطعة أرض، نتج عنها مقتل مسلح قبلي وسقوط جرحى من الطرفين. وأشارت المصادر إلى أن الجانبين يدّعيان ملكيتهما قطعة الأرض التي تنازعا عليها.

أعضاء جنوبيون بـ»المؤتمر« ينتقدون مواقف قيادة الحزب

 

أكد أعضاء في حزب المؤتمر الشعبي اليمني في الجنوب تمسّكهم بالشرعية الدستورية والتنظيمية للرئيس عبدربه منصور هادي النائب الأول والأمين العام لحزب المؤتمر. ورفض بيان هؤلاء ما صدر عن اجتماع اللجنة العامة لحزب المؤتمر المنعقد السبت، وقال إن ما تضمنه «مغالطات وتزييف للحقائق».

وأدان أعضاء حزب المؤتمر في الجنوب «التماهي الواضح للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام مع الانقلابيين الحوثيين، والذي تعزز برفض نقل الحوار إلى منطقة آمنة». ووصف التطورات الأخيرة في صنعاء بـ«الانقلاب المتكامل الأركان على الشرعية الدستورية من قبل الميليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي ومن ساندهم».

استمرار المسيرات

وشارك ألوف المحتجين في مسيرات في مدينتي إب وصنعاء باليمن للتنديد بحكم الحوثيين للبلاد وتأييدا للرئيس عبد ربه منصور هادي.

 ففي مدينة إب شارك ألوف في مسيرة، بينما شارك مئات في مسيرة مماثلة بالعاصمة صنعاء. ورفع المتظاهرون لافتات تعبر في أغلبها عن رفض «الانقلاب» والحوثيين، ورددوا هتافات تطالب «بسقوط حكم الحوثي» وتؤكد دعم الشعب اليمني وتأييده للرئيس هادي وللدولة المدنية.

Email