السبسي والمرزوقي إلى جولة الإعادة في انتخابات تونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأهل الباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" العلماني الفائز بالانتخابات التشريعية الاخيرة ومحمد المنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته، الى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التونسية بعدما حلا على التوالي في المركزين الاول والثاني في الدورة الاولى التي جرت الاحد واعلنت نتائجها الرسمية "الاولية" الثلاثاء.

وقال شفيق صرصار رئيس "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" في مؤتمر صحفي ان قائد السبسي حصل على 39,46% من إجمالي اصوات الناخبين والمرزوقي على 33,43% وأنهما سيتنافسان في دورة ثانية.

وبحسب القانون الانتخابي التونسي، وفي حال عدم حصول اي من المرشحين على "الاغلبية المطلقة" من اصوات الناخبين (50 بالمئة زائد واحد) في الدورة الاولى، يتم تنظيم دورة ثانية بين المرشحين الحائزين على المرتبة الاولى والثانية في أجل اقصاه 31 ديسمبر القادم.

وأضاف شفيق صرصار انه سيتم تحديد تاريخ اجراء الدورة الثانية بناء على "طعون" محتملة في نتائج الدورة الاولى، قد تتلقاها الهيئة.

وحل حمة الهمامي مرشح الجبهة الشعبية (ائتلاف من الاحزاب اليسارية الراديكالية) في المركز الثالث (7,82 %) فيما حل الهاشمي الحامدي مؤسس ورئيس حزب "تيار المحبة" المحسوب على الاسلاميين والمقيم في لندن، في المركز الرابع (5,75 %)، وسليم الرياحي رجل الاعمال الثري ورئيس النادي الافريقي التونسي لكرة القدم في المركز الخامس (5,55 %).

وأضاف شفيق صرصار ان نسبة المشاركة في الانتخابات التي دعي اليها نحو 5.3 ملايين ناخب بلغت 62.9 بالمائة.

وتنافس في الانتخابات الرئاسية 27 مرشحا بينهم خمسة انسحبوا.

وأشادت بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي للانتخابات الرئاسية التونسية الثلاثاء بالانتخابات وبـ"استقلالية" الهيئة المكلفة بتنظيمها.

وقالت البعثة في بيان "تشيد نيتس اوتربروك رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لملاحظة الانتخابات بأول انتخابات رئاسية تعددية وشفافة، جدد من خلالها الشعب التونسي تمسكه بالقيم الديمقراطية وذلك في جو هادئ".

وأضافت "أثبتت +الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات+ مجددا استقلاليتها وحياديتها وكفاءتها".

وهذه أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخ تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وطوال أكثر من نصف قرن، رئيسان فقط هما الحبيب بورقيبة (1987-1956) وزين العابدين بن علي (2011-1987) والاخير أطاحت به الثورة يوم 14 كانون الثاني/يناير 2011.

ولم تقدم حركة النهضة التي حكمت تونس منذ نهاية 2011 وحتى مطلع 2014 وحلت الثانية في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، مرشحا للانتخابات الرئاسية وأعلنت انها تركت لانصارها حرية انتخاب رئيس "يشكل ضمانة للديموقراطية".

لكن خصمها العلماني "نداء تونس" يتهمها بدعم محمد المنصف المرزوقي بشكل غير معلن وهو أمر نفته الحركة.

والاثنين قال الباجي قائد السبسي (87 عاما) في تصريح لإذاعة "إر إم سي" الفرنسية ان "كل الاسلاميين اصطفوا وراءه (المرزوقي)" في انتخابات الأحد. وأضاف "من صوتوا للمرزوقي هم الاسلاميون (..) يعني اطارات (حزب حركة) النهضة (..) والسلفيون الجهاديون (..) ورابطات حماية الثورة".

ورابطات حماية الثورة، مجموعات محسوبة على الاسلاميين، حلها القضاء التونسي في أيار/مايو الماضي لضلوعها في اعمال عنف استهدفت اجتماعات ونشطاء احزاب المعارضة العلمانية.

وتوقع قائد السبسي ان تنقسم تونس خلال الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الى "شقين اثنين: الاسلاميون من ناحية وكل الديمقراطيين وغير الاسلاميين من ناحية اخرى".

وخلال الحملة الانتخابية، قدّم محمد المنصف المرزوقي نفسه كضمانة للديمقراطية والحريات التي اكتسبها التونسيون بعد الثورة.

ويعتبر المرزوقي ان حزب نداء تونس ورئيسه يمثلان امتداد لمنظومة الحكم "السابقة" في تونس.

يذكر ان قائد السبسي تولى حقائب وزارية مهمة كالداخلية والخارجية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. كما تولى بين 1990 و1991 رئاسة البرلمان في عهد بن علي.

ويأمل قائد السبسي ان يسهل فوزه بالانتخابات الرئاسية على حزبه نداء تونس الذي حصل أكثرية مقاعد البرلمان الجديد (86 من إجمالي 217 مقعدا)، تشكيل حكومة ائتلاف.

ولا يستطيع الحزب ان يحكم بمفرده لأنه لا يملك الاغلبية المطلقة من المقاعد (109 مقاعد).

 

 

Email