تظاهرات حاشدة منددة بالمتمردين وهادي يدعو إلى مواجهة الاحتمالات كافة

نذر حرب في العاصمة اليمنية إثر فشل مفاوضات الحوثي

متظاهرون مؤيدون للحكومة ينددون بالحوثي رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لاحت في العاصمة اليمنية صنعاء أمس نذر حرب مع اعلان اللجنة الرئاسية فشل المفاوضات مع الحوثيين بشأن رفع الطوق المفروض من قبلهم على المدينة مقابل تشكيل حكومة جديدة، حيث رفض الحوثيون المقترحات الحكومية وهددوا بالتصعيد.

في وقت دعا الرئيس عبدربه منصور هادي إلى رفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة كافة احتمالات بالتزامن مع تظاهر عشرات الآلاف مطالبين بإزالة خيم المتمردين، في ظل حالة من الخوف في أوساط سكان العاصمة الذين بدأوا بتخزين المواد الغذائية، فيما سعى البعض الآخر لسحب ودائعهم من المصارف.

وأعلنت اللجنة الرئاسية المكلفة المفاوضات مع الحوثيين أمس، وبعد أربعة أيام من اللقاءات مع عبد الملك الحوثي، فشل المحادثات مع المتمردين. وقال الناطق باسم اللجنة الرئاسية عبد الملك المخلافي إنها عادت الى صنعاء بعد ان رفض الحوثيون كل الحلول والمقترحات التي قدمت في كل القضايا.

والتقت اللجنة فور عودتها الرئيس عبدربه منصور هادي لوضعه في الصورة، حيث أعربت اللجنة عن «خيبة الأمل إزاء ما جرى من نقاش وتداول مع الحوثي وما قدمته اللجنة من حلول وما بذلته من جهود قوبلت بالرفض والتعنت والاصرار على تجاهل الواقع والمخاطر».

وقال عضو آخر في اللجنة إنه «بعد الاتفاق على تشكيل حكومة بديلة للحكومة الحالية أصر الحوثيون على إلغاء قرار رفع أسعار الوقود أو تعليق العمل به لعدة شهور ولكن ذلك الطلب رفض ففشلت المفاوضات». وأضاف: «الواضح ان الحوثيين يضمرون الشر ومستعدون لمواجهات عسكرية، في حين ان الجانب الحكومي جزم انه لا يمكن التراجع عن قرار رفع اسعار المشتقات حتى لو اضطرت السلطات الى استخدام القوة لفك الطوق الذي يفرضه المسلحون الحوثيون على صنعاء منذ اسبوع».

وتابع ان «عبد الملك الحوثي ابلغ نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات احمد عبيد بن دغر انه لن يناقش أي موضوع مع اللجنة الا بعد الغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وقال انه مستعد لتقديم دعم مالي للحكومة بدلا عن ذلك الى حين مراجعة الوضع الاقتصادي وايجاد بدائل لقرار رفع الاسعار».

دعوة الى اليقظة

وعلى الفور، ترأس الرئيس اليمني اجتماعا للجنة الأمنية والعسكرية العليا لتدارس الموقف الأمني في صنعاء وعمران في ضوء التطورات الجديدة والتحديات الأمنية التي تفرضها جماعة الحوثي المسلحة.

وحض هادي على «اليقظة العالية والحذر ورفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة اية احتمالات»، مؤكدا أن «الدولة حريصة على تثبيت السكينة العامة والحرص على الأرواح والدماء الزكية».

وقال إن «صنعاء اليوم يقطنها مليونان وسبعمئة ألف نسمة من كافة أبناء اليمن وليست صنعاء الستينات، فصنعاء هي عاصمة الوحدة اليمنية و25 مليون يمني من كل أبناء اليمن بمختلف مشاربهم وثقافاتهم»، مشيرا إلى أن «هناك ربما أجندات خفية ومشبوهة، وليست اليافطات والشعارات التي ترفعها جماعات الحوثي سوى دغدغة لمشاعر وعواطف الشعب ومسكنات كاذبة تخفي وراءها مرامي وأهدافاً أخرى». واعتبر هادي أن «كل من يتعارض مع مخرجات الحوار الوطني يعد تحديا سافرا للإجماع الوطني».

غياب الحلول

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام ان «اللجنة الرئاسية لم تكن مخولة بالنقاش في القضايا التي طالب بها الشعب اليمني وإنما يحملون رسالة أن نستجيب لموقفهم من دون إيجاد حلول واضحة»، على حد تعبيره.

وأضاف: «توضيحا لمسار عمل اللجنة الحكومية لمناقشة القضايا التي طالب بها الشعب اليمني وخرج من أجلها وهي قرار رفع أسعار المشتقات النفطية وتغيير الحكومة والبدء بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبعد نقاشات مستفيضة اتضح أنهم غير مخولين للنقاش في القضايا التي طالب بها الشعب اليمني وإنما يحملون رسالة أن نستجيب لموقفهم دون إيجاد حلول واضحة».

تظاهرات ضد

ووسط هذه التطورات، تظاهر عشرات الآلاف في صنعاء للتنديد بممارسة الحوثيين ورفض تطويق المسلحين الحوثيين العاصمة اليمنية. وانطلق المتظاهرون من الشارع الذي يقع فيه منزل هادي وتوجهوا صوب شارع الزبيري وصولا إلى ميدان التحرير رافعين الأعلام ومرددين العشرات المؤكدة على النظام الجمهوري.

ورفعت الحشود، التي توافدت الى صنعاء من عدة محافظات للمشاركة في هذه المسيرة التي دعت اليها رئاسة «هيئة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية»، لافتات «تدين وتستنكر محاصرة مداخل صنعاء من قبل الحشود الحوثية المسلحة والتهديدات التي أطلقها عبدالملك الحوثي سعيا منه لفرض خياراته الخارجة عن الإجماع الوطني بالقوة المسلحة».

لقاء

التقى رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية اللواء الركن أحمد الأشول أمس بصنعاء نائبة المدير التنفيذي في القيادة العسكرية المركزية الأميركية لمنطقة الشرق الاوسط للشؤون السياسية الجنرال فيلدز والوفد المرافق لها. وفي بداية اللقاء قدم رئيس هيئة الاركان إيضاحات حول طبيعة الاوضاع في اليمن والجهود المبذولة لاحتواء الموقف وإنهاء حالات التصعيد.

جرافيك

Email