الجيش يؤكد الإصرار على اقتلاع الإرهاب من جذوره

السيسي: الهجوم حرب على مصر

عربة عسكرية قرب مطار ألماظة استعداداً لوصول الجثامين - أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد هجوم إرهابي دامٍ أسقط عشرات الشهداء والجرحى شمالي سيناء، قطع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مشاركته في القمّة الإفريقية في إثيوبيا أمس، معتبراً الهجوم حرب على مصر، ومؤكداً أن بلاده تدفع ثمن مواجهتها الإرهاب، وفيما شدّد الجيش على إصراره سحق الإرهاب واقتلاعه من جذوره، قتل طفلان أحدهما رضيع بمواجهات مع الإرهابيين في الشيخ زويد.

وأدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الحادث الإرهابي الذي وقع شمالي سيناء. وأكّد الرئيس المصري، الذي قطع مشاركته في القمة الأفريقية بإثيوبيا، أنّ «مصر تدفع ثمن مواجهتها للإرهاب والتطرّف، موضحاً أنّ «الأمر بمثابة حرب على مصر التي تحارب أقوى تنظيم سرّي في القرنين الماضيين فأفكاره وأدواته السريّة، والمصريون خرجوا عليهم من قبل.

وأنّ ما يحدث هو أقل ثمن يدفع». وأضاف السيسي أنّ «هناك ثمنا أكبر بكثير كانت ستدفعه مصر إذا استمر الإخوان في الحكم»، داعيا الإعلام إلى أن «يعي دوره ويقوم بتوعية المصريين بالأخطار التي تحيط بالبلاد»، ومتوعّداً بالثأر لدماء الشهداء.

اقتلاع الإرهاب

في السياق، أكّد المجلس الأعلى للقوات المسلّحة المصرية إصرار مصر على اقتلاع جذور الإرهاب والقضاء عليه. وشدّد في بيان عقب اجتماعه لبحث وتحليل الأحداث التي شهدتها منطقة شمالي سيناء على أنّ «الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تثنينا عن القيام بواجبنا المقدس نحو اقتلاع جذور الإرهاب والقضاء عليه».

وأشار إلى «استمرار وتكثيف أعمال المداهمات والملاحقات لكافة عناصر الإرهاب والتطرف في سيناء وكافة ربوع البلاد بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية وبالدعم المطلق من جموع الشعب المصري».

وأكّد «الإصرار على الاستمرار في تأمين كافة جهود الدولة لاستكمال خريطة المستقبل» لتحقيق الأمن والاستقرار ودفع جهود التنمية، مشيداً بـ«بطولات أفراد القوات المسلّحة والشرطة المدنية في التصدّي للأعمال الإجرامية التي تهدف إلي النيل من استقرار الوطن».

نعي وتشييع

بدوره، نعى رئيس الوزراء إبراهيم محلب الضحايا. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن محلب وصفه الهجمات بأنّها «عمل إرهابي غادر». وتقدّم محلب والقائد العام للقوات المسلّحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي الجنازة العسكرية التي أقيمت لشهداء الجيش والشرطة الذين سقطوا إثر التفجيرات.

وأعلن الناطق العسكري العميد محمد سمير أنّ «المشيّعين أكّدوا بقاء الجيش والشرطة فداء لشعب مصر، وأنّ مصر ماضية بكل عزم في التصدي للإرهاب واقتلاع جذوره».

تبنّي العملية

وبالتوازي، تبنّت ما يسمى جماعة «أنصار بيت المقدس» التابعة لتنظيم داعش هجمات شمالي سيناء، إذ أعلنت في تغريدة على «تويتر» مسؤوليتها عن هذه الهجمات في سيناء بمدن العريش والشيخ زويد ورفح.

مقتل طفلين

واستمراراً للتطوّرات الميدانية في سيناء، قتل طفلان بينهم رضيع عمره ستة شهور بمواجهات بين الجيش المصري وإرهابيين في الشيخ زويد. فيما اصيب اثنان آخران أحدهما طفل بطلقات نارية.

إرهاب «الإخوان»

وبعد ساعات معدودة، وقع انفجاران في غرب الإسكندرية استهدف أحدهما دورية أمنية ما أدى لإصابة ضابط ومدني رجّح وكيل وزارة الصحة في الإسكندرية أيمن عبد المنعم بتر ساقه. كما قالت مصادر أمنية إنّ «ضابط شرطة أصيب في هجوم بقنبلة خلال محاولة قوة أمنية إلقاء القبض على إرهابي إخواني من منزله في مدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.

وقالت مصادر أمنية وشهود إنّ «6 من عناصر الإخوان أنزلوا ركاب حافلتين عامتين في المدينة وأشعلوا النار فيهما»، مضيفة أنّه في وقت سابق أصيب ثلاثة أشخاص في انفجار قنبلة تركت بجوار مبنى مجلس مدينة الخانكة إحدى مدن القليوبية أيضاً». وأردفت أنّ «قنبلة صوت ألقيت قرب نقطة تفتيش أمنية في قرية أبو زعبل المجاورة».

مطالب بإعادة هيكلة «الداخلية» وتحدّيات الأمن عائقاً

في ظل أحداث العنف التي شهدتها فعاليات الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، والتي لا تزال مستمرة، وتزامنها مع تداعيات مقتل الناشطة السياسية عضو حزب التحالف الاشتراكي شيماء الصباغ، تطلب ذلك تصاعد المواجهات الأمنية ضد مثيري الشغب والمتظاهرين دون تصاريح وفقًا لما نصَّ عليه قانون التظاهر، الأمر الذي أثار مخاوف البعض من عودة سطوة قوات الأمن وعودة العلاقة بين المواطن والشرطة إلى ما قبل الثورة.

ودفعت مخاوف بعض القوى السياسية والحزبية لتجديد مطالبها بإعادة هيكلة وزارة الداخلية، إذ رهنت تلك الأحزاب مشاركتها في الانتخابات التشريعية المقبلة بتنفيذ تلك المطالب، وفي مقدمتها أحزاب التيار الديمقراطي.

ويقول الخبير الأمني البارز اللواء مجدي الشاهد في تصريحات لـ«البيان»، إن «إعادة هيكلة وزارة الداخلية أمر مهم، لا سيّما في ظل وجود تجاوزات من بعض أمناء الشرطة، ولكن الظروف الأمنية الحالية وتصاعد عمليات العنف والإرهاب في معظم محافظات الجمهورية تستلزم قبضة أمنية للسيطرة على الأمور، ومن ثمًّ فإنه ينبغي إرجاء ذلك المطلب لحين الانتهاء من الأحداث المهمة التي تنتظرها مصر خلال الشهرين المقبلين على الأقل».

بدوره، يشير الناطق باسم حزب المصريين الأحرار شهاب وجيه في تصريحات لـ«البيان»، إلى أنّ «المطالب الخاصة بإعادة هيكلة وزارة الداخلية ومؤسسات الدولة هو مطلب جماعي لدى جميع القوى المدنية ولا خلاف عليه، لا سيّما أنها دعوات للتصحيح وليس الهدم، ولكن من الضروري أيضًا اختيار الوقت المناسب لإجراء تلك الهيكلة.

Email