«21 فبراير» يوم انتخابه وفراره بفارق 3 سنوات

هروب هادي من صنعاء لا يزال لغزاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

من مفارقات الصدف أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي غادر صنعاء أول من أمس الموافق 21 فبراير، كان انتخب رئيساً لليمن في 21 فبراير 2012.

ورغم مرور ثلاثة أيام على إفلات الرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي من قبضة الحوثيين ووصوله إلى عدن، إلا أن قصة هروبه لا تزال لغزاً لم يتمكن أحد من فك شفرته على نحو قاطع.

ومع تعدّد الروايات حول قصة الخروج، إلا أنها أجمعت على أن هادي غادر منزله مساء الجمعة من صنعاء بمساعدة من أجهزة مخابرات عربية وأطراف محلية، في عملية كانت محفوفة بالمخاطر لأن فشلها كان يعني، ربما، فقدان هادي لحياته.

الرحلة التي استغرقت اثنتي عشرة سنة لك تكشف تفاصيلها الكاملة غير أن تخفيف الحوثيين من الحراسات حول منزل هادي وإيقاف تفتيش الزوار ساعد على تنفيذ المهمة التي أدارها قائد الحرس الرئاسي صالح الجعيملاني.

مخابرات دولية

ووفق مصادر فإن أجهزة مخابرات إقليمية ودولية أشرفت على تنفيذ العملية قطع خلالها الرئيس هادي نحو 400 كيلو متر خلالها بثلاث محافظات شمالية، هي: ذمار وإب وتعز.

وكشفت شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن تفاصيل جديدة لمغادرة هادي، مشيرةً إلى أنها تمت بموافقة الحوثيين، وبوساطة عمانية إيرانية مقابل اشتراطات وضعها الحوثيون والوسطاء، تقضي بعدم تدخل هادي في الشأن السياسي أو الاعتراض على ما ورد في ما سمي بالإعلان الدستوري للحوثيين». و

نفى مصدر مقرب من الرئيس المستقيل وجود أي دور للرئيس السابق علي عبد الله صالح في مغادرة هادي لصنعاء. كما نفى المصدر علم الحركة الحوثية مسبقاً بعملية المغادرة متهماً إياها بنهب محتويات منزل الرئيس المستقيل، ولكن مصادر حوثية رفضت هذه الاتهامات.

شيخ قبلي

وقالت صحيفة «عدن الغد» إنها تحصلت على تفاصيل خاصة حول العملية. ونقلت عن أحد أفراد حماية الرئيس قوله إن عملية إخراج هادي تم الإعداد لها منذ أكثر من أسبوعين وتحديداً عقب سحب الولايات المتحدة لسفارتها في اليمن.

وأوضح أن العملية تمت بالتنسيق بين وحدة حماية الرئيس وجهاز استخبارات خليجي بارز وبمعاونة مشائخ بارزين في شمال اليمن. وقال إن شيخاً قبلياً بارزاً في شمال اليمن يقطن في صنعاء ويتمتع بعلاقة جيدة مع المملكة العربية السعودية وأطراف سياسية في نظام صالح كان «مهندس» عملية إخراج هادي من منزله.

وبحسب المصدر فقد شارك في العملية عدد من الأطراف والشخصيات القبلية بشمال اليمن وبإشراف شخصي من قائد الحماية العسكرية للرئيس هادي صالح الجعيملاني. وحددت لحظة خروج الرئيس من منزله بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بمعسكر الصباحة التابع للقوات اليمنية الخاصة.

وأوضح أن العملية تمت عند الساعة السادسة من مساء الجمعة، حيث تحركت سيارة واحدة وعلى متنها الرئيس ومرافقان ووصلت حتى منطقة جنوب صنعاء، حيث تم تبديل السيارة.

تخفيف حراسة

قال عبده الجندي الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه الرئيس السابق، إن القوى السياسية كانت تطالب بالإفراج عن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لأسباب إنسانية وصحية. وألمح إلى أن تخفيف الحوثيين الحراسة على هادي مكّنه من الخروج. وأوضح أن الحوثيين، بسبب تعرضهم للنقد من القوى المحلية والإقليمية والدولية، قاموا بتخفيف الحراسة على منزل هادي.

Email